alsharq

مريم ياسين الحمادي

عدد المقالات 394

الهوية الوطنية وتجسيد الأمن

08 يونيو 2016 , 01:10ص

الحاجة إلى الأمن هي واحدة من أهم الاحتياجات الرئيسية للإنسان، ولا يكفي أن يعيش الأنسان الأمن من الحروب والنزاعات، بل أصبح يحتاج العديد من أشكال الأمن التي ترتبط بالأمن الوظيفي والمهني وتحقيق الأمن الأسري والأمن المعيشي وتأمين المستقبل بل والرفاهية أيضا. هذه التفاصيل التي تمثل حياة الناس وحيزا هاما من مفهوم الأمن ما عادت ترتبط بالعتاد العسكري والاستعدادات للمواجهات والردع وغيرها. وأصبح من واجب الهوية الوطنية الواعية الإسهام في سد الثغرات في المجتمع ليكون قويا في هويته متسامح في معاملته، ولكنه حازم مع كل ما يمس هويته بكل ما تحتويه وتصبح جزءا من مواطنته المسؤولة. لذا كان مفهوم الهوية الوطنية والمناداة بتعزيزها في جميع الدول نابع من الإيمان بأن القوة هي القوة الداخلية، وذلك للتمكن من التعايش مع الانفتاح العالمي حيث تسهم الهوية الوطنية في تعزيز الأمن القومي من خلال قيم الانضباط والالتزام بالقانون والنظم، فكلما أدرك الأفراد سبب القانون تحقق الهدف الذي وضع من أجله، إذ تكون المسؤولية نابعة من الأفراد أنفسهم. ثم التنمية البشرية وقيمها ولتوضيح هذا الجانب نذكر قصة لسور الصين العظيم عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمن بنوا السور وظنوا أنهم وفروا الحماية الكافية للبلاد بسبب قوة البناء وارتفاعه. وخلال المئة سنة الأولى تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات! وفي كل مرة كان يدخل العدو من الأبواب، فقد كانوا في كل مرة يدفعون للحارس ثم يدخلون. انشغلوا ببناء السور ونسوا بناء الحارس! نسوا البناء الداخلي! فبناء الإنسان هو الجانب الأهم. فكل الجهود التي تقدم في جميع المجالات سببها الإنسان لتطويره وتنميته. وعندما نذكر القيم فتعتبر الأسرة والتربية النواة الأساسية التي يعول عليها لمجتمع قوي وناجح في جميع المجالات، فالأسرة المتماسكة تمثل ركيزة لبث وتعزيز جميع الجوانب، ولا نعني بالمتماسكة «الأسرة الحديدية « التي لم تمر بالتحديات وتعيش حياة وردية، بل الأسرة التي تتمكن من التعامل مع جميع التحديات وتمسك بزمام الأمور وتحتوي كل فرد وتصبر عليه للتغير للأفضل، تتابعه وتدعمه، وقد أصبح دور الأسر أعظم لدعم التنمية والأمن، وخاصة في زمن التكنولوجيا والوصول السريع وأصبحت خطورة التأثير قضية القرن. إن الحاجة المتزايدة للعمل المتكاتف للتوعية لتعزيز البناء الداخلي يبدأ بالأسرة ويصبح جزءا من دور كل المؤسسات. إن أمننا وأمن أمتنا يرتكز على هوية وطنية واعية ومخلصة ومتوازنة تؤمن بذات القيم وتدرك الأهداف وتعمل عليها ويشمل ذلك الصغير قبل الكبير. وهذا يجسد توحيد الثقافة المؤسسية، على اعتبار أن الدول مؤسسات كبرى، فإن ضمان وجود ذات المعرفة والقيم كفيل بضمان احترام الوطن والأنظمة والمحافظة على المرافق والخدمات والنهوض بمستقبل الوطن وحمايته وسداد باب الفتن وتدخل المغرضين، ويصبح المواطن المسؤول هو المواطن الواعي الذي يركز طاقته في العمل، يعرف ما يقول وماذا يقول ومتى يقول. يشمل هذا المفهوم مكافحة الشائعات وعدم الوقوع في ترتيبات ردود الفعل وعدم الانسياق بما لا ينفع الوطن والأمة، فالأمة المنجزة هي أمة قليلة الكلام كثيرة العمل، ونستحضر قول قدوتنا قائد الأمة القطرية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله: «لقد عُرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم وإقلالهم الكلام وإكثارهم العمل». نعم هذا هو النموذج الفريد الذي نردد له قطري والنعم لكل قطري وكل من سكن أرض قطر.

بكم تعلو.. ومنكم تنتظر

أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...

الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري

بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...

توجيهات القيادة

قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...

مع التغيرات العالمية.. هل نحتاج تعديل المعايير الدولية؟

يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...

تعديلات الموارد البشرية... الطريق إلى جودة الحياة

تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...

المعلم صانع الأثر

ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...

الصحة النفسية والهوية الوطنية

في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...

قطريات صنعن أثراً: عائشة عبد الرحمن العبيدان

رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...

قطر وقمة الأمة

في الدوحة، المدينة التي عُرفت بأنها واحة للأمن والسلام وملاذ للباحثين عن الاستقرار، تعقد قمة عربية إسلامية طارئة بعد أن تعرضت قطر لعدوان إسرائيلي غاشم. إنّها دولة لم تبدأ حربًا قط، ولم تُشعل فتيل نزاع...

قطريات صنعن أثراً.. فاطمة سعيد السلولي

نبدأ رحلتنا التوثيقية مع نساء قطر اللواتي صنعن أثراً في المجتمع، نبدأ مع المديرة الفاضلة فاطمة سعيد السلولي، ابنة مدينة الريان. حين سألتها عن العمر، أجابتني بابتسامة: «العمر مجرد رقم». درست في مدرسة النهضة التي...

قطريات يصنعن أثراً

في مسيرة الأوطان، تبقى الأسماء والأفعال التي صنعت فرقًا شاهدة على أن العطاء بصمة تمتد في الذاكرة الجمعية لتلهم الأجيال. حين نتأمل تاريخ قطر خلال العقود الممتدة من عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف التسعينيات (1920–...

دوام

مع انتهاء موسم الإجازات والعودة إلى المدارس، تتردد بكثرة عبارات «دوام»، وتتباين ردود الأفعال بين من يستقبلها بابتسامة متفائلة، ومن يتأفف وكأنها عبء ثقيل. كلمة صغيرة تحمل في داخلها مشاعر متباينة، فالإنسان هو الذي يحمّلها...