alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

محاربة التطرف أم الخوف من التدين؟

13 أغسطس 2011 , 12:00ص

أقرت طاجيكستان قبل أيام قليلة قانونا يحظر دخول المساجد والكنائس على من هم دون الـ18 عاماً، وإطلاق الأسماء الإسلامية على المولودين الجدد. وفرض القانون نفسه على الآباء عقوبة السجن في حال خالفه أطفالهم وشاركوا في حفلات دينية. وبررت السلطات الطاجيكية سن القانون بمحاربة التشدد والتطرف الديني، واحتواء ما تسميه بالأصولية الإسلامية، ورغبتها في اتباع أسلوب التربية الغربية. وتزامن إقرارهذا القانون من طرف الرئيس إمام علي رحمنوف بعد مصادقة البرلمان عليه مع دخول شهر رمضان الكريم، حارما بذلك الأطفال ما دون سن الـ18 من المشاركة في الصلوات الخمس بالمسجد. والغريب أن القرار المذكور لم يُثر -حسب متابعتي- تعليقا يذكر من العلماء المسلمين ولا الدول الإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان. وإذا كان سكوت الغرب (حكومات ومنظمات) مفهوما بالنظر لكونه لم يتخلص بعد من الإسلاموفوبيا، فإن سكوت العلماء ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وعدم انتقادهم للقانون المذكور غير مفهوم. والحال أنهم مطالبون بالانتقاد، على الأقل من باب النصيحة لحكام بلاد الغالبية العظمى من سكانها مسلمين بأن: - روسيا التي تجتهد الطبقة السياسية المهيمنة على كسب ودها -حسب المعارضة- لم تقر مثل هذا القرار، وأن منع الموظفين من الصلاة في المساجد أثناء العمل ومنع الأطفال من المساجد أو الكنائس لن يحارب التطرف بل يقدم له خدمة مجانية. - سياسة تجفيف المنابع لم تفلح أيام الاتحاد السوفيتي رغم جبروته، وفشلت في محاربة التدين، لأن التدين أمر لا يمكن فرضه ولا منعه بالقوة، لأنه نابع من أعماق الإنسان ومنطلق من روحه التي تعجز كل أساليب التسلط الوصول إليها والتحكم فيها. - أن أمامهم عبرة حية من نظام بن علي بتونس، برر تسلطه واستبداده وفساده الاقتصادي والإداري والسياسي والمراقبة البوليسية للمساجد وإحصاء أنفاس المصلين وإعداد تقارير يومية عن الشباب منهم، على مقولة محاربة التطرف والأصولية، وفزاعة الإسلاميين، مستفيدا من تواطؤ الغرب، لكن سلطة سنوات طوال انهارت في بضع أسابيع. سقط حكم بن علي وبقيت المساجد شامخة في تونس مملوءة بالشباب بعدما تخلص من الخوف من «تهمة» المواظبة على الصلوات الخمس، التي كانت تعني بالنسبة لنظام بن علي أن «المتهم» إسلامي متشدد. - أن العلمنة المفروضة، واتباع النمط الغربي في التربية بالتنكر للهوية وثوابت البلد الدينية والحضارية تجربة فاشلة، وأمامهم التجربة التركية للعبرة: ماض أتاتوركي (التبعية العمياء للغرب مع وضع اجتماعي واقتصادي سيئ)، وحاضر أردوغاني (استقلالية مع الاعتزاز بالهوية ووضع اجتماعي واقتصادي ومكانة دولية متميزة). - أن القرار المذكور سباحة ضد مجرى التاريخ الذي هو في اتجاه الحرية والديمقراطية واحترام إرادة الشعوب وأخذ رأيها بعين الاعتبار. - أن زمن التدليس والخلط بين الأمور انتهى، ويجب التفريق بين محاربة التطرف ومحاربة التدين والخوف منه، ذلك أن محاربة التطرف له آلياته وأساليبه، على رأسها توفير مناخ ديمقراطي حقيقي بما يعني ذلك من انتخابات نزيهة ومؤسسات منتخبة تمثل إرادة الناخبين، ونشر الفكر والفهم المعتدل والوسطي للدين، وفتح الباب للتعبير عن الرأي والحوار بين مختلف وجهات النظر بشكل يكشف الفكر المتشدد والمنحرف، ويسلط عليه الضوء لتقويمه وتصويبه، وتشجيع تيار الاعتدال و.. أما منع الشباب المسلمين والمسيحيين دون 18 سنة من المساجد والكنائس، وفرض نمط معين من التربية في الفضاء العمومي بدون فرصة لإبداء الرأي الآخر، فيدفع للتطرف من حيث يراد محاربته، وهو ما جعل نائب رئيس الوزراء السابق لطاجيكستان أكبر ترادجونزده يقول في كتاب مفتوح إلى الرئيس الطاجيكي «هذا الحظر على حضور المساجد سيؤدي لتصاعد رد الفعل السلبي بين الناس».

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...