


عدد المقالات 198
تابعت عدة حلقات من مسلسل «قيامة أرطغرل» لدى عرضه على تلفزيون قطر مؤخراً، شدتني القصة فبدأت أتابعه، بعض الحلقات أتابعها مع الأسرة، نشاهد حلقة أو اثنتين، وبينهما نعود إلى كتاب في المكتبة يتحدث عن تاريخ الحروب الصليبية، أو نراجع واقعة تاريخية ما بخصوص دولة السلاجقة على محرك البحث «جوجل»، نتناقش ثم نستكمل المشاهدة في يوم جديد، نحاول استثمار الترفيه في شيء مفيد. الدراما -كما الحياة- صراع بين الخير والشر، والأخير في المسلسل يتمثل في قلعة «فرسان المعبد» داخل الأراضي الإسلامية، تلك القلعة التي لم تتوقف يوماً عن حياكة المؤامرات، وتدبير المكائد والدسائس بين صفوف المسلمين. «فرسان المعبد» لم ينتموا لدولة واحدة من الدول التي شاركت في الحروب الصليبية، لكن كل تلك الدول، إضافة إلى المقر البابوي -رأس العالم المسيحي- كانت تقوم بتمويلهم وتزويدهم بالجنود، لم يكونوا مجرد محاربين بل أيضاً باحثين في شتي أنواع المعارف التي تفيد في تلك «الحرب المقدسة» ضد المسلمين، وعلى امتداد قرون طويلة من الزمن، انكسرت الحملات الصليبية الواحدة تلو الأخرى، وخسرت أوروبا مئات الآلاف من جنودها، وأنفقت الكثير من الأموال، لكنها استوعبت الدرس بعد فترة دراسة وتمحيص للمشرق الإسلامي من داخله.. بحثت في أسباب القوة ومناطق الضعف، وعملوا على تعميق الضعف، وتحييد أو تجنب وصول الأمة الإسلامية لمكامن قوتها. في آخر مناقشة بين أفراد أسرتي الصغيرة، سألوني عن صورة قادة الاتحاد الأوروبي خلف بابا الفاتيكان في آخر اجتماع لهم في إيطاليا، وتلك الزيارة المزمع أن يقوم بها البابا إلى «مصر- السيسي» نهاية الشهر الحالي. كان الربط حاضراً لديهم بين مسلسل «أرطغرل» من جهة، وبين الواقع الذي نعيشه هذه الأيام من جهة أخرى، لم أستطع الفكاك من الرابطة التي تشرح نفسها حتى ولو اتهمت بتبني نظرية المؤامرة. المؤامرة واضحة وضوح الشمس في فلق الصبح. قلت لصغيري وهو يحاورني إن الحلقة المفقودة بين جهود فرسان المعبد قديماً والجهود الأخيرة لتفتيت وإضعاف وتقسيم المشرق الإسلامي تتلخص في كلمتين «بريطانيا وإسرائيل»، فبعد سقوط القسطنطينية في يد القائد العثماني محمد الفاتح في العام 1453م، أصبح الشرق موحداً تحت راية الخلافة العثمانية القوية التي استطاعت «قطع يد» المتآمرين، وساهمت في تقليص -إن لم يكن وقف- مؤامرات فرسان المعبد لأكثر من قرنين من الزمان. ومن واقع الوثائق البريطانية لسفراء وقناصل وممثلين للتاج البريطاني في بلادنا، شرحت لأسرتي دور بريطانيا كدولة استعمارية في القرون «17، 18، 19 و20»، لاستكمال مهمة «فرسان المعبد» التي بدأت في القرن العاشر الميلادي، البريطانيون هم أفضل من درسوا وفهموا واستوعبوا ظروف منطقتنا وتاريخها وعاداتها. حرصت بريطانيا بعد غروب إمبراطوريتها في المشرق الإسلامي، على أن تضع خنجراً مسموماً بين كتفي العالم العربي، وهو ما عبر عنه ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، الذي قال تعقيباً على إعلان قيام دولة إسرائيل في 15 مايو من العام 1948: «الآن تخلصنا من السرطان اليهودي، وألقينا به في حلوق العرب والمسلمين». ذكرتهم فقط بأننا أمة لا تقرأ ولا تستوعب، وقلت إن ما نراه في مسلسل «قيامة أرطغرل» يتجدد مرة أخرى بأشكال مختلفة. سألني الصغير: متى نرى «قيامة جديدة» لمن يوحد جهود المشرق الإسلامي لمواجهة تلك «المخاطر المتجددة»؟ قلت: يقيناً سوف يحدث. قال: متى؟! قلت: الله أعلم.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...