alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

قراءة في تفجيرات الكويت

01 يوليو 2015 , 04:21ص

السلوك هو البعد الوحيد من جانب الإنسان القابل للمراقبة الخارجية، وفي أزمة تفجير مسجد الإمام الصادق 26 يونيو 2015م كان مقدرا للكويت تجرع حصتها من المنغصات الإرهابية المعتادة والتي بلغت في تاريخها أكثر من 40 عملا إرهابيا. وحين نتتبع سلوك الدولة الإسلامية «داعش» لفهم دوافع العملية الأخيرة، وسلوك الكويتيين تجاه ما حدث، تتوفر لنا القراءة الأولية التالية: - إرهاب «داعش» هو نمط من إرهاب ما بعد القاعدة بأسلوب تنفيذه، وحشيته، وتزامنه. وما تم هو تأكيد لحضور التنظيم كمنافس جهادي للقاعدة على المستوى الدولي، وهو مؤشر على ترقب المزيد من العمليات التي يحققها منفذ منفرد « Lone wolf» حتى ينهي التنظيم حالة الانتشار وإبراز القوة. - يعاني التنظيم من ضغط في ميادين معاركه، وعملية الكويت تملص استراتيجي لفك خناقه، ورسالة لأنصاره بقدرته على ممارسة سطوة العنف خارج القانون الدولي لإرباك خصومه وجعلهم يتفاعلون بشكل ارتجالي. - استشعر التنظيم تعكر أجواء المنطقة بمزاج طائفي جراء عنف سوريا والعراق واليمن، فشرع بإثارة القلاقل الطائفية لتوظيف الفوضى لخلق فراغ يستغله في غياب الحكومات المستقرة. من جانب آخر لا تخطئ العين ممارسة الكويتيين للسلوك الحضاري كمسلمين وعرب، فقد راهن الإرهاب أن كل الألوان الداكنة ستكون حاضرة لرسم تفاصيل المشهد الكويتي بعد التفجير، لكن الفاجعة تحولت لجرعة قلق إيجابي استجابت لها محصنات الوحدة الوطنية بردة فعل قللت طموح الإرهاب الاستثمارية في الكويت مستقبلا. - تواجد الحكومة الكويتية القوي، والصلاة الجماعية بالمسجد الشيعي، وتقبل العزاء بمسجد الدولة السني، يشير إلى أن الكويت لم تترك «إدارة الأزمة» للغير، وإن تعالت أصوات غير مسؤولية تصف رجال الأمن بالقصور، وكأننا تحت خط الفقر الأمني، فرغم أن المصاب جلل، إلا أن الرفض الشعبي كان عاما وحازما ضد من يروج لتقصير الداخلية حتى يختطف دور الدولة في حفظ الأمن. - ألقت أصوات بالذنب على «التحريضيين» والخطاب الديني الترويعي، ويمكن تفهم استجابة الحكومة العجول لامتصاص الغضب، لكن ما لا يمكن تفهمه هو انزلاق البعض لدرك التحريضيين أنفسهم وخطر تقاذف كرة التحريض بتحريض الدولة على شريحة اجتماعية وكأنها حواضن للإرهاب. بالعجمي الفصيح كان صمت صفوف المعزين أبلغ من فصاحة الشحنة الناسفة، ربما لأن الكويت ليس لها ذاكرة طائفية، وبضاعة الإرهاب مستوردة تم إيقاف تداولها بنجاح. فليس هناك داعشيون «لايت» وداعشي انتحاري، فالإرهاب فكرة في خطاب متهافت، أو تغريدة نشاز، قبل أن تكون سلاحا في يد مجرم. وعلى الإرهاب جراء هذا الفشل تقديم أوراق اعتماد جديدة في الإقليم. • gulfsecurity.blogspot.com/ tinyurl.com/3vr3j4a @z4alajmi

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...