


عدد المقالات 198
فيما جاء القادة الأوروبيون إلى منتجع شرم الشيخ في مصر يوم 24 فبراير الحالي بأجندة واحدة وأهداف واضحة، تغيّب القادة العرب، ولم يكن واضحاً أن الحاضرين من الجانب العربي لديهم أجندة واحدة أو حتى أهداف مشتركة يضعونها على الطاولة في مواجهة الجانب الأوروبي. قمة شرم الشيخ لخصت المتناقضات عندما تواجه بعضها: التشرذم، والتفكك، وعدم الانسجام بين البلدان العربية في مواجهة الجار الشمالي والغربي الممثل في «الاتحاد» الأوروبي، الذي لديه أجندة واضحة تتضمن سياسات واضحة، بينما يظل الاختلاف فيها بين البلدان الأوروبية مجرد تفاصيل على الهامش وليست تناقضات جذرية وجوهرية مثلما الحال بين البلدان العربية. هذا أولاً؛ بمعنى أن الطاولة التي جمعت القادة الأوروبيين مع نظرائهم العرب لم تكن متكافئة أساساً، ويميل التوازن فيها لصالح الجانب الأوروبي بوضوح شديد. الأوروبيون يرغبون في الحصول على تعاقدات اقتصادية من بلدان المنطقة، خصوصاً الصفقات العسكرية المربحة مع نظم تريد شراء شرعيتها ورضا الغرب عنها، مثل النظام المصري الذي يستضيف القمة. وفي الأولوية التالية لدى الأوروبيين، هناك قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية أو ما يُطلق عليها قوارب الموت القادمة من المنطقة صوب بلدان الاتحاد الأوروبي في شمال البحر المتوسط مثل إيطاليا واليونان وغيرها. بعض البلدان العربية تعمل على ابتزاز الأوروبيين بهذه القضايا المهمة، وتقدّم نفسها على أنها «ضامن» لعدم تفاقم مشاكل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، غير أن التناقض الواضح أن تلك النظم المستبدة هي التي تفجّر هذه القضايا وترعاها لتكون ضمان استمرارها مع استمرار الدعم الأوروبي والغربي لها. مشكلة النظم العربية أن قيادتها تفكّر تكتيكياً لا استراتيجياً؛ بمعنى أن الزعيم العربي لديه استعداد أن يبيع موارد وطنه وحدوده وثرواته وأراضيه مقابل الحصول على مكسب تكتيكي بسيط يتمثل في دعم الغرب لحكمه ولنظامه. الوطنية هنا منعدمة في تلك النظم الهشة التي تعتبر الوطن هو شخص الحاكم، وأن الحفاظ على الحاكم متربعاً على كرسيه له الأولوية في الوطن، وهذا منطق متناقض متهافت يدركه الأوروبيون ويعملون ببراجماتية شديدة على استغلاله لمصالح أوطانهم وشعوبهم. ثالثة الأثافي أو المساخر في تلك القمة هي موضوع حقوق الإنسان وما يتغنى به الأوروبيون من الديمقراطية والحفاظ على تلك الحقوق داخل وخارج أراضيهم، لكنهم أيضاً يعانون من «شيزوفرنيا سياسية» تستند إلى مصالحهم مع بعض النظم الديكتاتورية المستبدة في المنطقة العربية، والتي تتخذ أولوية أكبر من حديثهم الذي لا ينقطع عن الإنسان وحقوقه في تلك المنطقة من العالم. ويبدو أن المصالح السياسية التي تربطهم ببلدان المنطقة تمنعهم من توجيه انتقادات علنية إلى الطغاة العرب في مثل تلك المنابر، لكنهم ربما يثيرون الحديث معهم على استحياء خلف أبواب مغلقة، لكنها قد تخرج للعلن على لسان الطغاة أنفسهم، مثلما حدث عندما تحدّث السيسي عن قضية الإعدام بشكل حاد قليلاً؛ مما يشي بأن حديثاً دار بشأنها بعيداً عن الكاميرات. المكالمة الهاتفية التي خرج بها رئيس المفوضية الأوروبية عن مقتضيات البروتوكول في مؤتمر صحافي مشترك حينما رد على الهاتف وقال للصحافيين إنها مكالمة من زوجته، تعكس مدى استخفاف الأوروبيين بهؤلاء القادة؛ فهم يتعاملون معهم على أنهم مجموعة من القاصرين أو الأطفال الصغار لا الكبار الناضجين. هذه المكالمة تعكس كيف يرى الأوروبيون حكام منطقتنا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
اليوم نستكمل معكم بقية الحكاية التي بدأناها في خاتمة المقال السابق عن أطماع اليهود في سيناء منذ قرون طويلة، فهي بالنسبة لهم في قلب العقيدة الصهيونية، لدرجة أن تيودور هرتزل -مؤسِّس الصهيونية العالمية- أطلق عليها...
يبدو من المرجح حالياً أن أزمة سد النهضة لن تجد حلاً، وأن السد سيتم تشغيله، وأن ملء بحيرة السد سيحجب كمية كبيرة من حصة مصر في مياه النيل، لكن ماذا عن شبه جزيرة سيناء؟! يلاحظ...
السؤال الذي يتردد بكثافة في أوساط الأميركيين، وربما في أنحاء العالم في الوقت الحالي هو: هل يفوز الرئيس الجمهوري دونالد ترمب بقترة رئاسية ثانية تمتد حتى 2024؟ أم يتمكن غريمه الديمقراطي جو بايدن من هزيمته...
رغم مرور 4 أعوام ونصف العام على وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الغامضة بالقاهرة، لا تزال ملابسات وظروف الوفاة غير معروفة، ويبدو أن صبر الحكومة الإيطالية نفد، وبدأت تطالب القاهرة بردود حاسمة وتوضيحات مقبولة، فقد...
من منّا لا يعرف قصة سندريلا والأقزام السبعة، كلّنا تربّينا عليها، وتعاطفنا مع السندريلا التي كان عليها أن تتقبّل قهر وظلم زوجة أبيها وبناتها المتعجرفات، حتى تأخذنا القصة للنهاية الجميلة حين تلتقي السندريلا بالأمير، فيقع...
أحد أصدقائي أوشك على الانتهاء من كتابة رواية طويلة عن أحوال المعارضة المصرية في الخارج منذ 2013م، وقد اقترحت عليه اسماً للبطل الرئيسي لروايته، وهو معارض ليبرالي يسحق الجميع من أجل مصالحه الشخصية الضيّقة. اقترحت...
عندما تغيب المنافسة العادلة أو تكون محدودة، هل يمكن أن تعرف الصحافي الجيد أو الكاتب الأكثر براعة أو الأجزل في العبارة، أو الأغزر إنتاجاً، أو الأعمق فكراً، أو الأفضل أسلوباً؟! كيف ستعرفه إذا لم تتوافر...
في جامعة القاهرة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، كنت مندفعاً في دراسة العلوم السياسية، وكنت قرأت كتاب «البرنس» لميكافيللي قبل دخول الجامعة، ولم يعجبني! دخلت في مناقشات جادة وأحياناً حادة مع أساتذة درسوا في الجامعات...
بعد المعركة الصحافية الشهيرة التي خاضتها صحيفة «بوسطن جلوب» خلال عامي 2001 و2002، والتي انتهت باستقالة الكاردينال لاو رأس الكنيسة الكاثوليكية في عموم أميركا، ترسخ اعتقاد لدى مواطني مدينة بوسطن من الكاثوليك، أن الصحيفة الأكبر...
ليالي زمن «كورونا» تمرّ بطيئة وطويلة، لكنها ليست كذلك لمن يقرأون طوال الوقت حتى يستطيعوا الكتابة الأديب المصري الفذّ مصطفى لطفي المنفلوطي، كتب في بداية القرن العشرين أن الكاتب يشبه «عربة الرشّ» وهي عربة كانت...
لا أخفي عليكم، أن الكتابة وفق مواعيد محددة مسألة مرهقة، في بعض الأحيان لا توجد فكرة واضحة للمقال، أو يصاب الكاتب بالحيرة في الاختيار بين أكثر من فكرة، وفي أحيان أخرى يقترب موعد تسليم المقال،...
الصحف الأميركية هي قلاع حقيقية تصون الحريات العامة فى البلاد، هذه حقيقة يفتخر بها الأميركيون على بقية أمم الأرض. في عالمنا العربي تختفي تلك القلاع، فيحدث أن تتجرأ النظم المستبدة على تلك الحريات، وتعصف بها...