alsharq

علي الظفيري

عدد المقالات 166

الطائفية تتحالف مع الاستبداد

12 يونيو 2011 , 12:00ص

ما يجري في سوريا خطير للغاية، ليس من باب القمع الاستثنائي وغير المسبوق من قبل النظام السوري وحسب، بل من باب تفاعل المحيط العربي والإقليمي مع الأحداث، ومؤخرا تصاعدت اللهجة التركية في تعليقها على استخدام نظام بشار الأسد العنف بشكل غير مقبول، ولوحت بالتدخل عسكريا إذا لزم الأمر، فرنسا والولايات المتحدة الأميركية تجد الفرصة مواتية للانقضاض على النظام العربي الوحيد المتحالف مع إيران إذا ما استثنينا العراق الواقع تحت السيطرة الأميركية والإيرانية بالتساوي، والبعض منا لا يرى مشكلة في تدخل تركيا وحسمها الموقف لصالح المحتجين السوريين، وهذا ما يثير القلق ويستحق النقاش. من حيث المبدأ لا مشكلة في موقف دولي وإقليمي يندد بجرائم النظام السوري، بل إن السكوت عن هذه الفظاعات يمثل جريمة بحد ذاته، لكن أن تصل الأمور إلى استدعاء هذا التدخل والرهان عليه ومنحه الشرعية مسبقا فهذا يشكل مصدر القلق في هذه القضية، وعلينا أن نتذكر دائما ما جرى في العراق ونطرح الأسئلة التالية: لماذا لم ينجح عراق ما بعد صدام حتى اليوم؟ ولا تظهر حتى اللحظة أية بوادر جدية لخروجه من هذه الدوامة التي دخلها في عام 2003، لم يحدث ذلك رغم عدة انتخابات مارسها العراقيون في أعوام قليلة، ورغم عشرات الأحزاب السياسية التي ظهرت بعد أن كان حزب البعث يحكم البلاد منفردا؟ صحيح أن الغزو والاحتلال الخارجي للبلاد أسقط واحدا من أكثر الأنظمة قمعية ووحشية، لكن انظروا لما حدث بعد ذلك، انفلت عقال الطائفية في البلد وبات القتل بالمجان وبشكل يومي!، وتحولت البلاد المنيعة إلى معمل للخارج يُجري تجاربه السيئة على أرضها! في لبنان حالة مثيلة وغريبة، بعض اللبنانيين أصدقاء لإيران، وآخرون أصدقاء لفرنسا بشكل وثيق، والكل يستخدم مبررات وحججاً تبين صحة وسلامة هذه الصداقة، من الأموال النظيفة وصولا إلى فرادة لبنان وخصوصيته، وقد كان الدين بوابة العبور الدائمة للأجنبي يدخل منها ويخرج ساعة يشاء!، وأصبحنا أمام حالة مواطنة نادرة في التاريخ الحديث، مواطنون لبنانيون يتقاطعون بمصالحهم وأهوائهم مع الخارج أكثر مما يفعلون بينهم، وهذا هو حال العراق بالضبط بعد احتلاله وتحالف طائفة مع المحتل الأجنبي بحجة محاربة المستبد الداخلي، وهو ما تذهب إليه البحرين اليوم بكل أسف. تبدأ المشكلة وتنتهي عند الاستبداد، فالأنظمة المستبدة لا شرعية لها، وهي على استعداد دائم لاستخدام كل ما يتاح أمامها للاستمرار في الحكم، وتجد غالبا في الطائفية متنفسا لبسط هيمنتها ونفوذها، إما عبر تأجيجها أو التخويف منها إن هي غابت أو غُيبت، ونتذكر كيف أن كلمة الفتنة الطائفية وردت في حديث بشار الأسد أمام مجلس الشعب السوري 26 مرة!!، وكانت الرسالة واضحة من استخدام التخويف بالفتنة الطائفية، وتزداد المسألة تعقيداً مع مجتمع لا يملك حصانة ضد محاولات النظام دفعه إلى أتون الفرقة الطائفية، وتظهر أصوات امتهنت المذهبية وتخصصت فيها سنوات طويلة لتقود الرأي العام، وهي حذرة بكل تأكيد من استخدام ما يثبت طائفيتها من حيث اللفظ، لكنها تمعن في التفريق منهجا ومضمونا وتكرس الانتماءات الضيقة وتجد جمهورا واسعا يصفق دون وعي لها، إضافة لاحتضانها إعلاميا والترويج لها بشكل سافر، وهنا تحديدا يرى جمهور واسع في تركيا دولةً سنية وفي إيران دولةً شيعية، كما يرى موارنة لبنان في فرنسا دولة مسيحية صديقة، وهي ليست كذلك للأسف!، وبالتالي تصبح الطائفية والصراع الداخلي بين مكونات المجتمع الواحد مبررا لقبول التدخل الأجنبي! كلنا يحارب الاستبداد دون أدنى شك، ومواقف تركيا على الصعيد العربي ميّزتها كثيرا في السنوات الأخيرة، لكنها دولة ذات مصالح تعمل على حمايتها وتكريسها في المنطقة، والنظر لها كدولة «سنية» صديقة مثيل للنظرة نحو إيران كدولة «شيعية» صديقة ترعى الشيعة وتحميهم في المنطقة، وهذا ما يؤدي إلى غياب الدولة وضعف الدولة العربية الحديثة التي تحمي جميع مواطنيها دون تمييز عرقي أو مذهبي، ورغم أن المنطقة تتغير بشكل جذري، فإن هناك من ما زال في الماضي ويسعى بوعي منه أو دون وعي لإكمال المعادلة التي أخرت العالم العربي قرونا طويلة، الاستبداد يتحالف مع الطائفية فيجد الأجنبي طريقاً معبدة يسير فيها!

السعودية.. بعض التغييرات الضرورية

تقود المملكة اليوم حرباً مصيرية، ويتوقف على نتائج هذه الحرب مستقبل البلاد ودورها وشكل المنطقة العربية برمتها، ولا أعني بالحرب عملية عاصفة الحزم في اليمن، فهذه معركة واحدة من معاركنا الكثيرة المنتظرة في المنطقة، والتي...

عاصفة مؤلمة.. وضرورية

هناك كلام كثير يقال في هذه الظروف، لكن وقبل كل شيء، توجيه التحية لقيادتنا السعودية يظل واجبا وضروريا في هذه الأيام، ما فعلته هو إعادة البوصلة للاتجاه الصحيح على صعيد السياسة الخارجية، ليس في عاصفة...

معضلة إيران

لا يمكننا تجاهل إيران ودورها في المحيط، باتت الجارة ضيفا ثقيلا على شؤوننا اليومية، وبعد أن كان القلق افتراضيا من دورها ونفوذها، استطاعت أياديها الممتدة إلى بلادنا، الواحدَ تلو الآخر، أن تقلب الافتراض إلى حقيقة...

في الحارث الضاري

جملة الرثاء لا تكتمل، ثمة ما يفرق كلماتها، ويشتت شملها، لا تقدر الواحدة منها أن تقف في وجه الأخرى، كيف لاجتماع بغرض تأبين الشيخ المناضل، والإقرار برحيله، أن يتم! لا أجدني متفقا على طول الخط...

حماس الإرهابية

لو وضعت خارطة مصر والعالم العربي، أمام مجموعة من طلاب السنة الأولى في قسم العلوم السياسية، في جامعة بعيدة لا يفهم أهلها أوضاعنا، ثم قدمت لهم شرحا مبسطا لتاريخ الصراعات وطبيعة العلاقات بين الدول في...

لماذا أغلقت قناة العرب؟

موضوع هذه القناة مثير للغاية، ويفتح نقاشات لا حصر لها، ليس عن القناة وظروف إغلاقها فقط، بل حول مجمل فكرة الإعلام في عالمنا العربي، وكيف يفهم الناس هذه المسألة ويتفاعلون معها، خذ على سبيل المثال...

الرز المتلتل

في العلاقات الدولية، ثمة قواعد وأسس كثيرة تنظم العلاقة بين الدول، وأهمها قاعدة التعاون الدولي بين الجميع، فهذه الوحدات القريبة من بعضها والبعيدة، تتعاون على أساس سياسي أو اقتصادي أو ديني أو قومي، وفي حالات...

وعلى قدر سلمان تأتي العزائم

يستغرب المرء من تغير الأحوال، وبعد أن كانت اللغة التي تتعلق بالمملكة في وسائل الإعلام المصرية، لغة المحبة والود والتبجيل غير المحدود، تغيرت، وأصبحنا أمام نبرة تهديد مبطن، وقل ود ظاهر، في تحول لا تخطئه...

سلمان ملكاً

بعد ساعات من وفاة الملك عبدالله رحمه الله، بات واضحاً لدى السعوديين والعالم، أن ما كان يطرحه مغردون مجهولون من سيناريوهات كارثية سيتعرض لها النظام لم تكن صحيحة، التحليلات والأمنيات التي كانت تقدم على شكل...

المقال ما قبل الأخير

في عام 2007، عادت جريدة «العرب» القطرية للحياة الصحافية مرة أخرى بعد توقفها عن الصدور منتصف التسعينيات، وقد كانت أول صحيفة يومية تصدر في قطر عام 1972، وتشرفت بعد انطلاقة الجريدة بكتابة زاوية أسبوعية في...

داعش غير العنيفة

من الواضح أن القلق من داعش وصل الجميع، الأنظمة والناس على حد سواء، ولا أحد يلام على الخوف من هذه الظاهرة، فهي عنيفة وشاذة ومدمرة من دون أدنى شك، بل إن مزاحمة الأنظمة لها في...

الحابل مع النابل

في لحظة جنون، من لحظات جنونه الذي لم ينقطع إلا بموته، استنكر القذافي القواعد المتعارف عليها في لعبة كرة القدم، كان يستغرب وجود كرة واحدة بين أحد عشر لاعبا من كل فريق، ووجود الجمهور متفرجا...