


عدد المقالات 10
بدأ في دمشق اللقاء التشاوري للحوار الوطني والذي دعا إليه بشار الأسد وقاطعته شخصيات معارضة باعتبار أن أية مشاركة لأسماء ذات وزن أو مصداقية في مثل هذه اللقاءات تعتبر اختراقا واحتراقا، اختراق من النظام واحتراق على المستوى الشعبي. مقاطعة مثل هذه اللقاءات الخادعة واجب على كل مثقف سوري يسعى للتغيير في بلاده وإخراجها من ظلمات الفساد والدكتاتورية والقمع إلى أنوار الحرية والكرامة والشفافية. النظام ليس جادا في مسألة الحوار على الإطلاق، فالمناخ العملي وعلى الواقع والمتزامن لهذا اللقاء هو نقيض لمفاهيم الحوار في حدها الأدنى. فعلى الأرض يتواصل حصار المدن ويعلو أزيز الرصاص وتتحرك عشرات الدبابات وتستمر آلات القمع والتعذيب, تنتهك الكرامة البشرية وتزهق الأرواح الطاهرة. مؤتمر الحوار هو رسالة للخارج, بل جزء من حملة العلاقات العامة والتي يقوم بها النظام، ولا أستبعد أن تكون الفكرة بناء على نصيحة أميركية خصوصا أن الإدارة الأميركية تصر وحتى الساعة على الاعتراف بشرعية بشار وتدعوها لقيادة الإصلاح. بكل الأحوال ما كان لمثل هذا المؤتمر أن ينعقد، وما كان لشخصيات محسوبة على النظام أن تتكلم بهذه الجرأة (وإن كانت للاستهلاك الإعلامي) لولا شجاعة المواطن السوري الثائر والذي فرض قضيته محليا ودوليا بعدما زعم بشار في مرحلة ما قبل الثورة في تصريحاته لوول ستريت جورنال أنه قريب من شعبه, وأن لا خوف على البلاد من احتجاجات ولا تظاهرات، وبالتالي فإن الفضل الأساسي لرياح التغيير يعود للثائرين المسالمين، ولهم يجب أن تعود الكلمة الأولى والأخيرة, وقد قالوها، لا حوار مع نظام يفتقد للمشروعية ويفتقد للمصداقية، يقتل شعبه ويعذب حتى الموت زهرة أطفاله. بعض المحسوبين على النظام يردد أن إصلاحات الأسد هي أكثر بكثير مما كان يحلم به كثير من المعارضين رغم أنها لفظية وورقية. وللتذكير فإن فاروق أبوالشامات والذي يرأس لجنة الحوار صرح بعد أيام من تشكيل لجنته بأن الشعب السوري يفتقر للثقافة والتعددية السياسية. السؤال الأهم هو: من المسؤول عن احتكار تلويث الحياة السياسية في سوريا حتى تصبح الحقوق الأساسية مجرد أماني وأحلام؟ وإذا كان بشار وفي خطبه الثلاث اعترف بالوضع السيئ في البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وانتشار الفساد والرشوة والمحسوبية وانتهاكات الكرامة وغياب العدالة الاجتماعية وقد حكم البلاد هو ووالده حكما شموليا مطلقا, الآن وبعد أن قاد مسيرة الفساد والإفساد يأتي ليصبح رمز الصلاح والإصلاح! فهل يعقل أن يؤدي النظام دور القاتل والقاضي أو الخصم والحكم في وقت واحد؟! إذا كان النظام جاداً في إصلاحاته وقد أصابته يقظة ضمير مفاجئة (وهو أمر أقرب للمستحيل) فعليه الاعتذار للشعب السوري وإرجاع ثرواته المنهوبة ومحاكمة القتلة والمجرمين. الطريف في مؤتمر دمشق الحواري المزعوم أنه ضم العديد من نجوم الدراما السورية, ربما لأن النظام يحتاج لخبراتهم في التمثيل والأداء الفني في إخراج مسرحيته الحوارية, والتي هي نقيض سلوكياته الدموية وتصرفاته القمعية.
في مثل هذه الأيام منذ خمسة وأربعين عاما تجرعت سوريا مرارة الإذلال وعلقم الهزيمة بضياع أو تسليم جزء غال من الوطن للدولة العبرية. كان حافظ الأسد وزير الدفاع مهندس سقوط الجولان بحسب شهادات تاريخية وموثقة،...
برسالته التي أبى أن تكون شخصية فكانت حبرا على ورق إعلامه البائس، وجه بشار الأسد رسالة تهنئة للجيش السوري في ذكرى تأسيسه، حفلت بتناقضات عودنا عليها نظامه المحتضر. فعبارة التهنئة جاءت لتؤكد الشقة الواسعة بين...
سوريا في مقدمة الأخبار، فشجاعة أهلها تكتب تاريخا وتصوغ عبرا وتصنع نماذج للمستقبل. الثورة السورية تتميز عن غيرها بأنها تواجه نظاما قمعيا دمويا فاشيا لا يرقب في الوطن والمواطن إِلَّاً ولا ذمة، نظاما يلقى دعما...
في جمعة «لا حوار» قالت الجماهير الحاشدة التي تحدت فرق الموت الأسدية كلمتها وحزمت أمرها: لا حوار مع القتلة والمجرمين والأفاكين. لا حوار، لأن النظام استخدم مبادراته الإصلاحية المزعومة ودعواته الحوارية الزائفة، رسائل للخارج وقنابل...
للمرة الثانية في أقل من شهر، يطعن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الثورة السورية ويتهمها زيفاً وزوراً بأنها من صنيعة أميركا وإسرائيل، فقد قال خامنئي إن الثورة السورية نسخة مزيفة عن الثورات في مصر...
لماذا يُعتقل رائد صلاح في بريطانيا من غير مقدمات ولا مبررات منطقية؟ وهل هناك من يحاول أن يغير الاهتمام والأولويات في المنطقة حيث يتعرض النظام السوري إلى تحديات غير مسبوقة مما يثير مخاوف الغرب وقلقه...
لم يكن للنظام السوري من نهج سوى الخيار الأمني في تعامله مع الانتفاضة الشعبية التي تفجرت مطالبة بالحرية والكرامة ابتداء لتنتهي بالسعي لإسقاط النظام. ذلك لأن النظام ليس فقط عاجزاً عن الإصلاح ولكنه لا يرغب...
سوريا تختلف عن غيرها، هذا ما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» الأميركية تعليقا على الثورات في مصر وتونس. وفي هذه لم يبتعد عن الحقيقة، فسوريا التي ترزح تحت حكم الأب والابن منذ أكثر من...
النظام السوري انتهى، سقطت شرعيته وهوت مشروعيته بعد توسع المظاهرات وسفك الدماء الغزير، وبعد الصور الموثقة للوحشية والعقاب الجماعي وتدمير المدن، وبعد أن أدرج بشار في قائمة المعاقبين والممنوعين من السفر، والموقف التركي الصارم والذي...