ماذا بعد مانحي كرامة الشعوب؟!

ماذا بعد المؤتمر «المعيب» للدول المانحة لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي استضافته دولة الكويت في الأيام الماضية. وقالت فيه الأمم المتحدة وأبواقها. ما لم يقله «عنترة في عبلة»! بصرف النظر عن البروتوكولات والمجاملات التي تقتات عليها المراسم الحكومية. فقد كان مؤتمراً للطأطأة والعبودية لقرارات الأمم المتحدة في صرف تلك «الممنوحات» كما تشاء هي! وأما القائمون على المؤتمر. فقد نشفت حلوقهم وهم يكررون التبرؤ بشفاه راجفة مزرقة هلعاً من أن تخرج من أفواههم كلمة أو حرف قد يشير ولو من باب التأويل لإنفاق على التسليح. ما أبشع الحلوق التي تنفث رائحة مالاً حراماً مقابل نطقاً بهتاناً! يبصمون بقولهم: إن أي دعم لن يخرج عن «غوث» المنكوبين إثر «أزمة سوريا» كما أطلقوا عليها. ولكن لم يأت أي قول منهم ولو معذرة لله يدين الجزار. لا عجب. فالعروش على أشكالها تقع! إن التجارب الواقعية أثبتت. غالبيتها. صدق العمل الشعبي الإغاثي. ونفاق الحكومي المصلحي. ذلك بأن الشعوب تتكاتف بلا سبب إلا توحد جبهة المظلوم بوجه الظالم أياً كان. وما نتائج العمل الإغاثي التطوعي «الشعبي» في كل نازلة. إلا دليلاً كاشفاً لتلك المؤتمرات الكالحة ودولها «المانحة»! نعم كالحة. فقد مرَّغت بياض وجه المسلم بتراب لعق أحذية الكافر وولته عليه بتولية ذوي اللحى الموالين للدرهم والبرآء من عقيدة الولاء للمسلم. وبدعم فتاوى شاذة. مصيبة أن تصبح الشواذ أصولاً! للأسف. والأسف لا على موالاتهم فهي اختيارهم لأنفسهم. ولكن على وضع أموال الله تحت تصرف أعداء الله. كم حذرنا من تنصيب أهل «تدين القصور» على المؤسسات الخيرية التطوعية. كم نادينا: خلّوا بين الخيرية في الشعوب وبين الشيطانية في الحكومات والأنظمة! خذوا الكراسي الرسمية واتركوا للشعوب التطوعية. دعوها تنفس بالعمل لدعم الإنسان بعيداً عن سياساتكم. ولكن لا حياة ولا موت ولا بعث يخافون! بماذا يتعلق أولئك؟ بطول الأمل. على ماذا يعولون؟ بالطبع على الأجنبي. وما السبب؟ أنهم يخافون شعوبهم. لماذا؟ لأنهم ظالمون. نقطة آخر السطر. ونهاية الحكاية المملة. أخيراً. واستباقاً للرد على الأسطوانة النشاز المعروفة والمتوقعة بأن «فضل تحرير الكويت لتلك الهيئات «الكافرة» أقول: بؤساً لأفواه تستلذ المجاهرة بالعبودية وتستعذب الانبطاح للجلاد. إن كانت تلك الهيئات حررت الكويت بسبع أشهر لدعمها للحق والعدل. إذاً لماذا لم تتحرر فلسطين منذ نصف قرن أم قضيتها ليست حقا؟ ولماذا لم تتحرر الشعوب الفقيرة في العالم والتي تعيش قمعاً وظلماً واحتلالاً أيضاً؟! ذلك لأن المال إذا تحدث انخرس كل شيء. والله جل وعلا وحده. ثم بأسباب الأموال التي منّ الله بها على الكويت تحررت من «السني» المقبور وأتباعه. ونقول هذا أيضاً لمن يتهمنا بالدعم الطائفي للسوريين. لمرضى التصنيف والعنونة والتهم الصادرة من «المعازيب»! أتعلمون؟ لن أبالي بهؤلاء المكذبين لكل قول صدق لا يُبتغى به إلا وجه الله. فلم نتساءل عمن أراد أن يتوه؟! إن العقيدة نعمة والثبات عليها أكبر النعم على الإنسان. ومن يحرمه الله منها فمن ذا الذي يعطيه؟! ائتمروا. على كراماتكم. فما للشعوب إلا أن تتربص أن يأتي الله بأمره. ولكن تربصها لن يكون ساكناً. بعد سقوط طغاة القرن بين مقتول ومسجون ومنفي والبقية ستأتي. فقد أفاقت الشعوب من الغيبوبة الجبرية التي حقنتها بها الأنظمة. ولن تخضع.