alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

معارضة فاقدة للبوصلة

09 أكتوبر 2013 , 12:00ص

استعمال الأحزاب المعارضة للحكومة في المغرب وخاصة حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي لبعض مفردات قاموس الانقلابيين بمصر والمعارضة التونسية دليل واضح، يؤشر لحالة ضياع وتيه يعيشها زعيما الحزبين حميد شباط وإدريس لشكر، وافتقادهما البوصلة بمحاولة القياس على ما لا يقاس، وتجاهل حقيقة يعرفها القاصي والداني، وهو أن وضع الحركة الإسلامية في المغرب كان مختلفاً عنه في مصر وتونس، لأنه اختار في المجمل منهجية الاستيعاب والحوار فيما نهج الحاكمون في تونس المنهج الاستئصالي واختارت مصر العصا والجزرة والإقصاء بعد أن تعذر عليها منهج الاستئصال. ومحاولة المعارضة السياسية في المغرب إعادة إنتاج ما حصل في مصر أو تونس (إسقاط حكومات الإسلاميين) دليل على فقر سياسي مدقع وتجاهل للفوارق الكبيرة بين الواقع والنسق السياسي لكل بلد من هذه البلدان، وعدم القدرة على الانسجام مع خطاب الخصوصية المغربية، وتجاهل حقيقة أن حزب العدالة والتنمية لم يولد البارحة، وأن حصوله على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة السابقة لأوانها لم يكن صدفة ولا نزل من السماء، فقد دخل الحزب لمعترك الانتخابي في انتخابات 1998 ثم انتخابات 2002 ثم 2007 وفي انتخابات تشريعية يضاعف مقاعده وتكبر شعبيته. حزب العدالة والتنمية حصل على الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخير وحصل على 107 مقعداً وبشكل لم يحقق أي حزب من قبل، لأنه بات أمل المغاربة بعدما جربوا كل الأحزاب بما فيها الأحزاب التي تقول: إنها ديمقراطية ويسارية، فقد حكم الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال في نفس الحكومة حوالي 12 سنة ولو كانوا أقنعوا المغاربة بتدبيرهم للشأن العام ونجاحهم فيه لكان أعطاهم المرتبة الأولى ولما ترك الفرق بين الحزب الأول والثاني 46 مقعدا. عبثا يحاول الحزبان المذكوران القفز على الحقائق متناسين أن ذاكرة المغاربة حية ولا ينفع معهم الكلام المنمق والمزوق، ولذلك عجز حزب الاتحاد الاشتراكي عن تنظيم احتجاجات ضد الحكومة وزيادتها في أسعار المحروقات مؤخراً في الشارع واكتفى بقاعة رياضية مغطاة عسى أعضاء الحزب من كل مناطق المغرب يملؤونها، بعدما رأى كيف كانت فضيحة حزب الاستقلال مدوية لما خرج في مسيرة في الرباط بأربعة آلاف حشدت حشداً واستقدم لها حميرا بقصد توجيه رسائل لرئيس الحكومة الأستاذ عبدالإله بنكيران، فانقلبت الرسائل على الحزب استهجاناً واستنكاراً من طرف أشد الخصوم السياسيين والمنتقدين لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية قبل غيرهم، ونكتفي بما كتبه ناشط من حركة 20 فبراير «مسيرة اختار لها شباط «الحمير» كزعامات للشكل الاحتجاجي، أبانت للمغاربة عن حقيقة البؤس السياسي الذي وصلته بعض الأحزاب السياسية، مما دفع المغاربة للتعليق بشكل ساخر «الحاجة للي متشبه مولاها حرام»، وذلك في ربط بين الرعونة التي شهدتها مسيرة شباط وشكل القيادة الجديدة لحزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. وتساءل الناشط الفبرايري «من يدفع بشباط والاتحاد الاشتراكي لإضعاف حزب البجيدي (العدالة والتنمية) وجب على بنكيران أن يشكره عن هذه الخدمة؛ لأن الشكل البئيس الذي ظهر به المحتجون في مسيرة شباط، زاد من تعاطف المغاربة مع حزب العدالة والتنمية، وذلك رغم كل قرارات الحزب اللا شعبية في الحكومة، المغاربة ليس أمامهم بديل سياسي آخر، لقد أصبحوا مخيرين ما بين رعونة شباط ولشكر أو البجيدي، ونظراً لنظافة يد قادة العدالة والتنمية وعدم تورطهم في الفساد وأعمال البلطجة، فإنهم سيختارون أخف الضررين وهو حزب العدالة والتنمية». وسعيا لمحو ما خلفته المسيرة المشار لها من آثار سلبية على حزب تاريخي أسسه أحد علماء المغرب علال الفاسي رحمه الله، اعتبر القادة الجدد لحزب الاستقلال أن انتصاره على العدالة والتنمية في انتخابات معادة على مقعد برلماني ببادية بضاحية فاس دليل على تراجع شعبية الحزب الذي يقود الحكومة، لكن ملاحظين ومواقع صحافية قالت: إن الحزب ما كان له أن يحصل على المقعد لولا استعماله أساليب وصفت بـ»البلطجة» واستعمال المال وأساليب فاسدة مفسدة لنزاهة الانتخابات، بل إن عبدالإله بنكيران نفسه علق على النتيجة بقوله: «انهزمنا أمام الفساد». والحقيقة أن حزب العدالة والتنمية أخطأ التقدير بأن شارك في تلك الانتخابات على مقعد لا يقدم ولا يؤخر، لأن هناك أولويات أخرى أكبر، وأولى الأولويات في هذه المرحلة ولادة حكومة ثانية قادرة على إنفاذ الوعود التي أطلقت باستكمال مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد وترسيخ المسار الديمقراطي وصيانته من العبث وحمايته من الردة، وتنزيل ديمقراطي للدستور، وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الاستقرار وتميز التجربة المغربية التي تريد بعض الأطراف السياسية المغربية بقصد أو بغيره تجاهلها والقيام بإسقاطات ومقارنات لا تستقيم بخلفية أيديولوجية أو مصلحية.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...