


عدد المقالات 198
فيلم «عنتر ولبلب» من الأفلام الكلاسيكية المصرية، بطولة سراج منير ومحمود شكوكو، وهو دراما ساخرة من إنتاج العام 1952، وتم عرضه في دور السينما المصرية في أبريل من العام نفسه (أي قبل حركة 23 يوليو بنحو 3 أشهر فقط). شارك في بطولة الفيلم إلى جانب سراج منير وشكوكو، كل من: عبدالوارث عسر، وسعاد أحمد، وحورية حسن، وعبدالفتاح القصري، وآخرون. القصة والسيناريو والحوار للفنان الكبير بديع خيري، وإخراج سيف الدين شوكت. في ظاهره، يبدو الفيلم وكأنه «حدوتة» لطيفة بين شخصين يتصارعان على امرأة للزواج منها، أحدهما مدعوم بالمال وبموافقة والدها، والآخر تحبه ويحبها، ويستمر الصراع حتى نهاية العمل. ووفقاً لقاعدة بيانات السينما المصرية، فإن الفيلم ورغم توقيته المبكّر نسبياً في صناعة السينما، فإنه يحمل في محتواه رسالة سياسية قوية تجاه الاحتلال الإنجليزي. صنّاع العمل الفني، سواء السيناريست بديع خيري أم المخرج سيف الدين شوكت، يريدان القول إن لبلب الشاب الجدع وابن البلد يرمز إلى الشعب المصري المكافح والمقهور، فيما يرمز عنتر إلى قوة الاحتلال الغاشمة والصراع بينها على مصر. فيما فسّره البعض أيضاً بأنه موجّه لدولة الاحتلال الإسرائيلي الوليدة في ذلك الوقت. الحارة هي المكان الرئيسي الذي تدور فيه الأحداث، وتشعر أن المخرج كان حريصاً على أن يأخذ لقطات واسعة بالكاميرا تظهر فيها أسماء الدكاكين أو المحالّ؛ مثل: «عجلاتي الوحدة»، و»عصير الجلاء»، و»بقالة السلام»، و»جزارة القنال»، و»مطعم الحرية»؛ وكلها إسقاطات مقصود بها أجواء الاحتلال الإنجليزي لمصر، ومفاوضات جلاء المحتل عن البلاد بعد إلغاء حكومة الوفد بزعامة مصطفى النحاس (اتفاقية 1936 مع بريطانيا). تتشابك أحداث الفيلم لتصل إلى الذروة أو «العقدة الدرامية» عندما يفد إلى الحارة شخص غريب ليس من سكانها، هو الممثل سراج منير، وهو شخص قوي مفتول العضلات، مدجّج بالسلاح والأتباع، اسمه شمشون أو في ما بعد «عنتر»، بعد تغيير اسم البطل لأسباب سنعرفها في المقال المقبل بإذن الله. ينزع شمشون أو عنتر قطعة من أرض الحارة ليقيم عليها كازينو ومطعماً وملهى ليلياً، ينافس متاجرها، ويفسد أخلاق أهلها بما يعرضه من رقص خليع، فيحطّ الفساد عليها، إلى أن يتزعّم لبلب صاحب «مطعم الحرية» المقاومة الشعبية ضده، على الرغم من فقر لبلب وضعفه وهزاله؛ لكنه يتصدى لشمشون ويدخل معه في منافسة على الهبوط بأسعار المأكولات. لكن لبلب لا يصمد في هذا التحدي بسبب ضعف موارده المالية، فماذا سيفعل لبلب الذي يوشك على الإفلاس وضياع محله وفقدان حبيبته التي يرغب شمشمون أو عنتر في الحصول عليها ويتفق مع والدها على الزواج منها؟! سألني أحد الأصدقاء: «تفتكر فيديوهات وتصريحات الفنان والمقاول المصري محمد علي لكشف فساد نظام السيسي يمكن أن تتسبب في أي شيء غير الارتباك والجنون الذي يضرب أطراف النظام قلتُ: إن خلخلة بنية نظام الاستبداد والفساد مهم للغاية، كما أن فضح فسادها يحرمها من الغطاء الشعبي، ويزيد بدرجة كبيرة من الشكوك والريبة بين أفرادها الذين تربط بينهم مصالح مرهونة بالفساد المحمي بالاستبداد. ولا تستهِن بهذا الإرباك وبتزايد حجم الشكوك والريبة بين أطراف النظام، وما سيأتي بعد ذلك هو ترتيبات من الله عز وجل، ولا دخل لأحد فيها.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...