عدد المقالات 122
لقد كان الزعيم السوفيتي ستالين مؤمناً بأن الشعوب يمكن أن تتم السيطرة عليها بالترهيب وعناصره لا بالمشاركة والحرية، لدرجة أنه اشتهر بأنه الحائز -حتى اللحظة- على الرقم القياسي لأطول فترة تحية وتصفيق يتلقاها أي شخص من جمهور -بحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية- وذلك لتخوف الجميع آنذاك بأن يكون أحدهم أول من يقف عن التصفيق فيتهم بالخيانة وعدم الولاء. لا يمكن إنكار قوة الترهيب كسلاح فعال في السيطرة على الشعوب، ولا يمكن أن ننسى مقولة ميكافيللي الشهيرة «وددت لو أطاعني الناس عن حب، ولكنني أفضل أن يهابوني فحسب»، وعلى مر العصور نجد أمثلة كثيرة لاستخدام الترهيب كمشرط جراحة لاستئصال روح الشعوب في المقاومة أو المطالبة بالعيش الكريم تارة، أو كسيف بتار يقضي على مدن وقرى بأكملها تارة أخرى تحت مسمى «الأمن القومي». إلا أنه وفي كل تلك الأمثلة نجد أن هذه المعادلة تفشل لا محالة، حتى في الاتحاد السوفيتي ذاته كانت النتيجة هي تحطيم قيود البلاشفة بعد عقود من الاستبداد، ولكن طبيعة النفس البشرية والأمارة بالسوء تجعل هؤلاء المستبدين ينسون أو يتناسون دروس التاريخ، ليظن كل بلطجي أو شبيح منهم أنه هو المستثنى من تلك القاعدة الكونية. في ذكرى انتصار أكتوبر المجيد احتفل فرعون مصر الجديد مع «الفنانات» و»نبيحة» النظام بتلك الذكرى، ولأول مرة في تاريخها في معسكر محكم السيطرة عليه بعيداً عن الشارع المصري ومشاركة الشعب، ربما تخوفاً من أي «انفلات» أمني أو كما يرونه، في إشارة واضحة إلى عدم ثقة من هم في السلطة اليوم في «ثورتهم الثانية»، والتي يعرفها العالم بالانقلاب على الشرعية المنتخبة من الشعب. وربما ما كان يلفت الانتباه أكثر من ذلك هو احتفال بعض عناصر الجيش وقوى الأمن بذكرى تحرير سيناء من الإسرائيليين بتحرير شوارع مصر من الشعب الغاضب وقتل العشرات منهم قرباناً لفرعونهم في هذه الذكرى والمناسبة. وفي غياب رفع صور «بطل الضربة الجوية الأولى» من قبل فلول النظام، قام عبدة البيادة باستبدال صوره في شوارع مصر بصور أناس لا يمتون إلى حرب أكتوبر المجيدة بصلة، فمن الفريق السيسي إلى «ساسة» عرب غير «مصريين» وجدنا تهافتاً في صفوف هؤلاء لرسم صورة مغايرة لحقيقة الأمر على الأرض لن يصدقها أحد سوى المغفلين وأسيادهم. الرأي الأخير... ما نراه في مصر الآن هو عصر جديد «لحكم الإرهاب»، كما حدث في فرنسا، بعد الثورة الفرنسية الأولى «الفاشلة»، ولن تستقر مصر للأسف ولن تهنأ الأيادي الخارجية المخربة في ظل انعدام الحريات، وأما عن فراعين مصر اليوم فلن يستطيعوا طي هذه الصفحة وغلق ملف قمع الحريات كما يريدون لا بالترهيب ولا حتى بالترغيب بعد اليوم. (يجب أن تُهز شجرة الحرية لتُسقط ثمارها الناضجة) إلى اللقاء في رأي آخر.
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...