


عدد المقالات 10
سوريا في مقدمة الأخبار، فشجاعة أهلها تكتب تاريخا وتصوغ عبرا وتصنع نماذج للمستقبل. الثورة السورية تتميز عن غيرها بأنها تواجه نظاما قمعيا دمويا فاشيا لا يرقب في الوطن والمواطن إِلَّاً ولا ذمة، نظاما يلقى دعما خارجيا كبيرا لقاء أدواره المشبوهة وسلوكياته المنحرفة عن مصالح الوطن والأمة والتي يحاول سترها بشعارات جوفاء وجعجعات خرقاء. أربعة شهور ويزيد، والصدور العارية تقهر الرصاص والعين تنتصر على المخرز. ومع شمس كل يوم جديد من أيام الثورة المجيدة، ومع كل قطرة دم زكية تسفك، ومع كل روح طاهرة تزهق، تترسخ الثورة سلوكا وتتقدم نصرا ويقترب النظام الإجرامي من الرحيل ومن الأفول. وإذا كان للثورة صانعوها من الأبطال والأطفال والأمهات والشهداء، فإن الثورة بدورها صنعت كثيرين وعلى الأخص المعارضين في الخارج والإعلاميين والكتاب والمفكرين والذين أرجعت نفحات الثورة ونسماتها الروح والحياة إليهم وإلى مواقفهم ومواقف العالم منهم. حركة المعارضة في الخارج وحراكها وزخمها أمور واجبة ومطلوبة لدعم ثوار الداخل ونصرتهم وحمل قضيتهم. والخلاف والاختلاف بين تيارات المعارضة وتوجهاتها أمور طبيعية بل هي سلوكيات ديمقراطية حميدة وصحية إذا كانت غاياتها مصلحة الثورة والوطن. غير أن هناك عوامل ومحددات يجب أن تستدعى وأن تكون مؤشرات ولافتات على الطريق. للمعارضين والذين كانوا وقبل انطلاق الثورة مندفعين باتجاه مصالحة النظام والتعايش معه أو الذين امتدحوا بشار يوما أو أحسنوا به الظن أن يتصدروا المشهد الآن وأن يطالبوا وبقوة بإسقاط النظام، غير أن عليهم أيضا أن يقدموا اعتذارا صريحا عن مواقفهم السابقة والتي قد تكون نتاج خلل في الحسابات أو خطأ في الاجتهادات. المصداقية ضرورة ملحة فيمن يقودون المعارضة أو يتصدرونها، وليس من خطأ أن يغير المرء توجهاته وأولوياته ضمن الاعتراف بخطأ سابق والاعتذار عنه. المرحلة الحالية لا تحتاج إلى زعماء في الخارج يتقدمون المعارضة أو يتحدثون باسمها، بل تتطلب جنودا للثورة السلمية يقومون بخدمتها وحمل قضيتها بكل إخلاص وتواضع وتجرد. من الضروري والمعارضة تشكل مكتبا تنفيذيا أو مجلسا انتقاليا أو ما شابه أن يتعهد المنخرطون فيه بعدم القيام بدور سياسي في المرحلة الأولى ما بعد سقوط النظام. على المعارضة والتي تتحدث باسم الثورة أن تنزع طموحها السياسي لصالح دورها في خدمة الثوار والذين يشعلون الثورة بدمائهم وأشلائهم. الطموح والسعي للقيام بدور سياسي قيادي أمر مشروع لكل مواطن سوري في مرحلة ما بعد سقوط النظام، أما في هذه المرحلة فإن الطموح السياسي من المعارضين قد يكون أمرا مشينا، وإلا ما الفرق بين نظام الأسد الذي يسفك دماء المواطنين وبين مُدَّعٍ للمعارضة يريد أن يستثمر تلك الدماء ليصبح زعيما أو قائدا أو نجما؟ المعارضون في الخارج والمرتبطون وجدانيا وروحانيا بهذه الثورة هم خدمها الأوفياء تفانيا وتواضعا وإخلاصا، والذي لا يبالون كثيرا بمواقعهم بقدر ما يشغلهم ما يقدمونه للثورة من جهد وعطاء.
في مثل هذه الأيام منذ خمسة وأربعين عاما تجرعت سوريا مرارة الإذلال وعلقم الهزيمة بضياع أو تسليم جزء غال من الوطن للدولة العبرية. كان حافظ الأسد وزير الدفاع مهندس سقوط الجولان بحسب شهادات تاريخية وموثقة،...
برسالته التي أبى أن تكون شخصية فكانت حبرا على ورق إعلامه البائس، وجه بشار الأسد رسالة تهنئة للجيش السوري في ذكرى تأسيسه، حفلت بتناقضات عودنا عليها نظامه المحتضر. فعبارة التهنئة جاءت لتؤكد الشقة الواسعة بين...
بدأ في دمشق اللقاء التشاوري للحوار الوطني والذي دعا إليه بشار الأسد وقاطعته شخصيات معارضة باعتبار أن أية مشاركة لأسماء ذات وزن أو مصداقية في مثل هذه اللقاءات تعتبر اختراقا واحتراقا، اختراق من النظام واحتراق...
في جمعة «لا حوار» قالت الجماهير الحاشدة التي تحدت فرق الموت الأسدية كلمتها وحزمت أمرها: لا حوار مع القتلة والمجرمين والأفاكين. لا حوار، لأن النظام استخدم مبادراته الإصلاحية المزعومة ودعواته الحوارية الزائفة، رسائل للخارج وقنابل...
للمرة الثانية في أقل من شهر، يطعن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في الثورة السورية ويتهمها زيفاً وزوراً بأنها من صنيعة أميركا وإسرائيل، فقد قال خامنئي إن الثورة السورية نسخة مزيفة عن الثورات في مصر...
لماذا يُعتقل رائد صلاح في بريطانيا من غير مقدمات ولا مبررات منطقية؟ وهل هناك من يحاول أن يغير الاهتمام والأولويات في المنطقة حيث يتعرض النظام السوري إلى تحديات غير مسبوقة مما يثير مخاوف الغرب وقلقه...
لم يكن للنظام السوري من نهج سوى الخيار الأمني في تعامله مع الانتفاضة الشعبية التي تفجرت مطالبة بالحرية والكرامة ابتداء لتنتهي بالسعي لإسقاط النظام. ذلك لأن النظام ليس فقط عاجزاً عن الإصلاح ولكنه لا يرغب...
سوريا تختلف عن غيرها، هذا ما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» الأميركية تعليقا على الثورات في مصر وتونس. وفي هذه لم يبتعد عن الحقيقة، فسوريا التي ترزح تحت حكم الأب والابن منذ أكثر من...
النظام السوري انتهى، سقطت شرعيته وهوت مشروعيته بعد توسع المظاهرات وسفك الدماء الغزير، وبعد الصور الموثقة للوحشية والعقاب الجماعي وتدمير المدن، وبعد أن أدرج بشار في قائمة المعاقبين والممنوعين من السفر، والموقف التركي الصارم والذي...