


عدد المقالات 105
رغم أنها انتخابات بلدية، لكنها أخذت طابعاً سياسياً أكثر من اللازم وتجاوزت آثارها الأسوار التركية واكتست بعداً دولياً، وذلك لسببين رئيسيين، الأول أنها نظمت في سياق محلي وإقليمي بل ودولي ضاغط على تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم والرغبة في إيقاف نجاحها، وتنامي العداء لها من معارضة داخلية تختلق المعارك تلو المعارك لخنق التجربة وقائدها طيب رجب أردوغان ومحاصرته، ومن دول غربية وعربية اختارت محاربة خيارات الصناديق ودعم الانقلاب عليها حتى ولو كان بالحديد والدم. ونجاح حزب العدالة والتنمية بنسبة %45.8 وبزيادة نسبة %7 عن الانتخابات السابقة، وجّه لهذه المعارضات الداخلية والخارجية ضربة موجعة وخيبت آمالها خاصة أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت %89.11 بمعنى أكثر من 42 مليون من أصل حوالي 48.5 مليون تركي وتركية يحق لهم التصويت. أما السبب الثاني فيتعلق بتداعيات تلك الانتخابات ونتائجها وصداها لدى شعوب دول الربيع العربي والدروس المستفادة منها خاصة بالنسبة للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية التي تحملت مسؤولية تدبير الشأن العام. لقد أبقت النتائج المذكورة الأمل لشعوب الربيع العربي في أن الخيار الديمقراطي هو الأسلم في تحقيق التغيير والإصلاح ومحاربة الفساد والاستبداد بعدما كاد ما حصل في مصر من انقلاب دموي، وتفرج المنتظم الدولي على الشعب السوري وهو يقتل ويعذب ويشرد فقط لأنه حلم بالديمقراطية، وما يجري في العراق الذي ابتلعت فيه الطائفية الديمقراطية أن يرميهم لأحضان اليأس. نعم نتائج الانتخابات البلدية التركية أبقت الآمال حية في الخيار السلمي الحضاري للتغيير وأنعشتها مقابل تيار الردة الديمقراطية. أما من حيث الدروس التي كشفت عنها الانتخابات المذكورة ويمكن أن تستفيد منها الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في العالم العربي فيمكن تلخيصها فيما يلي: - إن النجاح والنصر لا يصنع بين ليلة وضحاها بل هو نتاج مسار من العمل والجد في الواقع وصبر ومصابرة، ونتاج اجتهاد وتراكم خبرة زادت عن عقد من الزمن. - إن الناس لا تحتاج لسماع خطابات عن المبادئ وإطلاق وعود أكثر من اللازم، بل تحتاج لترجمة ذلك في واقع ملموس وإنجازات تتحدث عن نفسها بنفسها، وساعتها سيدافعون في الصناديق عنها وعن من كان سبباً في إنجازها من دون مَنٍ وقياماً بالواجب. - إنه من الخطأ أن نعتقد أن الملايين التي صوتت لحزب أردوغان لسواد عيونه ولا حباً فيه كشخص، بل فعلت ذلك سعياً منها للحفاظ على الإنجازات والخدمات والرفع من مستواها، مخافة حصول نكسة مع الأحزاب المعارضة التي جربوها من قبل وذاقوا من إهمالها وبؤسها ما يكفيهم. - إن النجاح لا يتحقق بسهولة وفي أجواء مريحة من دون معارضة لا تملك إلا طولة لسان، وإعلام متخصص في اختلاق القضايا والنفخ فيها بالحق وبالباطل وخلق المعاركة الهامشية، فالنجاح لا يكون نجاحاً إلا إذا تحقق وسط المصاعب والمشاكل والمضايقات الأمر الذي يمتحن مدى امتلاك هذا الحزب أو ذاك رؤية تحول دون وقعه في المطبات والمعارك الجزئية أو الوهمية. - إن الوعي السياسي يلعب دوراً مهماً في دعم الإصلاح، والوعي السياسي هو من حال دون وقوع أغلبية الشعب التركي ضحية إعلام معادٍ أو مضلل سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وجعلها تدافع عن استمرار تجربة قيمتها إيجابياً فصوتت لصالح مواصلتها المسيرة. لكن للأسف ذلك الوعي لم يتوفر في الحالة المصرية فوقعت شرائح واسعة من الشعب المصري ضحية إعلام مفتر بلطجي فحصلت المأساة.
«فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها وكنت نسياً منسياً»، هكذا تحدث المؤرخ ابن الأثير الجزري -بعد طول تردد- في كتابه «الكامل في التاريخ» من شدة صدمته من همجية التتار «المغول» وتنكيلهم...
بعد أيام يودعنا عام 2016 وقد سقطت حلب الشرقية في الهيمنة الروسية الإيرانية بعد تدميرها وتهجير أهلها، واحتكار الروس والإيرانيين والأتراك والأمريكان الملف السوري وتراجع كبير للدور والتأثير العربي يكاد يصل لدرجة الغياب في المرحلة...
قرأت بالصدفة -وليس بالاختيار- كتابا مترجما للأديب والمفكر الإسباني رفائيل سانشيت فرلوسيو بهذا العنوان «الآتي من الزمان أسوأ»، وهو عبارة عن مجموعة تأملات ومقالات كتبها قبل عقود عديدة. قال فرلوسيو في إحدى تأملاته بعنوان «ناقوس...
«الحب السائل» عنوان كتاب لزيجمونت باومان أحد علماء الاجتماع الذي اشتغل على نقد الحداثة الغربية باستخدام نظرية السيولة -إذا جاز تسميتها بالنظرية- والكتاب ضمن سلسلة كتب «الحداثة والهولوكست»، «الحداثة السائلة» و «الأزمنة السائلة»، «الخوف السائل»...
لم تتضح بعد تشكيلة الحكومة المغربية الجديدة رغم مرور قرابة شهرين من إعلان نتائج الانتخابات التشريعية بالمغرب فجر الثامن من أكتوبر الماضي وتكليف الملك محمد السادس الأمينَ العام لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران بتشكيل الحكومة...
تعيش الأمة العربية والإسلامية أسوء أحوالها منذ الاجتياح المغولي لبغداد قبل أكثر من ثمانية قرون تقريبا، فهولاكو روسيا يواصل مع طيران نظام الأسد تدمير سوريا وتحديدا حلب بدون أدنى رحمة في ظل تفرج العالم على...
«من الواضح أن انتصار دونالد ترامب هو لبنة إضافية في ظهور عالم جديد يهدف لاستبدال النظام القديم» هكذا قالت أمس زعيمة اليمين المتطرف بفرنسا عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. وظهر جليا أن تداعيات فوز ترامب...
رغم مضي قرابة شهر على إعلان نتائج الانتخابات التشريعية المغربية التي توجت حزب العدالة والتنمية (إسلامي) بالمرتبة الأولى بـ125 مقعداً، وتكليف الملك محمد السادس عبد الإله بنكيران الأمين العام للحزب المذكور بتشكيل الحكومة، لم تظهر...
ثمة حرب شرسة وخطيرة تجري، لكن من دون ضوضاء، لن تظهر كوارثها وخسائرها إلا بعد عقد أو عقدين من الزمن، وهي حرب التسطيح والضحالة الفكرية والثقافية، عبر استخدام غير رشيد للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وجعلهما...
تنتقد جهات غربية العرب والمسلمين بشكل عام، بأنهم لا يعرفون للديمقراطية سبيلا، وحتى صنيعة الغرب؛ الكيان الإسرائيلي يتبجح بأنه ديمقراطي، وقال رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو قبل أيام في الاحتفال بمرور67 سنة على تأسيس (الكنيست): إنه...
شهور ويغادر باراك أوباما كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأميركية دون أن يحقق وعوده للعالم الإسلامي، فالرجل كان مهموما بمصالح بلاده أولا وأخيرا. ومن أكبر الوعود التي أطلقها في خطابه بالبرلمان التركي في أبريل 2009، وخطابه...
خلق موضوع استقبال اللاجئين في الغرب نقاشات كبيرة، وخلافات عميقة، سواء داخل أوروبا أو الولايات المتحدة الأميركية، جعلتهم في تناقض مع المواثيق الدولية التي تنظم كيفية التعامل مع اللاجئين سبب الحروب والعنف. ورغم أن أزمة...