alsharq

إسماعيل ياشا

عدد المقالات 294

عملية التنصت وفبركة التسجيلات

02 مارس 2014 , 12:00ص

«كل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده».. هكذا يقول المثل وهذا ما نشاهده اليوم في الصراع المحتدم في تركيا بين الحكومة والمعارضة التي تقودها جماعة كولن وسط تراشق بالتسجيلات المسربة ومعركة إعلامية غير مسبوقة قبيل الانتخابات المحلية، إلا أنها على ما يبدو لن تؤثر على ميول الناخبين، لأنها فقدت مصداقيتها بسبب كثرتها، ولأن الشارع التركي يدرك جيدا أنها ما هي إلا أدوات رخيصة للدعاية السوداء. نشرت وسائل الإعلام التابعة لجماعة كولن والمتحالفة معها الأسبوع الماضي تسجيلا لمكالمات هاتفية دارت بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ونجله بلال يقول فيه أردوغان لنجله: إن هواتفهم يتم التنصت عليها، ثم يطلب منه إخراج الأموال الموجودة في بيته خارج البيت حتى لا يتم القبض عليها في حال داهمت الشرطة بيته. وأكد المتخصصون في مجال الأصوات أن التسجيل تمت فبركته من خلال قص الكلمات من مكالمات مختلفة ولصقها بالإضافة إلى إدراج كلمات بصوت شخص يشبه صوته صوت أردوغان. هل يعقل أن يقول شخص ذكي مثل أردوغان لنجله في مكالمة هاتفية: إن مكالماتهم يتم التنصت عليها ثم يتحدث في المكالمة نفسها عن الأموال المخفية في بيته؟ هذه محاولة ضحك على العقول، ولكن مثل هذه الحيل لن تنطلي على المواطنين، ولإثبات إمكانية المونتاج والفبركة عمليا، قام ناشطون بمونتاج تسجيل صوتي من خلال قص الكلمات ولصقها يمطر فيه رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو على أردوغان المدح والثناء بشكل لا يمكن تصديقه، ونشروا هذا التسجيل في الإنترنت. كانت جماعة كولن تنكر وجود تنظيم سري لها وتغلغل كوادرها في القضاء والشرطة وغيرهما، ولكن التطورات والتسجيلات المسربة كشفت عن «دولة موازية» قامت بالتنصت بشكل غير قانوني على آلاف من المسؤولين والمواطنين، بل وحتى على أسر شهداء أسطول الحرية. وهكذا اتضحت الصورة تماما أمام المواطنين، ولا أحد يتحدث الآن عن المدارس التحضيرية لاختبارات دخول الجامعات ولا عن القضايا الأخرى التي كانت الجماعة تتستر وراءها للهجوم على الحكومة. وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو صرح بأن عملية التنصت شملت هواتف مستشاريه بالإضافة إلى هاتف رئيس وكالة التنمية والتعاون التركية «تيكا»، ووصفها بـ «عملية التجسس» و «الخيانة» التي لا غبار عليها، ولكن الأخطر في الأمر أن يتم التنصت على الهواتف المشفرة التي يستخدمها كبار المسؤولين، لأن التنصت على مكالمات وزير الخارجية ووزير الطاقة وغيرهما يعني الحصول على معلومات حساسة وأسرار تتعلق بأمن الدولة ومصالحها العليا، وهناك علامات استفهام كثيرة حول مصير المعلومات التي جمعت من خلال عملية التنصت غير القانونية، وما إذا كان تم تسريبها إلى أجهزة استخبارات أخرى أو لا؟ هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية «توبيتاك» هي المسؤولة عن الهواتف المشفرة، وفي إطار التحقيقات أحيل خمسة من المسؤولين عن متابعة قسم الهواتف المشفرة في «توبيتاك» إلى الإجازة حتى إشعار آخر، مع قطع أي صلة لهم بأماكن عملهم، وسط تكهنات بمسؤولية «الدولة الموازية» عن وجود ثغرة في التشفير يتم استخدامها في عملية التنصت على الهواتف المشفرة، وهذا يعني أن القضية أكبر بكثير من التنصت على بعض المسؤولين لأغراض سياسية. «ما الذي سيكون بعد الآن وإلى أين سيتجه الصراع؟» واضح أن أردوغان عازم على مواجهة «الدولة الموازية» وتفكيكها مهما كان الثمن، ومن المتوقع أن يتم رفع دعاوى قضائية ضد رجال «الدولة الموازية» قد تصل إلى التقدم بطلب رسمي لإعادة فتح الله كولن نفسه من الولايات المتحدة لمحاكمته في تركيا، وهناك خطوات بهذا الاتجاه، مثل اعتبار عملية تفتيش شاحنات المساعدات المتجهة إلى المناطق المحررة في سوريا رغم كونها تحت حماية الاستخبارات التركية «عملية تجسس» واعتقال ضابطين أحدهما برتبة العقيد في إطار التحقيق، بالإضافة إلى تحقيقات أخرى بشأن عمليات التنصت على المسؤولين. أقل من شهر يفصلنا عن الانتخابات المحلية في تركيا وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يحافظ على شعبيته رغم الحملة الشرسة التي تقودها جماعة كولن والمعارضة ضد أردوغان وحكومته، كما أن الحشود الغفيرة التي تخرج في كل مدينة يمر بها أردوغان للاستماع إلى كلمته تظهر الالتفاف الشعبي حول الحكومة في معركتها ضد «الدولة الموازية». وأعتقد أن أي تسجيل مسرب بعد الآن لن يؤثر على توجهات الناخبين مهما كان مضمونه. ولعل سائل يسأل: «أليس هناك من يصدق تلك التسجيلات المسربة؟» والجواب: بلى، هناك من يطير فرحا -سواء في داخل تركيا وخارجها- بتلك التسجيلات المفبركة، ولكنهم في الأصل كانوا معارضين للحكومة التركية ومنزعجين من تجربة أردوغان قبل ظهور التسجيلات المسربة. وكما يقول المثل: «لكل ساقط لاقط»، فإن هؤلاء يلتقطون كل ما يسيء إلى أردوغان وحكومته ويروجونه مع أن معظمهم يعترفون في قرارة أنفسهم بأنه مفبرك وتافه.

هل تعود فرنسا إلى رشدها؟

أجرى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الخميس، مكالمة هاتفية مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها دولياً، فايز السراج، لبحث المستجدات في ليبيا. وجاء هذا الاتصال بعد أن دعمت باريس قوات خليفة حفتر...

انزعاج إسرائيل من دعم تركيا لفلسطين

أزالت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام، لوحة تحمل اسم الوكالة التركية للتعاون والتنسيق «تيكا» والعلم التركي من على جدار مقبرة تاريخية للمسلمين في القدس الشرقية، تم ترميمها من قبل الوكالة. وبرَّرت السلطات الإسرائيلية هذه الخطوة...

تركيا ومفهوم الوطن السيبراني

أدرجت أنقرة في قاموسها مصطلح «الوطن السيبراني»، بعد مصطلح «الوطن الأزرق» الذي يشير إلى حدود مناطق النفوذ الاقتصادية في البحار التي تحيط بتركيا، للتأكيد على الدفاع عن مصالحها في شرقي البحر الأبيض المتوسط وحقوقها القانونية،...

«كورونا» وما بعد العولمة

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في مقابلته الأخيرة مع قناة «فوكس نيوز»، على ضرورة إنتاج البضائع الأميركية في الولايات المتحدة، وأعطى مثالاً لخطر الاعتماد على الخارج، مشيراً إلى أن تركيا تقوم بتصنيع الهيكل الأساسي لمقاتلات...

العودة الحذرة إلى الحياة اليومية

بدأت كثير من الدول في تخفيف التدابير الصارمة التي اتخذتها من أجل مكافحة جائحة «كورونا»، وقررت أن تفتح المصانع والمحلات والأسواق أبوابها، لتدور عجلة الاقتصاد والإنتاج، ويعود الناس إلى حياتهم اليومية، ولو بالتدرج، في ظل...

الحالمون بالانقلاب في تركيا

شهدت تركيا منذ انتقالها إلى النظام الديمقراطي والتعددية الحزبية محاولات انقلاب عديدة، نجحت بعضها وفشلت الأخرى في إسقاط الحكومة المنتخبة. وكانت المحاولة الأخيرة، تلك التي قام بها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة كولن،...

تركيا تستعد لما بعد الجائحة

تحمل الأزمة التي تسبب فيها انتشار فيروس كورونا في معظم دول العالم، فرصاً عديدة للدول التي تواجه الجائحة بكفاءة، وتدير الأزمة بنجاح، في ظل إجماع كثير من الخبراء والمحللين على أن العالم لن يكون بعد...

العقلية المؤامراتية أخطر من «كورونا»

فتح تفشي فيروس كورونا المستجد، حول العالم، الأبواب على مصراعيها أمام نظريات المؤامرة التي تواصل انتشارها كالنار في الهشيم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تمنح الجميع فرصة التعبير عن آرائه، بغض النظر عن مدى تأهله...

لا بدّ من تعاون عالمي لمكافحة الوباء

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم عتبة مليون شخص، ليواصل انتشاره المخيف، كما ارتفع عدد ضحاياه إلى أكثر من 50 ألف شخص، وسط جهود كبيرة يبذلها الأطباء والعلماء والباحثون، لعلاج المصابين به، وتطوير...

تجميد الخلافات بين أنقرة وموسكو

توصلت تركيا وروسيا إلى وقف لإطلاق النار في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، وجاء الاتفاق بعد مباحثات أجراها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والمسؤولين الروس، خلال...

مرحلة جديدة في أزمة إدلب

أعلنت السلطات التركية صباح الجمعة، استشهاد 33 جندياً تركياً، بعد استهداف طائرات النظام السوري قافلتهم العسكرية عصر الخميس، في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، شمالي غرب سوريا، وجاء هذا الهجوم بعد تقدم الجيش الوطني السوري...

محاولة انقلاب جديدة؟

نشرت مؤسسة «راند» الأميركية -في الأيام الماضية- تقريراً أشارت فيه إلى أن تركيا على أبواب محاولة انقلاب جديدة، في ظل تنامي الاستياء داخل صفوف الجيش التركي، من اعتقال عدد كبير من الضباط وطردهم من الجيش،...