


عدد المقالات 73
في خياله وخلواته لا يرى إلا أعين الناس ترقبه وتتابعه , ودون مقدمات وصل إلى قناعه أنه مركز العالم , وانه العالم ينتظرون حركاته وسكناته حتى تحدد البشرية مستقبلها بعد ذلك . يعيش حالة عميقة من الانكفاء على الذات والانغلاق , ويجيد فن التكتم على الأخبار الشخصية حتى العادية منها , فتحركاته موصومة دائما بـ «سري للغاية». كل ما يحدث في بيته هو من وحي الأسرار والعجيب أن زوجته شريكه له في هذه الثقافة التي أُخذت طريقها لهم من ثقافة من سبقوهم فهي برمجه قديمة شاعت في فترة ضعف العلم والدين وانتشار الخرافة والهرطقات . الأم تحجب خبر تخرج الأبناء وزواج وحمل البنات وعندما يتملك أحدهم بيتاً تُعقد جلسة استثنائية طارئة لمناقشة كيف يتم التكتم على هذا السر النووي الخطير!! تعيش الأسرة حالة من الطوارئ الدائمة بسبب هوس العين والحسد والعجيب أنهم من أكثر الناس ذكر لله وللورد اليومي والأدعية لكن غاب لب الإيمان عن جنبات هذا البيت المضطرب وهو التوكل الحقيقي فتقدمت عادات المجتمع على الدين وحصلت الانتكاسة. كيف بمؤمن يدعو ويشك بالإجابة وكيف بمؤمن يحصن نفسه بالأوراد والأذكار ويشك في فعالية ما يقوم به!! وهذا الشك يكشف الكثير الخلل في أساسات الإيمان عند هؤلاء فأقوالهم في اتجاه وأفعالهم في اتجاه آخر . مفهم الخصوصية مفهوم مسلم به لكن أن تصل الأمور عند البعض إلى هذه الحالة من الوسوسة والهوس من العين حيث الرعب المخيم وسلب حريتهم وفرحتهم وتلقائية حياتهم وجعلهم دائماً يعيشون حالة من الاضطراب وفقدان الأمان والطمأنينة والسكون والنظر لجميع حولهم بأنهم أعداء يجب أن نتقيهم , هذا ادعى بكل تأكيد للمراجعة المتجردة فهذا سجن لا يُطاق ونمط حياة لا يحتمل. تتمدد الفكرة السلبية الخطيرة ويعيش صاحبنا في نفسه بعع العين ويستخدمه شماعة لكل فشل أو اخفاق فلم يعتاد أن يقول « لم يكتب لي التوفيق في العمل الفلاني ولعله خير أو أنا قصرت في عملي وهذه نتيجة طبيعية لأخطائي, لا بل تبرز شماعة العين كمخرج مهم أمام الناس سواء في الاخفاق الدراسي أو التجاري أو الأسري أو الاجتماعي فهو إسقاط مقبول اجتماعياً ولا يكلف الكثير من الجهد وهو مخرج لمن لا مخرج له . في أحد الأفراح وقبل أن تُزف العروس بخمس دقائق وتحت الحاح كتيبة الوسوسة ترضخ العروس وتلغي أهم برامج حفل زواجها وهو «الزفة» خوفاً من العين وتحت ضغط هذه الكتيبة يخفي طالب الطب نوع تخصصه عن الناس وتستمر هذه الضغوط فيخفي صاحب العمارة ملكيته لهذا العقار ويأته من الخلف لكي لا تتصيده أعين الناس !! جمال الحياة لا يظهر داخل هذه العقول ولا يتلون في تلك الأنفس فسجن العادة أو الفكرة لا يقل قسوة عن أي سجن تقليدي في العالم, فقليل من التأمل وكثيراً من التوكل الحقيقي. محبرة الحكيم الشك يكشف الكثير الخلل في أساسات الإيمان عند هؤلاء فأقوالهم في اتجاه وأفعالهم في اتجاه آخر • مدرب ومستشار معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT وعضو الجمعية الأميركية للتدريب والتطوير ASTD. sultan@alothaim.com sultanalothaim@:
نيران تصول وتجول في أعماقه أطفأت العقل وعطلت الحكمة وحجبت البصر والبصيرة. أصبح ذاك الإنسان الوادع والمهذب وحشا كاسرا استبدل الهدوء بالغضب والعقل بالانفلات والحكمة وبالانتقام وأصبح إنسانا آخر لا يعرف مدى نقمته وحدود عدوانيته...
يبحر كثيراً مع رياح الماضي وانكساراته وانتصاراته وآهاته وتعقيداته وأمجاده. فالمتعة العظيمة في مخيلته هي العودة للماضي أو الهروب للمستقبل. وبين هذا وذاك ضيع الحاضر الذي ينتظر منه الكثير من العمل والتركيز والمبادرات والمشاريع. والحاضر...
في يرعان الشباب وعلى أعتاب المرحلة الثانوية وسؤال الوجهة والتخصص والمسار هو السؤال الأبرز على طاولة حياته. الكل حوله يوجهونه ويقترحون عليه لكن حسب ما يردون هم وليس حسب ما يريد هو!! أحس بالممل من...
لطالما أمعن النظر في أحوال الناس من حوله وكان يركز على جانب السعادة لديهم. نظرات الغبطة تخرج من عينه والكثير من الأسئلة يطرحها عقله حيث ظل يردد «يا سعدهم». على الضفة الأخرى كان يقارن أفضل...
كان يُشاهد نشرة الأخبار وحيث السياق في تلك النشرات عن الحروب والدمار. فرئة الإعلام لا تتنفس إلا من خلال الإثارة التي لا تتوفر إلا في مواطن الصراع أو التنافس. كان المذيع يصف حالة الحرب حيث...
عينه دائماً في أعينهم, يرقب ردود الأفعال ويتأمل الوجنات والإيماءات, حريص جداً على رضاهم مهما كلف الأمر. قبل أن ينام يبدأ بعد الأشخاص ويتساءل هل فلان راض علي؟ ويعتقد أنه سوف يحصل رضا كامل الدسم...
وجد ضالته بها؛ فأصبح يستخدم هذه الكلمات لتبرير الكثير من الأحداث من حوله. تعثره الدراسي وانعزاله الاجتماعي وفشل تجارته وأعماله وتأخر الكثير من ملفات حياته. بدأت اللعبة تكون أكثر إغراء ومتعة!! فبدأ الأصدقاء والأقارب من...
تعرفه من قيادته للسيارة، فهو في عجلة دائماً، يصيبه الاكتئاب من منظر الإشارة الحمراء، ويشعر بالضيق عندما يرى السيارات تمشي ببطء من الزحمة! يقود السيارة بتهور لا محدود، وفي النهاية المشوار الذي يذهب إليه هو...
يبهرني مشهد رسول عظيم عليه الصلاة والسلام وهو المعصوم عن الخطأ والمسدد بالوحي يُلح على أصحابه قائلاً «أشيروا عليّ». وعمر رضي الله عنه يدين لأحد الصحابة لأنه أنقذه من قرار خاطئ ويقول «لولى معاذ لهلك...
خرج من منزله وفي جيبه العلوي 500 ريال تدفي قلبه وتحسسه بالأمان المالي على الأقل لفترة قصيرة.. لكن بعد أن عاد إلى المنزل في نهاية اليوم, صاح يردد وعلامات التعجب تملئ وجهه «وين فلوسي وين...
بعد زيارته لتلك المدينة سألته عن انطباعاته عنها. فقال لي: جميلة بس كل أهلها بخلاء. وعندما انعطف بنا الحديث لسؤاله عن إحدى الشركات قال: شركة ممتازة لكن القائمين عليها كلهم فاسدون!! استمر الحديث حول مرئياته...
تجده يعمل في كل صنعة ويهتم بكل خبر، في الحوار مع الآخرين يفتي في كل شيء ولن تجد لكلمة «لا أعلم» أي تواجد في قاموسه. متعة في العمل التجريب الدائم والانتقال المستمر، فاليوم في وظيفة...