


عدد المقالات 10
برسالته التي أبى أن تكون شخصية فكانت حبرا على ورق إعلامه البائس، وجه بشار الأسد رسالة تهنئة للجيش السوري في ذكرى تأسيسه، حفلت بتناقضات عودنا عليها نظامه المحتضر. فعبارة التهنئة جاءت لتؤكد الشقة الواسعة بين بشار والشعب السوري، لا بل والتناقض الكبير بين مواقف الطرفين والتي هي نتاج علاقة قمع وقهر وتسلط منذ عقود. والرسالة تعيد للذاكرة خطاب بشار الأول في مجلس الشعب حين كان الرجل يقهقه عاليا وينتشي ثملا بهتافات وتصفيقات المطبلين، في حين كانت بيوتات درعا تضج بالموت وتتشح بالسواد، وها هو بشار يحتفل ويهنئ جيشه بعد أن ورطه بمعارك ضد الأطفال والشيوخ والنساء، فيما تئن البلاد جراحا وألما وهي تستقبل رمضان على وقع المجازر وقصف الدبابات. بدا بشار بتحية أبناء الجيش وهم يجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص بحسب كلماته، ولا أدري ما هي مواقف الشمم والكبرياء في مواجهة مدنيين عزل لجيش أفسد كثيرا من قادته النظامُ الفاسد وورطهم سابقا في عمليات التهريب والتجارة غير المشروعة في لبنان، فكان عجزه فاضحا في مواجهة القوات الإسرائيلية هناك حين كانت تعربد في لبنان، وكان فشله فاضحا في مواجهة طائراتها حين حلقت فوق قصر بشار أو حين قصفت موقع الكبر أو حين دكت مواقع في عين الصاحب. بشار قال في رسالته: «إن سوريا العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت أن تشيد الانتصارات.. وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والأمة»، وتابع الأسد.. لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا. أتمنى على الأسد أن يعدد الانتصارات والتي سطرها نظامه سوى الانتصارات على الشعب السوري واللبناني والفلسطيني في تل الزعتر والبداوي ونهر البارد وغيرهم. ثم من هم الذين أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر؟ النظام السوري والذي يلقى دلالا إقليميا ودوليا غير مسبوق يتهم جهات خارجية بالتآمر على سوريا دون أن يجرؤ على تسميتها!! ثم ما هو نهج المقاومة وثقافتها وسلوكها؟ هل هو في الفساد المستشري والتجاوز على كرامة المواطن وإذلاله كما أقر بشار في خطاباته الأخيرة؟ وحين وصل الأمر إلى الجولان المحتل والذي أضاعه الأب أو سلمه للدولة العبرية كما تشير كثير من الدراسات والشهادات، شدد بشار على «إيماننا بالسلام العادل والشامل.. وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا». وهكذا تكون معارك النظام والجيش مع الوطن والمواطنين ويكون السلام الشامل مع العدو المحتل. لقد أهان بشار ونظامه الجيش وكرامته العسكرية حين زج به في معارك بائسة في المكان والزمان الخطأ، وحين وجه دباباته وقدراته وإمكاناته إلى صدور الشعب الأعزل في محاولات مستميتة لإذلال المواطنين واستعبادهم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم وحريتهم وكرامتهم. كما أمعن النظام في التطاول على كرامة الجيش العسكرية من خلال وضع فرق الموت وأعوانه الأجانب في الصفوف الخلفية للقوات المسلحة لتصفية الأحرار –وما أكثرهم في جيشنا البطل- والذين يرفضون خيانة وطنهم من خلال الانحياز إلى فرعون سوريا وإطلاق النار على المواطنين الأبرياء. إن الجيش السوري لم ولن يكون في مواجهة عصابات مسلحة في سوريا، وإلا فإنه من العار عليه أن يعجز وبعد أكثر من 4 أشهر على حسم المعركة مع عصابات معزولة لا تملك حاضنة شعبية بحسب الرواية الرسمية والتي تزعم أن جموع المواطنين تناشد الجيش التدخل لحمايتها. وإذا كانت مئات الدبابات قد انتشرت في القرى والمدن السورية لتدك المساجد وتقصف المستشفيات، فمن الذي يحمي حدود الوطن من أطماع الدولة العبرية خصوصا وأن سوريا في حالة حرب افتراضية معها؟ إن إجابة هذا السؤال والتي يعرفها أطفال سوريا جيدا قبل مفكريها بالإضافة إلى تاريخ الجولان والأدوار المشبوهة للنظام في زج الجيش في معارك ضد شعبه وشعوب عربية كفيلة بالإجابة الشافية على من هو المتآمر وما هي طبيعة المؤامرات على شعبنا المقدام. على قيادة الجيش العربي السوري الاقتداء بالجيشين المصري والتونسي والانحياز إلى خيار الشعب وثورته ورفض الأوامر بقتل المواطنين وتدمير القرى والمدن الآمنة، لإنقاذ البلاد والمؤسسة العسكرية من المجهول. إن الاستجابة لأوامر القتل لن تكون عذرا مقبولا حين تواجه القيادات العسكرية المتورطة القضاء العادل في سوريا الديمقراطية والتي أصبحت بفضل تضحيات شعبنا وأبنائه الشجعان في مرمى البصر.
في مثل هذه الأيام منذ خمسة وأربعين عاما تجرعت سوريا مرارة الإذلال وعلقم الهزيمة بضياع أو تسليم جزء غال من الوطن للدولة العبرية. كان حافظ الأسد وزير الدفاع مهندس سقوط الجولان بحسب شهادات تاريخية وموثقة،...
سوريا في مقدمة الأخبار، فشجاعة أهلها تكتب تاريخا وتصوغ عبرا وتصنع نماذج للمستقبل. الثورة السورية تتميز عن غيرها بأنها تواجه نظاما قمعيا دمويا فاشيا لا يرقب في الوطن والمواطن إِلَّاً ولا ذمة، نظاما يلقى دعما...
بدأ في دمشق اللقاء التشاوري للحوار الوطني والذي دعا إليه بشار الأسد وقاطعته شخصيات معارضة باعتبار أن أية مشاركة لأسماء ذات وزن أو مصداقية في مثل هذه اللقاءات تعتبر اختراقا واحتراقا، اختراق من النظام واحتراق...
في جمعة «لا حوار» قالت الجماهير الحاشدة التي تحدت فرق الموت الأسدية كلمتها وحزمت أمرها: لا حوار مع القتلة والمجرمين والأفاكين. لا حوار، لأن النظام استخدم مبادراته الإصلاحية المزعومة ودعواته الحوارية الزائفة، رسائل للخارج وقنابل...
للمرة الثانية في أقل من شهر، يطعن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الثورة السورية ويتهمها زيفاً وزوراً بأنها من صنيعة أميركا وإسرائيل، فقد قال خامنئي إن الثورة السورية نسخة مزيفة عن الثورات في مصر...
لماذا يُعتقل رائد صلاح في بريطانيا من غير مقدمات ولا مبررات منطقية؟ وهل هناك من يحاول أن يغير الاهتمام والأولويات في المنطقة حيث يتعرض النظام السوري إلى تحديات غير مسبوقة مما يثير مخاوف الغرب وقلقه...
لم يكن للنظام السوري من نهج سوى الخيار الأمني في تعامله مع الانتفاضة الشعبية التي تفجرت مطالبة بالحرية والكرامة ابتداء لتنتهي بالسعي لإسقاط النظام. ذلك لأن النظام ليس فقط عاجزاً عن الإصلاح ولكنه لا يرغب...
سوريا تختلف عن غيرها، هذا ما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» الأميركية تعليقا على الثورات في مصر وتونس. وفي هذه لم يبتعد عن الحقيقة، فسوريا التي ترزح تحت حكم الأب والابن منذ أكثر من...
النظام السوري انتهى، سقطت شرعيته وهوت مشروعيته بعد توسع المظاهرات وسفك الدماء الغزير، وبعد الصور الموثقة للوحشية والعقاب الجماعي وتدمير المدن، وبعد أن أدرج بشار في قائمة المعاقبين والممنوعين من السفر، والموقف التركي الصارم والذي...