alsharq

أحمد المصطفوي

عدد المقالات 84

التنمية الذاتية واجب لا ترف

06 فبراير 2013 , 12:00ص

كثيراً ما نصطدم في واقعنا بمعتقدات أو أفكار غير منطقية على الإطلاق، ومما يزيد الطين بلة أنها في كثير من الأحيان غير مبنية على تجربة عملية، ولكنها في الحقيقة مبنية على القيل والقال وكلام فلان وعلان، وأشير في حديثي هذا لكثير من التصورات الخاطئة عن التنمية الذاتية والاستثمار في التدريب والتطوير. فموضوع التنمية الذاتية قد ينظر البعض إليه بنوع من الاستنكار، أو على أنها ترف، أو مضيعة للوقت لا طائل من ورائها. وهناك في الحقيقة عدد من الأسباب التي قد تؤدي لمثل هذه النظرة (الدونية) للتنمية الذاتية، ويأتي في مقدمتها: -الاعتقاد السائد أن التطوير والتنمية الذاتية لا بد أن تأتي من خلال عملك وفي مجال عملك فقط. - في كثير من الورش لا توجد طريقة مباشرة لقياس تأثير التدريب على ذاتك. - انعدام الجودة في كثير من الورش والدورات التدريبية في العالم العربي. - الانقياد الأعمى وراء «شهادة التدريب» عوضاً عن الفائدة من وراء الورشة أو التدريب، مما خلق الحس التجاري لبعض مراكز التدريب. وأشدد على النقطة الأخيرة، ألا وهي ملاحقة شهادة لدورة أو ورشة عمل من أجل وضعها على السيرة الذاتية فقط، وأنا لا أدعي أن هذا سبب غير مهم، ولكنه لا يجب أن يكون السبب الأول والأخير، لأن هذا يخلق لدى الشخص ثقافة ملاحقة الاسم والتمييز، عوضاً عن المعلومة والفائدة. وكم هو محزن أن تقرأ السيرة الذاتية لشخص ما وترى أنها «متخمة» بالدورات والورش في مختلف المجالات من إدارة الموارد البشرية، وحتى برمجة اللغة العصبية، ولكن عندما تسأله عن أساسيات ما تعلمه في هذه المواضيع تكون الإجابة صمت محرج يتبعه جواب مبهم مثل: «هاه؟ لعل المدرب حذف هذه المعلومة من المادة التدريبية». وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع تحديداً -عدا كوني من المهتمين به- هو أنني في يوم من الأيام كنت أنظر لموضوع التنمية البشرية على أنها مضيعة للوقت، وقد اكتشفت كم كنت مخطئاً عندما بدأت ألمس النتائج على نفسي وعلى الآخرين. يجب أن نعي أن التنمية الذاتية ليست مجرد أدوية نبتلعها لنحسن من أدائنا، أو مشروب نجترعه من أجل أن نزيد تركيزنا، فالتنمية الذاتية تحتاج لوقت طويل حتى تصل لنتائج ملموسة، وصبر وإرادة من أجل استيعاب المعلومات، وسعة بال من أجل إتقان المهارات المختلفة؛ لذا نجد أن من يبحث عن تطوير ذاته وتنميتها «بشكل سريع» إنما يغش نفسه أو أنه يطور ذاته وينسى المهارات التي تعلمها إذا لم يستمر في التدريب والتطوير بشكل دائم. أرى أن التنمية الذاتية بدأت تلقى صدى أكبر مع كل عام في مجتمعنا القطري، وأتمنى خلال الفترة القادمة أن يتضاعف الأثر وأن نعطي ثقلاً أكبر لموضوع التنمية الذاتية، فنحن نصرف آلاف الريالات على الملابس والمطاعم والإكسسوارات، ولكن عندما يأتي الأمر للتطوير الذاتي فعبارة «الكورس وايد غالي» تخرج من أفواه الكثيرين. ومع هذا كله أنا في تفاؤل، وأتمنى أن نولي المزيد من الاهتمام هنا بالتنمية الذاتية، فهي سبيل أساسي لتحقيق ما نصبو إليه، وهي وسيلة مهمة في تحقيق تطلعات الدولة، وبالذات رؤية قطر الوطنية 2030 التي ستحتاج لأفراد على مستوى عال من الوعي وقدر كبير من المهارة والالتزام. لكم مودتي واحترامي

الاختلاف في الرأي سبب خراب أي قضية!

مدخل: موضوعي اليوم مقتطفات شاردة وواردة من حياتنا اليومية، هذه المقتطفات مثل أوراق الشجر في الخريف التي سرعان ما تذبل وتسقط وتدوسها الأقدام ثم تلقى للمهملات، وتستمر الحياة بدونها حتى يأتي فصل الخريف مرة أخرى....

اغتصاب القرارات

مدخل: في اللهجة الدارجة نقول لشخص «شوره مب بيده» عندما نعني أنه لا يمتلك الحرية لاتخاذ القرار. ومن أبرز المشاكل التي قد تواجه الفرد منا عندما يسلب القدرة على اتخاذ القرار، فيبدأ بالشعور بالعجز والقهر،...

سوبرمان والفلسفة!

قد يستغرب القارئ من ذكري لسوبرمان في عدد من مقالاتي، وتعود إشارتي المتكررة لهذه الشخصية لسببين رئيسيين، الأول هو أنها شخصية خرافية يعلم عنها الجميع وقد قرأنا عنها في المجلات وشاهدنا مغامراتها بالرسوم المتحركة. السبب...

أن تكون تحت الأضواء

إن البحث العلمي في مجال «طريقة عمل الدماغ» يعيش في وقتنا هذا عصراً ذهبياً، فلا تكاد تخلو مجلة علمية أو تقرير علمي دون وجود دراسة أو تجربة عملية في هذا المجال، وتكمن الأهمية البالغة لهذه...

أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟

مدخل: «الله أعطاك وجهاً واحداً، ولكنك أنت من تخلق لنفسك وجوهاً عديدة».. ويليام شكسبير «أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟» هو المقطع الافتتاحي من مسرحة ويليام شكسبير الخالدة «هاملت»، حيث يقف الأمير هاملت ويتساءل...

تعدد المهام وظاهرة السوبر مان!

مدخل: «في عصر لا يعترف إلا بالسرعة، من الصعب أن تجد وقتاً لكي تستمتع بما تقوم به». مجهول لم يخطئ من سمى هذه الألفية بألفية السرعة، فكل شيء يتحرك بسرعة كبيرة جداً، ساعات اليوم الأربع...

صفحة من الذاكرة

مدخل: «لا أجد متعة أكثر من تلك التي أجدها في الاستماع إلى الآخرين ومقارنة تجارب الفشل والنجاح مع ما فعلته أنا بذاتي» (مجهول المصدر). الكثير منا يحب أن ينظر إلى صور الألبومات القديمة، ليتذكر ماضياً...

تغيير القناعات وقناعة التغيير

قبل أن أتطرق للموضوع المذكور بالعنوان أود أن أسترجع قصة قصيرة ذكرها لي أحد الأصحاب وهي كالتالي: (دخل أحد طلاب المرحلة الثانوية الفصل بعد انتهاء حصة الرياضيات، ونتيجة لتأخره وجد أن الجميع خرج من الصف،...

الشطحات اللامنطقية!

مدخل: «دائماً ما نعتقد أن القرارات التي نتخذها مبنية على تفكير عميق وتحليل منطقي، ولكن الواقع مغاير لهذا الاعتقاد، فالكثير من قراراتنا عشوائية، وهي نتيجة أهواء محضة ومشاعر داخلية (مجهول). الشطحة الأولى جلس محمد أمام...

الموعد

ملاحظة لعزيزي القارئ: مقالي اليوم قصة قصيرة كتبتها في زمان مضى، ألطف بها أجواء صارت مشحونة. جلس يعقوب في كرسيه وهو يهز رجله بصورة متواصلة، نظر إلى يمينه ثم إلى يساره وهو يزفر في حرارة...

هل انتهى عصر الدولار؟

إذا ما عدنا لكتب التاريخ لوجدنا أن التعامل التجاري بين مختلف الشعوب بدأ من خلال مبدأ «التبادل»، فلم تكن هناك عملة تحكم وتنظم عمليات البيع والشراء، فلقد كان التبادل سيد الموقف، فإذا أردت شراء قدر...

تعالج من الأمراض من خلال «Skype»!

خلال آخر 20 عاماً رأينا نقلة نوعية في مجال الطب الحديث، سواء كانت من خلال الأدوية الحديثة التي صارت أكثر فاعلية وبأضرار جانبية أقل، أو من خلال العمليات الجراحية المختلفة التي صارت متخصصة في أكثر...