


عدد المقالات 395
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما وصل عدد قتلى الأسبوعين الأخيرين من المعارك حوالي ألف قتيل من كلا الطرفين. لكن «كورونا» رغم قلة عدد ضحاياه الليبيين، مقارنة ببقية دول العالم، هو في تقديرنا ذو أثر محرك للقتال الدائر هناك الآن. فالمعارك التي حدثت الأسبوعين الماضيين أتت بناء على تقديرات وتوصيات من مطلعين على عمليات استشراف حركة وباء كورونا «كوفيد - 19»، مما يعني أنه في حال انحساره ستتسع ساحات القتال، ويكثر المشاركون الخارجيون في الشأن الليبي بتدخلاتهم السياسية أو القتالية أو الإمداد بالأسلحة والذخيرة؛ فالغاية من هذه القصدية العالية في توقيت التصعيد هو استباق تفرغ أطراف خارجية لها طموح عريض في الأرض الليبية. وكما تنتظر الذئاب ذوبان الجليد فتنزل للسهول من جحورها في الجبال، تنتظر دول غربية عدة انحسار «كورونا» في بلدانها نفسها. ومخطئ من يعتقد أن ما يجري هو ضمن سكوت أوروبي مقصود، بل إن الأوروبيين مجبرون على ذلك، جراء تقييد الميزانيات العسكرية التي لا تحتمل العمليات الخارجية الكبرى. وتشير ملامح السلوك السياسي في واشنطن وباريس وروما وحتى لندن إلى أنها حكومات تنتظر إشارة طبية بتعافيها لتعود لتحقيق أجندتها المصلحية في ليبيا؛ فتعويض ما صرفه الأطباء على التصدي لوباء كورونا (كوفيد -19) لن يحققه إلا ما سيكسبه العسكر من حقول نفطية. ورغم النزعة الفوضوية التي تطبع العمليات في ليبيا، لم ينتشر القتال أو كورونا على رقعة واسعة متصلة، ومرد ذلك كما يقول مختصون هو «عدم وجود مدينة حاكمة تستطيع أن تذكر أنه عند السيطرة عليها تكون قد احتلت الدولة أو قد حررتها»، فغياب مدينة ليبيا مركزية واحدة مترابطة جيداً مع المدن الأخرى كان «من أهم أسباب فشل استمرار احتلال ليبيا على مدار تاريخها»، كما قيل. فغياب مركز الثقل يعني غياب المعارك المفصلية في ليبيا، ويعني عدم وجود مركز يتركز فيه نمو الوباء ثم ينتشر منه لبقية الأطراف المتصلة بالمركز. ويسابق الليبيون على طرفي النزاع وباء كورونا؛ لإنجاز ما يرجّح كفة مطالبهم على طاولة المفاوضات -التي لم يحالف أحد الحظ في ترتيب مقاعدها- ليس بتمني زوال وباء كورونا «كوفيد – 19»، كما يفعل معظم سكان الأرض، بل ربما تمني استمرار الوباء لأطول مدة ممكنة، فالسيناريو السوري ماثل أمام الليبيين، وجاهز للتطبيق، حال عودة تحرك النوازع الدولية الشريرة، ومن أوجه تطابق المشهدين أن المحرك هو الأطماع والمنفذ هم المرتزقة. بالعجمي الفصيح نكاد نجزم أن المحرك للقتال الجاري في ليبيا هو استباق تفرغ ذئاب دولية قيدت «كورونا» ميزانياتها الدفاعية، ومنعتها من الانخراط في الشأن الليبي. فنهاية «كورونا» ستزيد عدد اللاعبين هناك.
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...
ضغط وباء كورونا على الموارد الطبية والعلاجية، مما دفع بالعديد من الدول الخليجية إلى الاستعانة بقدرات القوات المسلحة، التي تستطيع توفير بعض الاحتياجات الماسة من ترسانتها الطبية في الميدان، لكن أي نوع من التعاون يستلزم...