alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

مصر.. الصوفية تدخل على الخط فمن المستفيد؟

11 أغسطس 2011 , 12:00ص

إن صحت الأخبار فسيخرج الليبراليون والعلمانيون المصريون وشريحة من الأقباط وما تبقى من الشيوعيين والقوميين مدعومين بالصوفيين، وتحديدا من الطريقة العزمية في تظاهرة الجمعة المقبلة للدفاع عن «الدولة المدنية» للرد على الجمعة التي قبلها، والتي هيمن فيها الإسلاميون ورفع فيها التيار السلفي شعارات تدعو لتطبيق الشريعة. يظهر الأمر من الوهلة الأولى وكأن في مشاركة الصوفية شكلا جديدا من أشكال سجالها التاريخي وخلافاتها حتى لا نقول من صراعاتها مع التيار السلفي بمختلف حساسياته، لكن الظرفية الحالية التي تمر بها مصر تشير إلى أن الأمر تحركه دوافع سياسية توظف الخلافات الدينية. لكن السؤال المطروح من الذي حرك الصوفية وأقنعهم بالمشاركة في تظاهرة الجمعة المقبلة، التي يراد لها أن تكون مليونية؟ هل هم الصوفيون ذاتهم من اتخذ المبادرة أم أن العلمانيين والليبراليين أقنعوهم بذلك لمواجهة الأصوليين على حد تعبيرهم؟ أم أن طرفا ثالثا دخل على الخط، وأخرج الصوفية من حلق الذكر وأدخلها لـ «معمعة» السياسية؟ الجواب على هذه الأسئلة يقتضي تذكر أمرين رئيسيين: الأول: الدراستان اللتان صدرتا في النصف الأول من شهر أبريل الماضي عن معهد واشنطن لدراسة الشرق الأدنى، وقدمتا معا للكونغرس الأميركي ينصح مدير المركز روبرت ساتلوف في الأولى صانعي القرار الأميركيين بالضغط بشكل سري على المجلس العسكري لتمرير قوانين انتخابية لا تسمح بوصول الإسلاميين بمختلف تياراتهم إلى الحكم في مصر، مؤكداً أنهم سواء معتدلهم ومتشددهم يهدد مصالح أميركا وسياساتها في المنطقة. ونصح ديفيد شينكر في الدراسة الثانية بدعم الليبراليين والعلمانيين بمصر في مواجهة الإسلاميين، وذلك من خلال عدد من الآليات منها، دعم المجلس العسكري باستمرار المعونات، والعمل على تشكيل حكومة بقيادة الليبراليين، ومساعدتها بالاستثمار لإظهار نجاحها وعدم منح الإسلاميين فرصة استغلال أي ضعف للركوب عليه، وذلك حتى تظل مصر حليفا موثوقا به وفاعلا إقليميا منسجما مع سياسة أميركا ومصالحها في المنطقة. الثاني: التقارب الأميركي الصوفي إذا صح التعبير، وحديث بعض وسائل الإعلام المصرية عن دعم أميركي لعلي جمعة مفتي مصر (بتوجهاته الصوفية) لتولي مشيخة الأزهر خلفا للدكتور الطيب لكونه مرنا مع السلفيين، وهو ما يفسر الهجوم الإعلامي للشيخ جمعة مؤخرا على التيار المذكور في أكثر من منبر. وبغض النظر عن القراءات السياسية للوضع المصري التي تذهب إلى أن الإدارة الأميركية لا تكتفي بالتفرج على ما يجري بل لها خطة حتى لا تفلت الأمور من حليفها الكبير في المنطقة، من قبيل إشغال الإسلاميين والتيار الديني عموما في خلافاتهم الداخلية وخلافاتهم البينية وإبرازها إعلاميا، والحيلولة دون أي صيغة من صيغ الاتفاق السياسي بينهم بشكل يجعلهم قوة سياسية كبيرة، ودفع حزب الوفد للواجهة ليكون بديلا للحزب الوطني رغم ذلك كله وبغض النظر عن صحة تلك القراءات أو خطئها فإن ما هو مؤكد أن مراكز ومؤسسات بحثية أميركية دفعت الأميركيين باتجاه اعتبار الصوفية حليفا وورقة يمكن استخدامها في العالم العربي والإسلامي لمواجهة نفوذ الإسلاميين الحركيين المعتدلين الوسطيين في المشهد السياسي أو المتشددين في الشارع والمجتمع، وذلك بتقوية التيار الصوفي بأساليب عدة على رأسها الإعلام. وأكتفي هنا بذكر مؤسستين بحثيتين من أصل عشرات المؤسسات والمراكز الأميركية التي اشتغلت على الموضوع، ويتعلق الأمر بكل من مؤسسة راند التي أصدرت ثلاث دراسات في الموضوع الأول سنة 2003 تحت عنوان «الإسلام المدني الديمقراطي» والثانية سنة 2007 تحت عنوان «بناء شبكات إسلامية معتدلة»، والثالثة سنة 2009 بعنوان «الإسلام الراديكالي في شرق إفريقيا»، ومركز نيكسون للدراسات الذي ناقش وتداول عشرات البحوث في ندوة علمية كبيرة نظمها في شهر مارس 2004 بعنوان «فهم الصوفية ودورها المحتمل في سياسة الولايات المتحدة»، ويحمل هذا العنوان ما يحمل من الإشارات. وهناك في مصر من المتابعين والمحللين من كان يربط بين حرص السفير الأميركي السابق بمصر فرنسيس ريتشاردوني على حضور بعض الموالد سواء مولد البدوي بطنطا أو مولد الحسن والسيدة زينب، ولقائه بمشايخ الطرق الصوفية وسلامه على بعض الحاضرين للمناسبة من عامة الناس، وبين قناعة الأميركيين بدور سياسي ممكن للصوفية في البلاد، خاصة في التصدي للإسلاميين. باختصار شديد خروج الصوفيين الجمعة المقبلة جنبا إلى جنب مع العلمانيين والليبراليين والقوميين وما تبقى من الشيوعيين واليساريين للتظاهر بميدان التحرير، بقدر ما يشكل إن تم أحد نتائج الخطاب السياسي غير الناضج، والفاقد للحكمة لبعض مكونات الحركة الإسلامية خاصة في جمعة «لم الشمل» الماضية، فإنه يطرح علامة استفهام كبيرة على مستقبل الثورة المصرية؟ هل ستضيع في خضم الانقسام السياسي وربما المجتمعي أو في صراع «الجمعات» إذا صح التعبير؟ هل هناك فعلا أجندة خارجية تسعى لإجهاض تلك الثورة وإعادة إنتاج النظام القديم بوجوه وطرق عمل جديدة؟ وهل تملك الطرق الصوفية المصرية التي ظلت خارج حلبة السياسة لعقود مضت النفوذ داخل المجتمع لتلعب دورا معينا في الحياة العامة؟ وهل لها التجربة والحنكة التي تمكنها لدخول الصراع السياسي ولعبة التحالفات السياسية دون أن تخسر مكانتها ورصيدها في المجتمع؟ أم أن ما سبق مجرد تأويلات وأن الشعب المصري حريص على نجاح ثورته وحريص على ألا تسرق منه؟ الجمع المقبلة وحدها الكفيلة بالجواب.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...