alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

الصحافيون المصريون.. عود على بدء!

04 مارس 2017 , 01:22ص

لم تتوقف يد النظام المصري يوما واحدا عن العبث بنقابة الصحافيين المصريين منذ بدء حكم العسكر في العام 1952. درجة العبث فقط هي التي اختلفت من عهد عبدالناصر، إلى عصر السادات، إلى زمن مبارك، إلى كارثة السيسي. كانت هذه هي الفكرة التي سيطرت على تفكيري لدى سماع نبأ قيام محكمة القضاء الإداري بوقف إجراء انتخابات النقابة التي كان مقررا أن تجرى يوم أمس الجمعة 3 مارس 2017. بدا لي مساء الثلاثاء أن الوقت لم يسعف «البعض» لترتيب أوراقهم حتى تخرج النتيجة متوافقة مع هوى «نظام السيسي» الذي اقتحم في مايو الماضي «قلعة الحريات في مصر» في سابقة لم يجرؤ عليها من سبقوه. الحكومات المصرية المتعاقبة كانت -ولا تزال- تراهن على منصب النقيب، وتمنح مرشحها «المختار» مزايا مادية وعينية ليقدمها للزملاء ضمن برنامجه الانتخابي، لكي تجعل كفته هي الأرجح في مواجهة بقية المرشحين. الجماعة الصحافية المصرية تفهم ذلك جيدا، وتترك النظام -أي نظام- يختار نقيبا لكن الصحافيين المصريين يصرون على اختيار أعضاء «مجلس النقابة» من أشرس العناصر وأقواها وأكثرهم جرأة في الدفاع عن الحريات ومن شخصيات تمثل مختلف التيارات السياسية، وآمل أن يستمر هذا الإصرار في هذه الانتخابات. في بعض الأحيان أعتبر نفسي محظوظا لأنني تعلمت على يد جيل من الأساتذة المحترمين، وعلى امتداد مسيرتي المهنية لأكثر من ربع قرن، فإنني أعتبر الأستاذ محفوظ الأنصاري، متعه الله بالصحة والعافية، أفضل رئيس تحرير مصري عملت معه. في العام 1998، لم يكن قد مر على تعييني بالمؤسسة سوى عدة سنوات، وبعد تولي منصبه الجديد، حرص الأستاذ الأنصاري على الاجتماع بكافة الإدارات ومن بينها القسم الاقتصادي الذي كنت أعمل به آنذاك. كانت تجمعني مع الأنصاري لقاءات عابرة في نقابة الصحافيين واشتبكت معه ذات مرة في مناقشة كلامية حادة خلال أزمة القانون 93 لسنة 1996. في اليوم المحدد للاجتماع مع الصحافيين في القسم الاقتصادي، دخل علينا الغرفة وألقى السلام ثم توقف لبرهة، ونظر إليَّ ثم قال: أنت هنا في الوكالة؟!! فأومأت برأسي مبتسما، ولم أعقب، وبدأ هو في الحديث عن رؤيته للتطوير والتحديث، ثم طلب أن يسمع ما لدينا من مقترحات، وعندما جاء دوري، تحدثت عن مقترحات «عملية» للتطوير لدرجة أنه التقط ورقة وقلما أمام الجميع، وبدأ في تدوين الملاحظات التي أقولها، وعندما انتهى الاجتماع، أصدر قرارا بنقلي إلى قسم المندوبين الرئيسي، ما يعد في أعراف العمل في المؤسسة نوعا من الترقية لأنه القسم الذي يخرج منه النسبة الغالبة من مراسلي المؤسسة في الخارج. الرجل اتخذ قرارا في سويعات بسيطة من دون سابق معرفة شخصية بيننا، وأتذكر أنه واجه ما يشبه الثورة داخل الوكالة عندما اتخذ قرارا بعد ذلك بأربع سنوات (في العام 2002) بتكليفي بالعمل كمراسل ورئيس لمكتب وكالة الأنباء المصرية في لندن، لكنه أصر على قراره الذي لم يتفهمه كثيرون من الزملاء حتى الآن! الأستاذ الأنصاري في أول لقاء معه قال لي بالحرف الواحد: إصلاح وكالة الأنباء الحكومية ليس مسألة سهلة، فهو يشبه عملية الإصلاح في مصر، يفتقر لمخلصين قادرين عليه، حسبما قال. بعد كل تلك السنوات، أيقنت أنا أيضا أن إصلاح الإعلام بمصر يبدأ من نقابة الصحافيين. وأن إصلاح وكالة الأنباء الحكومية يعطي مؤشرا لإمكانية الإصلاح في مصر كلها. فهل يفعلها هذا الجيل من الصحافيين المصريين؟!

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...