alsharq

د. أحمد موفق زيدان

عدد المقالات 272

رأي العرب 13 أكتوبر 2025
شهداء الواجب
رأي العرب 12 أكتوبر 2025
قطر.. عهد ووفاء لفلسطين
علي حسين عبدالله 09 أكتوبر 2025
درس قاسٍ للعنابي

طالبان ووفاة الملا محمد عمر.. دروس ووقفات

03 أغسطس 2015 , 06:53ص

رحيل القادة الكبار يدفعنا إلى مراجعات في مسيرتهم ومسيرتنا، هذه المراجعات النقدية مبنية على النصح واستلهام العبر، فالمثل التنزاني يقول: «للحرباء عينان، عين تنظر إلى الماضي وأخرى تُبصر المستقبل»، فالسياسة هي فن التوقع والتبصر، يُعلن اليوم عن رحيل شخصية كبيرة في تأثيرها المكاني والزماني، فالألقاب تنزل من السماء كما قيل، ولكن بقدر تأثيرها، يبرز غموضها في البدايات والنهايات. يرحل الملا عمر زعيم حركة طالبان أفغانستان -رحمه الله- تاركاً خلفه بصمات لا تخطئها العين، وإن لم يسبر غورها اليوم، فسيأتي اليوم الذي تُوفَّى حقها، لاسيَّما القرار الذي ألقى بظلاله على العالم الإسلامي كله وهو حماية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ورفضه تسليمه وتحديه لتحالف دولي من 50 دولة قاتلها عسكرياً، وعالم برمته قاتله أمنياً واستخباراتياً، من هنا تبرز أهمية هذه المراجعة، وباعتقادي فلكوني التقيت الملا محمد عمر، والتقيت وعايشت كبار قادة طالبان أفغانستان، فإن سبر تلك المرحلة واستلهام دروسها في الشام والعراق واليمن؛ حيث الملاحم اليومية التي يسطرها أبناء الأمة ضد غزو متعدد الجنسيات أمر في غاية الأهمية. هنا لا بد من وقفات مفصلية أثّرت على التاريخ الأفغاني وغيره، وتؤثر على العمل الثوري الجهادي في تلك البلدان الملتهبة الحاملة لإرث الجهاد الأفغاني بمسيرته الطويلة، فكما قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: «إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق»: 1- نجح الملا محمد عمر في نقل الجهاد الأفغاني من جهاد الفصائل والحزبية الضيقة، إلى جهاد الأمة، فكانت لحظة تاريخية مفصلية، سما فيها على الحزبية الطالبانية، فدعا كبار علماء أفغانستان ووجهاءها لتشكيل مجلس علمائي قبلي يسترشد بآرائه فاختاره أميراً، كان عاملاً بنصيحة ابن مسعود رضي الله عنه: «لا يزال الناس بخير ما أخذوا عن أكابرهم وأمنائهم وعلمائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا»، واستقطب الملا بحنكته عديداً من النخب الأفغانية، ببعده عن آفة التكفير والتخوين والعمالة، حتى ممن كان يقاتلهم، فكان مُقلاً في الحديث، فنجح في إحداث نقلة نوعية يدركها كل من عايش تلك الفترة وما بعدها حين نقل جهاده من الحزبية إلى الأمة الأفغانية؛ فوسّع حاضنته الاجتماعية مدركاً تماماً أن السؤدد مع السواد، لا بالتعالي والتكبر عليه، ولا أزال أذكر حين كانت قواته تدخل كابل وهو يصلي طوال الليل داعياً أن تُفتح بلا قطرة دم كما أخبرني من أثق به. 2- المرونة التي ظهرت في التعاطي مع خصومه الأفغان قتالا وتحييداً ونصحاً واستمالة، ساعده في ذلك قدرته على جمع معظم علماء أفغانستان المعتبرين ممن يثق بهم الشعب، بالإضافة إلى وجود كبار قادة المجاهدين المعروفين أصلاً وفصلاً في مناطقهم وقبائلهم، أما على صعيد العلاقات الدولية فقد كان مرناً للغاية تجلى ذلك بعلاقته مع باكستان ومفاوضاته مع إيران والعالم العربي، وأميركا وأوروبا، وحتى حين أُسقطت حكومته على يد التحالف الدولي بدعم باكستاني، أحجم عن نقدها للمصلحة، فقد كان يدرك تماماً أنه بنقده لها كان كمن يطلق النار على رجليه، فباكستان عمقه الاستراتيجي والبشري والمالي والشرعي بوجود المدارس الدينية، بالمقابل لم يُضف الشرعية حتى على طالبان باكستان كي لا يضر بمشروعه الأفغاني، كون كُلفته الإقليمية والدولية أقل، بالإضافة إلى أنه لن يُحمّل الشعب الأفغاني المكلوم على مدى عقود أكثر مما يحتمل فيكفر به وبمشروعه. 3- التعامل مع المهاجرين، الظاهر أن الملا محمد عمر سار على نهج المجاهدين الأفغان في ضبط حركة المهاجرين القادمين لمساعدته، فلم يكن لهم تجمعات خاصة بهم يقاتلون منفردين، فكان قتالهم ضمن جبهات وخطط المجاهدين، وطوّر الملا الأمر حين شكل إدارة أفغانية للتعامل معهم وفقاً لمشروعه المحلي، ولم يجد فيها المهاجرون غضاضة، فلم يُشاركهم في حكمه، ولذا لم نر أي مهاجر تصدّر للقضاء الأفغاني أو لمصالح الشعب الأفغاني العامة حتى لا يثير حساسيات، وهو ما حفظ لهم كرامتهم وحفظ لهم احترامهم لدى الشعب الأفغاني، وظل الأخير يذكرهم بخير حتى الآن وتحديداً المهاجرين العرب والمسلمين الذين قضوا قبل فترة الإمارة الإسلامية لأفغانستان. 4- نجح الملا عمر في التخفي لاثني عشر عاماً، يتواصل فيها مع قادته وجنده بطريقة ذكية، لم يُعهد عليه توترٌ أو عصبيةٌ في خطاباته ينال فيها من تنظيم أو دولة شعاره «قل هو من عند أنفسكم»، ورغم رحيله الغامض فإن الحركة الطالبانية التي تعيش حالة من الانقسام والتشتت بعد رفض بعض قادتها تعيين منصور اختر خليفة له، وسيُذكر الملا بقدرته الرهيبة على ضبط الحركة إدارياً وشرعياً طوال الفترة السرية فعصمها من الانشقاقات والتحزبات. التحدي الآن أمام القيادة الطالبانية الجديدة في البناء على هذا الإرث العمري، تماماً كما هو التحدي أمام ثوار الشام والعراق واليمن في استلهام هذه الدروس والتأسيس عليها، متحاشين مقولة: «حين يختفي شجر السرو من مكانه، يحتل العشب موضع السرو الشاهق». لسنا وإن أحسابُنا كرُمت * يوماً على الأحساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا * تبني ونفعل مثل ما فعلوا 

موسكو تعود إلى أفغانستان من البوابة السورية (1-3)

كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...

الشمال المحرّر معاناة لا تنتهي (2-3)

قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...

الشمال المحرر معاناة لا تنتهي (1-3)

أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...

مدن الشام فارغة وأهلها يرقبونها من خيامهم

لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...

المشروع الروسي خارج الزمان والمكان

ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...

خرْق السفينة الأسدية

الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...

السوريون وثورة الجياع اللبنانية

منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...

الأسد بين موسكو وطهران (2-2)

تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...

دروس من وباء عام 1918

يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...

أفغانستان ما بعد الاتفاق الطالباني- الأميركي (2-2)

أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (2-2)

الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...

الثورة السورية في عالم ما بعد «كورونا» (1-2)

لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...