


عدد المقالات 269
تتحدث أفلام الخيال العلمي كثيراً عن فكرة نهاية العالم والعديد منها يربط بين نهاية العالم والتكنولوجيا، سواء كانت الفكرة هي سيطرة التكنولوجيا على البشر وتحويلهم إلى عبيد أو القضاء عليهم أو من خلال كارثة تكنولوجية تدمر الأرض ومن عليها. وهناك حتى العديد من النظريات والاستشرافات التي تحدثت عن احتمالية حدوث كارثة تكنولوجية تقضي على حياة الرفاهية التقنية التي نعيشها، ففي مطلع القرن كان حديث الناس هواحتمالية توقف كل حواسيب العالم عند الانتقال من عام 1999 إلى عام 2000، ولكن كما نعلم الآن لم يحدث شيء. التكنولوجيا اليوم موجودة في كل جوانب حياتنا بشكل لا ندركه على الدوام، فكل شيء الآن يدار بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال حاسوب في مكان ما. فمثلاً مولدات الطاقة تعتمد على إرسال بيانات عبر الشبكة حول عملها والأبواب الآلية تقوم بالشيء ذاته، سيارتك يفحصها حاسوب وجسدك يربط بحاسوب عند تخطيط القلب ومراقبته، هاتفك هو حاسوب صغير وكذلك تلفازك، لم تعد الأجهزة التكنولوجية منفصلة عن بعضها، فالهاتف يوصلك بالتلفاز، والتلفاز يوصلك بالإنترنت والإنترنت يظهر حتى في بعض المطابخ الحديثة على «شاشة» الثلاجة! لكن ماذا سيحدث لنا إذا انهارت هذه الشبكة العظيمة فجأة! ماذا سيحدث للمستشفيات والمدارس والوزارات بل والسيارات ومحطات توليد الطاقة؟ لا شك أنها ستكون كارثة على كل مستوى، وستعم الفوضى أرجاء الخليقة. نموذج مصغر من هذه الكارثة الكبرى يحدث يومياً من خلال الفيروسات الإلكترونية، وهي تلك الملفات التي تنتج بأشكال مختلفة، وتقوم بخلخلة النظام والشبكة، فمنها ما يقوم بسرقة بيانات أو التحكم في الأجهزة عن بعد أو مسح البيانات بشكل كامل. هذا النوع الأخير تسبب في شلل جزئي لثلاثة شركات طاقة في المنطقة خلال الشهر الأخير حسب تقارير ومعلومات من الداخل، ضرب فيروس يحمل اسم «شمعون» هذه الشركات الثلاث، ويقوم هذا الفيروس بمسح بيانات الجهاز الذي يصيبه مما يعني ضياع آلاف بل ملايين الملفات التي تحتوي على بيانات حيوية، وفي أحاديث مختلفة مع بعض العاملين في إحدى هذه الشركات تبين أن الشركة اضطرت إلى إيقاف شبكتها تماماً للحيلولة دون انتشار أوسع للفيروس، بل إن بعض الشركات الوطنية التي لم يصبها الفيروس فصلت شبكتها عن الإنترنت حماية لها من دخول الفيروس. كبرى شركات الطاقة التي ضربت ما زالت تعاني من أثر الفيروس، حيث ما زالت شبكتها مفصولة عن العالم الخارجي. لكن هذه الشركات التي ضربت ـ حسب مصادر ـ لم تتأثر من ناحية الإنتاج، فنظام الإنتاج مفصول تماماً عن الشبكة العالمية، ويدار بشكل مستقل، مما يجعله محمياً من مثل هذه الهجمات، ولكن بطبيعة الحال كل الأنظمة المتعلقة بالتسويق والبيع والشراء والموارد البشرية توقفت بالكامل، وهناك عودة إلى عالم الورق في هذه الشركات. أحد مسؤولي أنظمة المعلومات في إحدى الشركات الثلاث كان في إجازة حين ضرب الفيروس، وما زال ولا أدري إن كان يرجع البتة! هذه الحادثة صورت نموذجاً لما يمكن أن يحدث حين يضرب فيروس بهذه الطريقة الشبكات الحيوية على المستوى الوطني، فتخيل لو ضرب هذا الفيروس أنظمة المستشفيات والداخلية وغيرها ولم تتمكن هذه الأجهزة من التعافي سريعاً، ماذا سيحدث؟ سيتعرض المجتمع لحالة من الشلل الجزئي قد تودي بحياة أشخاص وتدمر مستقبل آخرين. التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فمن جهة لا يمكن التغاضي عن النقلات النوعية في حياتنا نتيجة لتطور التكنولوجيا والشبكات العالمية، فأنت اليوم لا تحتاج إلا إلى ثوانٍ لتصل إلى أية معلومة تحتاجها وأنت تجلس على كرسيك، ولكن من جهة أخرى أصبح العالم كله متصلاً في شبكة واحدة ضخمة مما يزيد من خطورة وقوع كوارث تقنية عالمية تدمر نمط حياتنا اليومي. طالما حارب الإنسان الفيروسات وأوجد علاجاً لها، ولكن ما إن يظهر العلاج حتى يعود الفيروس بشكل آخر أو يظهر فيروس جديد وتبدأ لعبة القط والفأر مجدداً، وليست الفيروسات الإلكترونية أقل خطورة، وليس علاجها أقل صعوبة، فها نحن اليوم بعد أكثر من شهر من ظهور شمعون لا نزال نقع تحت وطأته. لا تستبعد أن تذهب في المستقبل القريب لإصلاح سيارتك فيقول لك الميكانيكي: «ضربها فيروس».
منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...
بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...
مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...
في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...
ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...
آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...
أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...
الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...
حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...
الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...
احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...
خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...