عدد المقالات 272
أعادت الأحداث الأخيرة التي تفجّرت في الجنوب السوري الاهتمام لمهد الثورة درعا وما حولها، فبعد أن خال الاحتلال وذيله أن الجنوب خارج معادلة الثورة السورية، وبالتالي فهو قادر على التفرغ إلى الشمال المحرر، بل واستخدام بعض المتصالحين والمستسلمين من قادة الثورة السابقين، كوقود للعمليات العسكرية الجارية في الشمال بضمهم ودفعهم للقتال في صفوف النظام السوري، تعود الثورة ومعها التمرد من جديد للجنوب السوري المحرر وهو ما أربك الحسابات الأسدية والروسية، خصوصاً في ظل المعادلة الجنوبية المعقدة بين الروس والإيرانيين والنظام، ومن خلف ذلك كله الحسابات الإسرائيلية، حسابات قد تكون متناقضة فيما بينها، وبالتالي فثمة أكثر من رأس يقود العملية هناك، وربما في سوريا كلها، مما يفقدها الانسجام والتناغم. كانت فكرة الروس أن يتم استسلام الشمال السوري مقابل تشكيل الفيلق الخامس من جنود المصالحات وقادة الثورة سابقاً، على أن يكون هذا الجيش تابعاً للروس، مع إبعاد النفوذ الإيراني عن المنطقة، ولكن الخلافات بين الطرفين، والتي انعكست على سعيهما لفرض رجالهما على قيادة العمل في الجنوب، دفع إلى تفجير الوضع بينهما، فألقى بظلاله على الوضع الأمني، خصوصاً أن عرّاب التصالح والاستسلام، وهو الإمارات، لم يعد فاعلاً وشريكاً حقيقياً في المعادلة الجنوبية بعد انشغاله في مشاكله وقضاياه وانسحابه من اليمن. لجوء الطرفين الروسي وحليفه بشكل خفي إلى تصفيات سياسية وعسكرية ربما ضد رجالهما في الجنوب، خلق وضعاً مسانداً لقوى ثورية جديدة، آثرت على نفسها رفض المعادلة الجنوبية القاضية باستسلام الثورة، فبدأت مبكراً العمليات العسكرية، مستهدفة اغتيال رجال المصالحات وكبارها، فضلاً عن عمليات عسكرية ضد الأمن العسكري الذي استأنف مهماته في القبض على الثوريين السابقين، فأعمل فيهم التعذيب والقتل، ومات منهم الكثير تحت التعذيب، وهو ما أثار من جديد حوران التي كانت تنتظر عوضاً عن ذلك إطلاق سراح أبنائها الذين وُعدوا بالإفراج عنهم أيام المصالحات، ولكن كانت النتيجة اعتقالات وموتاً تحت التعذيب لثوار جدد، ومدنيين آخرين، فضلاً عن جرّ الكثير من المستسلمين والمتصالحين إلى محرقة الشمال السوري، فمات منهم البعض دون رغبة بالقتال. فشل الاستراتيجية الروسية الأخيرة في تشكيل الفيلق الخامس بالجنوب، مع إطالة الاستنزاف بحق الروس والنظام السوري في الشمال السوري المحرر قد يؤدي بنظر كثير من الدراسات العسكرية والاستراتيجية إلى خروج حوران عن السيطرة، وقد حذّرت دراسات غربية، وتحديداً أميركية، من ذلك، لا سيما في ظل الاستهداف شبه اليومي لمراكز الأمن وقادة المصالحات من قبل ثوار درعا، ترافق ذلك مع تحرك الحاضنة الاجتماعية عبر الكتابات على الجدران، ورفع الصوت ضد النظام الذي لم يقدم للمناطق الجنوبية المنكوبة أية خدمات تشعرهم بالفرق بين حياتهم السابقة واللاحقة، فعقلية وسياسة التعامل الفوقية لا تزال هي المسيطرة على النظام في التعاطي مع الأهالي.
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...