تغريدات صيفية

مع تقلب الأجواء في منطقتنا وارتفاع درجة الحرارة إيذاناً بدخول فصل الصيف، كذلك تتقلب الأمزجة السياسية في المنطقة، وترتفع وتيرة الأحداث إيذاناً بفجر جديد في الشرق الأوسط، وفي الصيف تأتي «تغريدات» ذات طابع خاص، تغريدات لا يمكن احتواؤها في 140 حرفاً. «الصفيوإرهابية» اعتبر مجلس التعاون مؤخراً عصابة حزب الله أو «حزب الشيطان» -كما يسمونه في سوريا- منظمة إرهابية، ومع عدم احتواء القرار على إضافة حزب الله ضمن قائمة رسمية للإرهاب، إلا أن المجلس قد قرر في بيانه الختامي اتخاذ إجراءات ضد «مصالح» هذه المنظمة الإرهابية متى وجدت على أراضيها. خطوة مباركة، وإن تأخرت قليلاً ولكن «أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل إطلاقاً»، وهنا ننتظر من جامعة الدول العربية السير على خطى مجلس التعاون الخليجي باتخاذ قرار شجاع بوضع هذه المنظمة الإرهابية في مكانها الصحيح، هي خطوة ربما تكون رمزية أكثر من أي شيء آخر لعدم ارتباط حزب الله بأي منظمة فعالة بشكل مباشر «على حد علمنا» في منطقة الخليج، فقد كان ولا يزال «الهلال الصفوي» هو الشريان الرئيسي لهم، فبعد أن يقطع هذا الشريان من قبل أبطال سوريا وأحرار العراق هل ينزف هذا النظام الصفيوني -كما يسميه الدكتور فيصل القاسم- أم ستجد هذه المنظمة الإرهابية «وأخواتها» ملجأ آخر؟ وماذا عن الغرب ماذا سيغير هذا القرار في تعاملهم مع المنطقة؟ هل ينتقلون من «الإسلاموفوبيا» إلى «الصفيوإرهابية» الدولية؟ قانونٌ من واقع الخيال كانت هناك «زوبعة» إعلامية، وبخاصة من بعض الأطراف الأجنبية، حول مشروع قانون ينظم الفضاء الإلكتروني في دولة قطر، والغريب هنا أن القانون المعترض عليه لم يصدر إلى الآن ولم يطلع عليه أحد من هؤلاء المعترضين، فلماذا كل هذه الضجة، حيث إنه من بعض بنود القانون المقترح نستطيع أن نستشف عدم معارضته أياً من القوانين المعمول بها الآن، لا سيما قانوني الإجراءات الجنائية والعقوبات، بل ستضيف إلى هذا الفضاء لمواكبة هذا العصر. وأما ما يقوله البعض إن هذا الشيء قد يحد من حريات الأفراد فهو مضحك في حقيقة الأمر، لعدم وجود أي نص في هذا «المشروع» ينتقص أو يحد من حريات الأفراد، وأما عن تنظيم آلية قانونية لمثل هذا الفضاء فهذا الشيء ليس بالجديد، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال حكمت محكمة فيدرالية بالأمس -واستثناء من الإجراءات القضائية المعتادة- حكماً بإعطاء السلطات الحكومية حق التفتيش والقبض دون أمر قضائي، والاكتفاء بما يسمى برسائل الأمن الوطني «National Security Letters» عوضاً عن الأوامر القضائية فيما يخص الجرائم الإلكترونية هناك، الشيء الذي أثار حفيظة المواطنين الأميركيين، فهل نص المشروع القطري على ذلك؟ بالطبع «لا» ولكنها محاولات إعلامية «فاشلة» لتشويه تلك الجهود، وتصوير قانون «خيالي» لا أصل له ليحل محل هذا المشروع الذي سيحافظ على حقوقنا وحرياتنا وسيادة القانون في آن واحد، وأما عن من وراء مثل هذه الحملات فأترك لك عزيزي القارئ حرية تحديد ذلك. تقسيم تقسيم في الأيام القليلة الماضية انتفض الإعلام الاجتماعي وقام من سباته العميق وضميره المتذبذب لينقل لنا بعض الثوريين «القدامى» ممن تزعموا «كنبة» الثورة في مصر منذ عامين ليعودوا لنا ويزفوا أنباء الثورة التركية في ميدان التحرير.. عفواً، ميدان تقسيم في اسطنبول. نعم عزيزي القارئ، ولربما لم تنتبه إلى هذه الثورة المجيدة، فبعد صمت هؤلاء عن ما يحدث في سوريا، والمطالبة «بالرفق» بحزب الله، يأتوننا اليوم وقد نهضت ضمائرهم ليساندوا ما يسمى «بالمعارضة العلمانية» في تركيا. أولاً يجب أن نضع النقاط على الحروف، فالنظام في تركيا «علماني» فإما مسلم يتوق إلى مجد قد مضى أو ملحد يلهث خلف مخلفات أوروبا، فيجب أن لا نخدع أنفسنا ونقول «ليسوا علمانيين» فهم علمانيون، فما الخلاف إذاً؟ الحكومة التركية تدعي أنها تريد إحياء الميدان ضمن حملة تطوير للمدينة من ناحية سياحية، وأما المعارضة فتقول إنها تريد «حماية الأشجار» في الميدان، وفي الحقيقة فإن الخلاف أكبر من ذلك، فإعادة إحياء الميدان يقصد بها إعادة تشييد أجزاء من قلعة «تقسيم» العثمانية وهي قلعة عسكرية أمر أتاتورك شخصياً بهدمها لرمزيتها «العثمانية»، وهو السبب ذاته الذي تجمهر من أجله مؤيدو المعارضة العلمانية الرافضة لأي تراث إسلامي خوفاً منها من الرجوع بتركيا من دولة علمانية «مسلمة» إلى دولة إسلامية، وهنا نرجع إلى مطبلي «الإعلام»، فهل بعد الربيع العربي انتبه هؤلاء الإعلاميون والمستشارون الأمنيون وفلول الأنظمة البائدة أن إرادة الشعوب العربية قد لا تقف عند مسح تلك الأنظمة الفاسدة الظالمة فحسب وإنما قد تريد إرجاع ثقافتنا الإسلامية إلى موطنها؟. الرأي الأخير... نحن في فترة إعادة ترتيب الأوراق، كمدرب كرة قدم يعيد تنسيق خطته بين الشوطين، فخطوط التماس أصبحت أكثر وضوحاً وعلانية، فمن كان اليوم مع فريق أو مع الآخر لم يخجل أو يخف أن يعلنها صراحة، فتحت مبدأ «إن لم تكن مع الحق فأنت مع العدو» قد بدأ الشوط الثاني. (If God is for us, who can ever be against us). إلى اللقاء في رأي آخر