alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

رأي العرب 20 أكتوبر 2025
البحث العلمي.. أولوية وطنية
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 22 أكتوبر 2025
خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة
رأي العرب 22 أكتوبر 2025
وثيقة وطنية

أفغانستان والشام.. غزوان ونصران

14 سبتمبر 2015 , 02:39ص

سارعت روسيا إلى التخلص من عقدة هزيمتها في أفغانستان سريعاً حين أجرمت بحق أهلنا بالشيشان بطريقة لم نعرف تفاصيلها كلها ربما حتى الآن، ساعدها في ذلك ترويج دعاية الإرهاب والتطرف عنهم وهو ما يدغدغ مشاعر الغرب والشرق، ويجعل الدماء المسالة ماءً وربما أرخص من ذلك، أما أميركا فقد أخذت وقتاً أطول للتخلص من عقدة فيتنام بغزوها للعراق، اليوم تسعى روسيا إلى التخلص كلياً من عقدة أفغانستان بجر قواتها إلى حتفها بالشام، لإنقاذ طاغية مترنح لم يعد قادراً لا بقوته ولا بقوة المليشيات الطائفية ولا بالقوة الإيرانية الرسمية المعلنة على الصمود في وجه تسونامي الشعب الشامي العريق في الصمود والحضارة. كانت الجيوبولتيكا في صالح السوفييت حين قرروا غزو أفغانستان، فالتواصل الجغرافي بين البلدين سهل الدفع بقواتهم سريعاً، لم يكن أمامهم إلا عبور نهر آموداريا فقط، بخلاف الواقع الشامي الذي يتطلب منهم عبور أجواء ومحيطات وبحار والحصول على أذونات دولية بالمرور بأجوائها أو ببحارها وهو ما رفضته اليونان وبلغاريا، مثل هذا سيفضح ما يخفونه وهم الذين اعتادوا الإخفاء، فقصة نقل الخبراء والمستشارين الذين روجوا لها في بداية الثورة الأفغانية ثم الثورة الشامية لم تعد تنطلي على أحد في ظل تحرك قواتهم ومعداتهم والاستعداد لأيام عصيبة على العصابة البرميلية بقدر شدتها على الغزو الروسي الحالي للشام ومآلاته. حفيظ الله أمين الرئيس الشيوعي الأفغاني الذي تصادف ترؤسه لأفغانستان مع الغزو السوفيتي عام 1979 آنذاك ليس بشار أسد، فأمين بحسب كل الوثائق لم يدع السوفييت للغزو وإنما من دعاهم رئيس غير شرعي هو بابرك كارمل الذي كان مقيماً لديهم في طشقند وأذيعت دعوته للغزو من إذاعة طشقند، ولذا تم التخلص من أمين حال وصول القوات السوفيتية، أما طاغية الشام فلم يدع حثالة من حثالات الأرض إلا ودعاها رسمياً ووعدها حتى باقتطاع جزء من سوريا لها، فالأخيرة لمن يدافع عنها بحسب خطابه والمقصود طبعا وتلقائياً بالدفاع هنا الدفاع عن حكمه وبقائه في السلطة. للتذكير فقط وكوني ممن تابع الغزو السوفيتي لأفغانستان لحظة بلحظة فإن الحزب الشيوعي الأفغاني وجيشه وميليشياته، كانوا في عز قوتهم وسطوتهم حين دخل السوفييت، أما اليوم فإن عصابة القتل الأسدية في آخر أيامها، والتحالف الروسي- الإيراني لقتل أهل الشام الذي توج بلقاء القاتل الأكبر قاسم سليماني قائد فيلق القدس مع رئيس روسيا فلاديمير بوتن لم يفلح في كبح تقدم المجاهدين على الأرض الذين حققوا انتصارات غابت لأشهر ربما كان من بينها سقوط مطار أبوالضهور الاستراتيجي الخطير، وتقدم لافت لمجاهدي جيش الإسلام في دمشق وهو ما دفع العصابة إلى سحب قواتها من الزبداني للدفاع عن معاقل الموالين لها في ضاحية الأسد. عصابات حزب الله وعصابات فيلق القدس عجزت لأكثر من شهرين عن السيطرة على الزبداني، وهو ما عنى أن الوضع الحالي يسير لصالح الثوار بقوة رغم التآمر العالمي الرهيب في كبح جماع ثوار درعا وغيرهم بعدم التحرك بقوة، ولا ننسى هنا قتل المعارض الدرزي وحيد البلعوس بالسويداء، وانتفاضة المدينة ضد العصابة الأسدية، والتي كان على المعارضين الدروز أن يترجموها لتنسيق علني وواضح وسريع مع أهلهم في درعا ولكن للأسف لم يحصل ذلك حتى الآن للتعجيل بالخلاص من العصابة القاتلة. الجلي أن روسيا سائرة بالخيار الشمشومي الأسدي بعد أن فشلت وعجزت في الضغط على السعودية وغيرها بقبول تعويم الطاغية، وماضية على ما يبدو بالخطة باء بفرض دويلة علوية أسدية للأقليات بحسب ما تسرب عن بوتن، على غرار رعاية أميركا دويلة إسرائيلية في قلب العالم العربي، لكن ثمة فرقا كبيرا في اللاعب والملعوب به، فالأسد تحول إلى ورقة تفاوضية رخيصة بين داعميه ومسانديه، بخلاف الطرف الصهيوني الذي يلعب بالآخرين. عودة إلى النموذج الأفغاني فإن الحكم الشيوعي فيها طوال مراحل المفاوضات كان حاضراً فيها، أما النظام الأسدي فمنذ الأيام الأولى لا علاقة له بالسلم، فهو خلق من منظور أسياده الإيرانيين للقتل والتابوت ولذا كان المفاوض الوحيد في حمص هم الإيرانيين أنفسهم، والأمر نفسه تكرر أخيراً في مفاوضات اسطنبول مع أحرار الشام بخصوص الزبداني مقابل كفريا والفوعة، حيث غابت العصابة البرميلية عن كل جلسات التفاوض. ما على المعارضة السورية سياسية وعسكرية الآن أن تفهم حقائق يحاول البعض القفز عنها والتعامي عنها للأسف وهي أن هذه العصابة ومعها التآمر العالمي غير معني أبداً بالحل السياسي وإنما معني بفرض واقع على الأرض وما لم تقم المعارضة السياسية بتجييش الداخل والخارج نحو هدف الحسم العسكري فإنها ستظل في التيه، ساعة ترى تغيراً بالموقف الروسي ثبت أنه تغير فعلا ولكن للأسوأ، وساعة ترى خلاصاً في خطة ديميستورا المسكين الذي ليس له ناب ولا ظلف، وساعة ترى السراب في دعوات هنا وهناك، بينما البلاد دخلت مرحلة خطيرة ومكشوفة وعلنية من الغزو الروسي الإيراني، ولا بد من حشد العالم الإسلامي تماماً لهذا الأمر تماماً، كما حصل أيام السوفييت وإعادة أمجاد تعاضد ووقوف العالم الإسلامي مع الشعب الأفغاني فهو وحده ما يؤرق الغرب والشرق، وتحديداً الروس. أما فيما يتعلق بالجماعات الجهادية فما لم تتوقف عن لعبة عبثية صبيانية بتخوين بعضها وتكفيرهم وتفسيقهم وتبديعهم وتسميعهم، فإنها كلها تحت سكين بوتن وسليماني، ومن العجيب أن يتفق شذاذ الآفاق من روسيا وإيران والعصابات الطائفية على باطلهم، بينما يتقاتل أهل الحق على جلد الدب قبل اصطياده، فأي خسران وأي تضييع لدماء الشهداء هذا؟!

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...