alsharq

محمد عيادي

عدد المقالات 105

إدارة أوباما والخلاص من الورطة الأفغانية

07 فبراير 2012 , 12:00ص

عكست تصريحات وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا الأسبوع الماضي بكون بلاده تخطط لإنهاء دورها القتالي في أفغانستان خلال 2013 والاكتفاء بدور استشاري تدريبي، حالة من التردد داخل الإدارة الأميركية بل الورطة في الملف الأفغاني الذي تريد إغلاقه بأي طريقة خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية العسكري من العراق. ولم يكد ينهي بانيتا تصريحاته المذكورة حتى سارع مسؤولون أميركيون للتأكيد على أنها ليست قرارا حاسما بقدر ما هي نوع من التقييم للوضع بأفغانستان، خاصة بعدما أربكت تلك التصريحات حلفاء واشنطن في الناتو بل وحكومة كرزاي كذلك. ويبدو أن الإدارة الأميركية تستعجل التخلص من المهمة العسكرية بأفغانستان، وذلك من خلال مقاربة سياسية تقوم بالأساس على الحوار مع حركة «طالبان» دون أن يعني ذلك توافرها على تصور واضح بشأن هذه المقاربة وأفقها خاصة أن الحركة المذكورة ما تزال تحافظ على قوتها في الساحة الأفغانية، وعدم اتضاح رؤيتها هي الأخرى للمقاربة السياسية ومدى قبولها للشروط الأميركية للحوار والحل السياسي للملف الأفغاني، الأمر الذي يطرح سؤال هل تفكر الإدارة الأميركية بالتخلص من الورطة دون حساب لما يمكن أن تؤول إليه الأمور بعد انسحابها في ظل حكومة أفغانية ضعيفة وعملية سياسية هشة، وفشل مشاريع التنمية والإعمار ببلد دمرته الحروب على مدى عقود، وصرف ملايين جمعت في مؤتمرات دعم أفغانستان دون أن يرى لها أثر على حياة الأفغانيين. ويكتسب السؤال المذكور مشروعيته من الحالة العراقية الراهنة بعد انسحاب القوات الأميركية، واستمرار مسلسل التفجيرات الإرهابية، وفشل العملية السياسية العراقية في الخروج من البلد من تداعيات الاحتلال والحرب وأبرزها الطائفية التي أطلت بوجهها القبيح على المجتمع العراقي مع الغزو الأميركي ولا تزال. ويظهر أن الإدارة الأميركية لم تعد معنية بأسئلة واستحقاقات ما بعد الانسحاب سواء من العراق وأفغانستان، بقدر ما باتت مهووسة بالخلاص من الورطة خاصة في ظل تنامي رفض المجتمع الأميركي لصرف أموال دافعي الضرائب بشكل عام في الإنفاق الخارجي، على نزوات عسكرية للحكومة الأميركية السابقة خاصة أنه كان لها انعكاس سلبي على الدخل الأميركي اقتصاديا وسياسيا، فضلا عن تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وبرز هذا التوجه في خطاب أوباما الأخير حول وضعية الاتحاد من خلال استجابته لإرادة الشعب الأميركي بالتركيز على القضايا الداخلية وتحديدا من الاقتصادية والتعليمية، وتوجيه الموارد المالية للإنفاق الداخلي، والبعد عن إثارة القضايا الخارجية وتراجع اهتمام الإدارة الأميركية عما يسمى ملف السلام بالشرق الأوسط والاكتفاء بالتصريحات التقليدية في الموضوع. وفي هذا السياق يندرج مقترح تقليص حجم الجيش الأميركي لتوفير الدعم المالي لمشاريع تنموية واقتصادية توفر للأميركيين الشغل والاستقرار الاجتماعي، وهي المطالب والمواضيع التي ستهيمن بقوة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيسعى أوباما من خلال التركيز عليها لضمان ولاية رئاسية ثانية.

هل هي نهاية التاريخ؟

«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...

العالم الإسلامي والحاجة لإيقاف النزيف

بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...

الآتي من الزمان أسوأ!

قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...

الحب السائل

«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...

تأخر تشكيل الحكومة المغربية.. الوجه الآخر للصورة

لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...

كثرت المآسي.. هل تجمد الحس الاحتجاجي؟

تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...

ترامب.. هل هو خريف الديمقراطية الأميركية؟

«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...

مخاض تشكيل الحكومة المغربية الجديدة

رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...

حرب التسطيح

ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...

لا نحتاج لديمقراطية مريضة

تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...

أوباما والعالم الإسلامي.. وعود لم تتحقق

شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...

لماذا يخاف الغرب من اللاجئين؟

خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...