alsharq

ماجد محمد الأنصاري

عدد المقالات 269

عدم الانحياز عندما يكون إيرانياً

04 سبتمبر 2012 , 12:00ص

انقضت قمة عدم الانحياز الأخيرة في طهران في ظل جدل واسع حول المشاركة في فعالية بهذا الحجم في العاصمة الإيرانية في ظل الثورة السورية والدور الإيراني الفاعل في دعم النظام السوري وما تعنيه المشاركة من دعم غير مباشر للنظام الإيراني. بداية نوضح أن حركة عدم الانحياز هي تجمع دولي أنشأته مجموعة من الدول إبان الحرب الباردة بين القطبين الأميركي والسوفيتي لتنأى هذه الدول بأنفسها عن الصراع والاستقطاب القائم آنذاك وتوسعت المنظمة بشكل كبير خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وأصبحت تضم الكثير من الدول التي كانت في السابق تحت تأثير القوى العظمى. بطبيعة الحال مع دخول العالم في عصر أحادية القطب انتفت الحاجة الفعلية لوجود حركة لعدم الانحياز. أصبحت قمم عدم الانحياز خلال العقدين الأخيرين عبارة عن تقليد يتبع لا أكثر فلا تخرج بأية نتائج حيوية ولا تغير شيئاً على أرض الواقع حتى أصبح العديد من رؤساء الدول يرسلون مندوبين عنهم نظراً لقلة أهمية القمة. ولكن قمة هذا العام كانت تحمل رمزية مهمة جداً كونها أكبر الفعاليات التي تقيمها طهران منذ أمد باعتبارها على المستوى الرئاسي وتجمع عددا غير قليل من قادة العالم تحت سقف إيراني خالص وبدون تأثير حقيقي للقوى الغربية المعادية لإيران. الإيرانيون كان لهم هدفان لا غير من قمة حركة عدم الانحياز، الأول هو اكتساب شرعية عالمية من خلال استضافة هذه الفعالية وحضور قادة العالم في عاصمتهم في إشارة إلى أن طهران ما زالت لاعباً مقبولاً في المجتمع الدولي، والهدف الثاني هو الحصول على بيان ختامي يدعم الموقف الإيراني في الحصول على الطاقة النووية ويندد بالعقوبات الاقتصادية عليها. في الطرف الآخر من المعادلة كانت الدول العربية الداعمة للثورة السورية والتي كان محرجاً لها بطبيعة الحال إقامة القمة في طهران ولكن غياب الموقف الموحد كان كذلك يعني أنه لا يمكن توقع وقفة جماعية فكان من الدول العربية من حضر بتمثيل كامل مثل قطر ومصر وفلسطين، ومن حضر بتمثيل جزئي مثل السعودية ودول الخليج الأخرى. بطبيعة الحال كان الحضور الأكثر لفتاً للانتباه حضور الدكتور محمد مرسي الرئيس المصري الجديد والذي تعتبر هذه أول قمة عالمية كبيرة يحضرها بصفته الجديدة. حاول مرسي أن يمسك العصا من المنتصف من خلال الحضور وتسليم الرئاسة شخصياً والترضي على الشيخين ودعم الثورة السورية خلال خطابه. وكما هو الحال دائماً امتلأت ساحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بعبارات التأييد للرئيس مرسي على وقفته الشجاعة في طهران وما قام به انتصاراً للصحابة الكرام والمجاهدين في سوريا، ولكن وبدون أن تجرنا العاطفة لا بد أن نسأل كيف رأت إيران ما حدث؟ هل هو هزيمة لها في عقر دارها كما يحلو للبعض أن يعتبرها؟ في تصوري فبالنسبة للحكومة الإيرانية الموضوع لا يعدو عن كونه انتصاراً دبلوماسياً على قوى الاستكبار العالمي وأعداء إيران. فالقمة أقيمت وبحضور معظم القادة من الدول المشاركة، والبيان الختامي كان وبوضوح داعماً للحق الإيراني في استكمال مشوارها النووي ومتحدياً للعقوبات عليها. بالإضافة إلى هذا حصل الإيرانيون على صور جميلة للرئيس المصري وهو يحتضن ويقبل الرئيس نجاد بالإضافة إلى عبارات المودة التي امتلأ بها ختام خطاب الرئيس المصري. وفيما يتعلق بالترضي على الصحابة -رضوان الله عليهم- خاصة الشيخين فإن هذا الأمر يحتاج الإيرانيون إلى معالجته فقط أمام الرأي العام المحلي فهم يعرفون بطبيعة الحال أن العالم السني يترضى على الصحابة في كل حين ولكن محلياً كفاهم تزوير الترجمة لضرب الأثر المباشر للموضوع؛ فالنقل الرسمي في إيران لم يشر لتلك الجملة إنما تجاهلها ولا ضير أن يكتشف الإيرانيون بعد ذلك بمدة ما حدث فتكون فورة الحدث قد مضت. ولا بد دائماً أن نستذكر أن النظام الإيراني قائم على العرقية أولاً ثم الدين فهو على استعداد للتجاوز الديني في إطار مصالحه وليس كما يصور عنه فهو من تحالف النظام العلوي رغم كونه كافراً في نظر المرجعيات الشيعية الإثناعشرية. أما دعم مرسي للثورة السورية فتعرض هو الآخر للتزوير في الترجمة ولكن السؤال هو هل يفيد دعم الثورة السورية لفظياً في إطار التواجد العملي في طهران والوقوف جنباً إلى جنب مع الرئيس الإيراني الداعم الأكبر للنظام السوري؟ أظن أن الرئيس الإيراني في ختام المؤتمر قال لزملائه، دعهم يقولون ما يريدون فالصورة الجماعية ليس فيها كلام.

تجربة التحليل السياسي

منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...

تركيا.. الخطوة القادمة

بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...

في القدس.. مَن في القدس؟

مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...

أطفال بألعاب

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...

بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر

ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...

سيناريوهات واشنطن

آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...

حمقى بأسلحة نووية

أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...

مبادرات الرحمة

الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...

ثالوث ترمب المقدس

حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...

الطريق والحزام والطموح الصيني

الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...

مهب الرياح الغربية

احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...

المنطقة بين تركيا وإيران

خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...