


عدد المقالات 84
ملاحظة لعزيزي القارئ: مقالي اليوم قصة قصيرة كتبتها في زمان مضى، ألطف بها أجواء صارت مشحونة. جلس يعقوب في كرسيه وهو يهز رجله بصورة متواصلة، نظر إلى يمينه ثم إلى يساره وهو يزفر في حرارة نهض من كرسيه ومشى بضع خطوات وحاول المتابعة، ولكنه غير رأيه ورجع يجلس في كرسيه مرة أخرى. تنظر له زوجته سلوى في حنان وقلق: «لا تقلق يا يعقوب كل الأمور ستكون على ما يرام». رد يعقوب وهو يقول: «أدري ولكن لا أستطيع أن أمنع نفسي، تعرفين أن الانتظار يثير جنوني، لا أحب أن أنتظر دوري، ولا أعرف متى تحديداً سأنتهي». ردت عليه وهي تمسك يده في حنان: «الصبر مفتاح الفرج!» رد دون أن ينظر لها قائلاً: «صدقت، لا نملك الآن إلا أن نصبر». سمع يعقوب زقزقة عصفور تأتي من إحدى مخابئ ثوبه، فما كان منه إلا أن أخرج هاتفه المحمول -الذي كان ينبه بوجود رسالة- وأخذ يعبث في أزاراه ويمسح على الشاشة الإلكترونية التي كانت تستجيب بدقة متناهية لكل لمسة من أصابع صاحبها، نظر يعقوب بعمق إلى هاتفه ثم قال بصوت منخفض وكأنه يحادث نفسه: «لماذا أرسل لي هذا الأحمق رسالة إلكترونية في هذا الوقت؟ ألا يعلم أن الساعة تجاوزت الخامسة والنصف، وأن دوامي انتهى منذ أكثر من ساعتين. بعض الناس لا يعرفون أن الآخرين لديهم أمور تشغلهم غير العمل؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، دعني أرى، همم إنه يريدني أن أرسل له تقرير الجودة». نظر يعقوب إلى تليفونه وهو يهز رأسه، ثم نظر إلى زوجته وقال: «انظري إلى هؤلاء يريدونني أن أعمل في كل دقيقة باليوم؟ ماذا أفعل معهم؟ كيف سأرسل له هذه المعلومات وهي موجودة في كمبيوتر العمل ولا أملك وسيلة لتصلني به الآن؟». قالت له سلوى: «لا تقلق قم بإرساله غداً، عندما تذهب إلى العمل في الصباح». هز رأسه بالنفي قائلاً: «لا أستطيع، يبدو أنه يريده الآن لسبب ما؟». وقبل أن ترد عليه سلوى خرج صوت من داخل الغرفة قائلاً: «سلوى عبدالله دورك تفضلي عند الدكتورة». قامت سلوى من مكانها ويعقوب يساعدها لأنها حامل في الشهر السابع، وبدأت الآن آثار التعب والإرهاق تلازمها، مشى الزوجان ببطء حتى وصلوا إلى غرفة الدكتورة، وقامت الممرضة بإغلاق الباب ودعتهم للجلوس، فيما كانت الدكتورة تنهي بعض الأوراق التي أمامها. جلس الجميع بصمت حتى ردت الدكتورة: «عفواً على التأخير ولكن كان لا بد لي أن أنهي هذا التقرير، حسناً يا سلوى أخبريني كيف تشعرين الآن؟». سلوى: «أنا بخير الحمد لله، ولكن أشعر أن التعب يزداد يوماً بعد يوم». ابتسمت الدكتورة وقالت: «هذا أمر طبيعي، ولا بد لك أن تلتزمي بالتعليمات الغذائية والمشي المتواصل حتى تسهل الأمور عليك». ثم تابعت قائلة: «ولكن لدي بعض الأخبار السيئة». يعقوب بحذر وتوجس: «خير يا دكتورة؟». الدكتورة: «يبدو لي من تصوير السونار الذي قمنا به آخر مرة أن الحبل السري يلتف حول عنق الجنين، لذا فقد نحتاج إلى عملية قيصرية، وسوف نحتاج إلى تبرع بالدم من أجل العملية، خصوصاً أن سلوى فصيلة دمها نادرة، لذا فأنا أحتاج لمتبرع من نفس الفصيلة». يعقوب بقلق: «هل هناك خطر في العملية؟». الدكتورة: «هناك خطر في كل عملية، ولكني أحتاج منكم أن تستمروا على تعليماتي، وأن تجد متبرعاً من فصيلة (أ ب سالب) في أقرب فرصة قبل العملية حتى نجتاز الأمر بنجاح». سكت يعقوب وظهر الوجوم على وجه سلوى، وفي تلك اللحظة رن هاتف يعقوب معلناً إيميل آخر، فما كان من يعقوب إلا أن أخرج التليفون ورماه على الأرض بعصبية، ثم قال بحزم: «لا تقلقي يا دكتورة سأجد متبرعاً مهما كلف الأمر مهما كلف».
مدخل: موضوعي اليوم مقتطفات شاردة وواردة من حياتنا اليومية، هذه المقتطفات مثل أوراق الشجر في الخريف التي سرعان ما تذبل وتسقط وتدوسها الأقدام ثم تلقى للمهملات، وتستمر الحياة بدونها حتى يأتي فصل الخريف مرة أخرى....
مدخل: في اللهجة الدارجة نقول لشخص «شوره مب بيده» عندما نعني أنه لا يمتلك الحرية لاتخاذ القرار. ومن أبرز المشاكل التي قد تواجه الفرد منا عندما يسلب القدرة على اتخاذ القرار، فيبدأ بالشعور بالعجز والقهر،...
قد يستغرب القارئ من ذكري لسوبرمان في عدد من مقالاتي، وتعود إشارتي المتكررة لهذه الشخصية لسببين رئيسيين، الأول هو أنها شخصية خرافية يعلم عنها الجميع وقد قرأنا عنها في المجلات وشاهدنا مغامراتها بالرسوم المتحركة. السبب...
إن البحث العلمي في مجال «طريقة عمل الدماغ» يعيش في وقتنا هذا عصراً ذهبياً، فلا تكاد تخلو مجلة علمية أو تقرير علمي دون وجود دراسة أو تجربة عملية في هذا المجال، وتكمن الأهمية البالغة لهذه...
مدخل: «الله أعطاك وجهاً واحداً، ولكنك أنت من تخلق لنفسك وجوهاً عديدة».. ويليام شكسبير «أكون أو لا أكون هذا هو السؤال؟» هو المقطع الافتتاحي من مسرحة ويليام شكسبير الخالدة «هاملت»، حيث يقف الأمير هاملت ويتساءل...
مدخل: «في عصر لا يعترف إلا بالسرعة، من الصعب أن تجد وقتاً لكي تستمتع بما تقوم به». مجهول لم يخطئ من سمى هذه الألفية بألفية السرعة، فكل شيء يتحرك بسرعة كبيرة جداً، ساعات اليوم الأربع...
مدخل: «لا أجد متعة أكثر من تلك التي أجدها في الاستماع إلى الآخرين ومقارنة تجارب الفشل والنجاح مع ما فعلته أنا بذاتي» (مجهول المصدر). الكثير منا يحب أن ينظر إلى صور الألبومات القديمة، ليتذكر ماضياً...
قبل أن أتطرق للموضوع المذكور بالعنوان أود أن أسترجع قصة قصيرة ذكرها لي أحد الأصحاب وهي كالتالي: (دخل أحد طلاب المرحلة الثانوية الفصل بعد انتهاء حصة الرياضيات، ونتيجة لتأخره وجد أن الجميع خرج من الصف،...
مدخل: «دائماً ما نعتقد أن القرارات التي نتخذها مبنية على تفكير عميق وتحليل منطقي، ولكن الواقع مغاير لهذا الاعتقاد، فالكثير من قراراتنا عشوائية، وهي نتيجة أهواء محضة ومشاعر داخلية (مجهول). الشطحة الأولى جلس محمد أمام...
إذا ما عدنا لكتب التاريخ لوجدنا أن التعامل التجاري بين مختلف الشعوب بدأ من خلال مبدأ «التبادل»، فلم تكن هناك عملة تحكم وتنظم عمليات البيع والشراء، فلقد كان التبادل سيد الموقف، فإذا أردت شراء قدر...
خلال آخر 20 عاماً رأينا نقلة نوعية في مجال الطب الحديث، سواء كانت من خلال الأدوية الحديثة التي صارت أكثر فاعلية وبأضرار جانبية أقل، أو من خلال العمليات الجراحية المختلفة التي صارت متخصصة في أكثر...
مدخل: «الإيمان بيخلي البني آدم أشجع» أحمد العسيلي من أجمل المصادفات التي قد تواجه القارئ هو أن تقع عيناه على كتاب يجعله يفكر بعمق ويراجع ما يفعل، أو أن يجد كتاباً يجعله يدقق في تجارب...