alsharq

أحمد حسن الشرقاوي

عدد المقالات 198

التطبيع.. إيهاماً وقسراً!

04 يناير 2020 , 01:43ص

في محاولة جديدة لإيهام العالم بأن المصريين باتوا يتقبلون السائحين الإسرائيليين، ويتعاملون معهم كسائحين عاديين، زعمت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، أن السياح الإسرائيليين بمصر «يندمجون» مع الشعب المصري، وأن عددهم يقدر بمئات الآلاف من الإسرائيليين سنوياً. وذكرت صفحة «إسرائيل بالعربية» في تغريدة مساء الاثنين الماضي: «تُعد مصر وجهة سياحية جذابة إذ يقصدها مئات الألوف من السياح الإسرائيليين سنوياً، وهم يتمتعون بالمنتجعات السياحية، ويزورون الآثار الفرعونية الضاربة في القدم، ويندمجون في الأجواء العربية». ونقلت الصفحة عمن وصفتها بأنها سائحة إسرائيلية لم تذكر اسمها، زعمها أن «كل الناس في مصر الذين عرفوا من أي بلاد جئنا رحّبوا بنا بحرارة»، وحرصت الصفحة الرسمية الإسرائيلية الموجهة للجمهور العربي، على إبراز صورة العلم الوطني المصري إلى جوار علم الكيان الصهيوني، في إشارة دعم من جانب تل أبيب لتحسين جهود القاهرة لجذب مزيد من السائحين. وأرفقت التغريدة بعدد من الصور لإسرائيليين يستمتعون بقضاء العطلات والتنزه في المناطق السياحية المصرية، سواء في منطقة الأهرامات بالجيزة أو برج القاهرة أو في المحافظات الأخرى مثل معبد الكرنك في الأقصر جنوبي مصر. وفيما رحبت بعض التعليقات لرواد مواقع التواصل الاجتماعي -غالباً من الذباب الإلكتروني- على تغريدة «إسرائيل بالعربية»، كشفت الغالبية العظمى من التعليقات، رفض المصريين الاندماج مع السياح الإسرائيليين. واعتادت تلك الصفحة المشبوهة الموجهة للجمهور العربي في ذروة الموسم السياحي بمصر، على أن تبثّ سمومها، أو تخاطب النظام المصري الباحث عن الشرعية بأي ثمن وبأي تكلفة ممكنة من خلال «ورقة السياحة». ويؤكد متخصصون أن دولة الكيان الصهيوني في حالة منافسة مستمرة طوال الوقت مع مصر والدول المجاورة، خصوصاً فنادق «إيلات» التي تتنافس مع نظيراتها في العقبة بالأردن وشرم الشيخ بمصر على اجتذاب السائحين إليها. ففي يناير من العام 2018، بثّت فيديو يوضح كيف يتعايش السياح الإسرائيليون ويقبلون على زيارة مصر، وها هي هذا العام تكرر الأمر بتغريدة مرفق بها 4 صور، فماذا يعني ذلك؟! أظن أن مسؤولية المثقفين والكتّاب وأصحاب الرأي هي تفنيد تلك المزاعم، وتوضيح الأمور للناس وبيان كيفية تزييف الأمور، ولعل ذلك ما يستدعي التساؤل عن العلاقة بين جعل سيناء منطقة عسكرية شبه مغلقة من جانب النظام، وذلك التأكيد المسعور بزيادة عدد السياح الإسرائيليين إليها، والتي قدرتها مصادر رسمية في دولة الكيان بأنها بلغت مليون سائح في العام 2018. وذكر تقرير نشرته خدمة الأخبار الوطنية اليهودية جويش ناشيونال نيوز «جي أن أس دوت أورج» في 20 سبتمبر الماضي، أن تلك الزيادة في عدد السياح الإسرائيليين لمناطق شرم الشيخ وسيناء تأتي لتعويض النقص في عدد السياح المصريين في تلك المنطقة، بسبب أعمال العنف والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري هناك! وأكد استطلاع للرأي أعدته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بمناسبة مرور 40 عاماً على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، أن أغلب المصريين يرفضون إسرائيل، على الرغم من وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب والقاهرة. تكشف أرقام معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى مصر خلال النصف الأول من عام 2018، أن الأوروبيين والروس الآسيويين والأميركيين يمثلون 70%، أما العرب فهم نحو 27%، وباقي الجنسيات تشكل 3%، ومن بين هذه الجنسيات الإسرائيليون، وذلك استناداً إلى إحصاءات رسمية صادرة مطلع العام 2019 الماضي. ويُعد السائحون الإسرائيليون من أقل السائحين عائداً من الناحية الاقتصادية لمصر، ليس فقط لقلة أعدادهم، بل أيضاً لأنهم في الأغلب يتميزون بالبخل الشديد، ويأتون في إطار سياحة «التخييم» أو السفاري، لزيارة الصحاري والمناطق الجبلية، ثم يعودون للمبيت في فنادق إيلات التي كانت يوماً قرية مصرية اسمها «أم الرشراش» قبل أن تحتلها دولة الكيان الصهيوني. إذن التطبيع للشعوب يتم بالإيهام والتزييف والخداع، والتطبيع للنظم فاقدة الشرعية يتم إجباراً وقسراً وغصباً!

بعد النيل.. هل تذهب سيناء ؟!

اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...

بعد النيل.. هل تذهب سيناء؟! (1-3)

يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...

ترمب مجدّداً.. أم بايدن؟!

السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...

شبح ريجيني في القاهرة!

رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...

عندما تنظر أميركا في المرآة

من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...

أرض العميان (2-2)

أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...

أرض العميان (1-2)

عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...

الميكافيلليون الجدد!!

في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...

حصن الحرية.. «بوسطن جلوب» نموذجاً (2-2)

بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...

الصحافة والكتابة.. في زمن «كورونا» (2-3)

ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...

الصحافة والكتابة.. في زمن «الكورونا» (1-3)

لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...

قلاع الحريات الأميركية (2-3)

الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...