alsharq

سيد أحمد الخضر

عدد المقالات 65

الجبهات تصادر طموح أردوغان

30 ديسمبر 2011 , 12:00ص

يبدو أن حلم تركيا، الذي أفرد له وزير خارجيتها كتاب «العمق الاستراتيجي»، آخذ في التبدد. يقول داود أوغلي إن تركيا الجديدة ستكون حاضرة بقوة في الشرق والغرب، وستربطها علاقات متوازنة مع جميع الأطراف، ما يمكنها من التأثير في ملفات بالغة التعقيد. ويعول الوزير على الموقع الاستراتيجي لتركيا وقبولها نسبيا في الغرب كدولة متحضرة في وقت تتمتع فيه باحترام واسع في المشرق، خصوصا في عهد أردوغان وغل، بيد أن أهم ما يرتكز إليه مهندس خارجية تركيا هو «تصفير المشكلات» مع الجوار. يقول أوغلي إن حل المشاكل مع الجوار سيعطي لتركيا دافعا قويا لتلعب أدوارا إقليمية ودولية. لكن هذا الهدف لم يتحقق ولو جزئيا. ولعل أحداث العام الحالي تشير إلى أن مشاكل تركيا مع جيرانها لا تستعصي على «التصفير» فقط، إنما تشهد ازديادا ملحوظا بحكم التطورات الراهنة في المنطقة وتجدد الصراعات والنبش في بعض الملفات. ولعل رئيس وزراء تركيا الحالي أدمن فتح الجبهات على بلاده، واتسمت سياسته برد الفعل في العديد المواقف والأزمات. قبل أن نسبر أغوار هذه الجبهات، نتجاوز العلاقة بين سوريا وتركيا، رغم أهميتها في خلط أوراق حكومة أنقرة المعتدة بنفسها أكثر من اللازم، وفق بعض المحللين. علينا إذن أن نصدق الأتراك في أن إيمانهم بحق الشعوب في التحرر هو ما دفعهم لاتخاذ مواقف حازمة -علناً على الأقل- تجاه دمشق. وهنا يكون أي ثمن ستدفعه أنقرة مقابل وقوفها بجانب الشعب السوري له ما يبرره، ويخدم في نهاية المضاف تموضع تركيا في فضاء الإقليم. ومن هذه الشاكلة أيضا يمكن تصور حدة تركيا تجاه إسرائيل؛ لأن مساعي أردوغان لقيادة شعوب الشرق الأوسط تبرر التضحية بعلاقة مع كيان مغتصب لا يملك من مقومات الاستمرار سوى دعم الغرب. لكن ما يناقض مساعي تركيا نحو التأثير في العالم هو عدم قدرتها على تجاوز مشاكلها الداخلية. لقد تمكن حزب العمال الكردستاني من لفت أنظار العالم إلى قضيته، واستدرج الجيش التركي في أكثر من مرة إلى ساحات الصراع، وبعيدا عن عدالة القضية الكردية من عدمها فإن حكومة العدالة والتنمية بدت تواجه تمردا مسلحا نشطا، ولم تسعفها مُثُلها ونظرياتها في إيجاد حل سلمي يسكت بنادق الأكراد. والنتيجة هنا هي أن دولة لم تستطع تسوية نزاعاتها العرقية ستكون عاجزة من باب أحرى عن لعب دور ريادي على المستويين الإقليمي والدولي. وإلى جانب الأكراد تمر العلاقة بين إيران وتركيا بمنعطف خطير، فاستعداد أنقرة لاحتضان درع صاروخية أميركية لا يدع مجالا للود في نظر طهران. وربما يبدو من المثير للاستغراب أن تركيا ما قبل العدالة والتنمية كانت أكثر رفضا لاستضافة السلاح الأميركي. وإضافة للمشاكل الكردية والقبرصية وتأزم العلاقة مع سوريا وإيران وإسرائيل، توجت أنقرة مشاكلها بفتح جبهة جديدة مع باريس. من واجب تركيا الدفاع عن تاريخها ومواجهة مساعي تنغيص حاضرها باستدعاء ما يسمى مجازر الأرمن. لكن معاداة فرنسا وفرض عقوبات عليها يعقد دخول تركيا النادي الأوروبي من جهة، ويعكس أن الغرور استبد بالعثمانيين الجدد من جهة أخرى. فهناك إنجازات تنموية وسياسية في تركيا لا يمكن تجاهلها. لكن ليس إلى حد مواجهة دولة بحجم فرنسا تتزعم أوروبا وتشغل مقعدا دائما في مجلس الأمن، وهي على كل حال في طليعة العام المتقدم بكل المقاييس. لا شك أن حكومة أردوغان أدرى بحجم نفوذها وتأثيرها، لكن الأكيد هو أن تركيا لا تلعب حاليا الدور الذي نظر له وزير خارجيتها بل العكس من ذلك تماما، فهي تتقلب في حيز من الأزمات وتتسم سياستها بالانفعال وربما الارتجال.

.. ومن فوض العرب؟

حكومة رجب طيب أردوغان فوضها البرلمان التركي بأغلبية كبيرة لتحريك الجيش «للدفاع عن نفسه ضد الهجمات الموجهة إلى بلدنا من قبل مجموعات إرهابية في سوريا والعراق». والبرلمان البريطاني أذن لديفيد كاميرون في شن غارات جوية...

حول الخطيئة الكبرى

رغبة مختلف الفاعلين الدوليين والإقليميين في الاستفادة من التنظيمات المسلحة في سوريا والعراق كانت وراء نموها وتعاظم قوتها.. عول عليها الغرب في إيجاد ذريعة لمواصلة تكريس نفوذه بالمنطقة ورعى النظام السوري نشأتها لاستثمارها سياسيا في...

بين العرب والبرازيل

عندما سألت وزير خارجية البرازيل السابق سيلسو أموريوم قبل ثلاثة أعوام عما إذا كان نظراؤه العرب قد سعوا للاستفادة من تجربة بلاده الديمقراطية ونجاحها في الفصل بين السلطات والتخلص من إرث الاستبداد، أجاب بأن أياً...

نكرهكم يا فخامة الرئيس

قبل كل شيء، نستنكر قتل الأميركيين في بنغازي ومهاجمة سفاراتهم في معظم دول العالم الإسلامي. ولأعبّر بشكل قاطع عن معارضة هذه الأحداث، عدت لمعجم الإدانة بالجامعة العربية لأستعير منه كل مفردات الشجب والاستنكار والاستبشاع. حرية...

فلتتزوجوا بنات الروهينجا

عندما بحثت عن الزواج من أقلية الروهينجا المسلمة المضطهدة، بدا الشيخ «جوجل» عاجزا حتى عن العثور على حالة واحدة رغم علمه بتفاصيل يوميات هذه الأقلية في مخيمات اللجوء، وما تتعرض له من اضطهاد وتشريد على...

إيران وعقيدة التحريف

لعل أبرز نتائج قمة حركة عدم الانحياز التي انعقدت في طهران مؤخرا هو أن النظام أكد للعالم أنه يعتنق عقيدة التحريف ويضيق بالآخر. في تاريخ الدبلوماسية الحديث وربما القديم أيضاً، لم تجرؤ أي دولة على...

مرسي والبرزخ الدبلوماسي

في مقابلة أجرتها معه رويترز الأسبوع الماضي، أكد الرئيس المصري أن بلاده تعمل على خلق توازن في علاقاتها الإقليمية والدولية ولن تكون طرفا في أي مشكلة أو نزاع. يؤكد الرئيس بهذا التصريح أنه لا يزال...

الكيماوي السوري.. وسيلة لإلهاء العالم عن الثورة

عبور الخط الأحمر يعني احتمال وجود تهديد لأمن إسرائيل، بينما طحن عشرات الآلاف من السوريين بالأسلحة الثقيلة وصب الجحيم على رؤوسهم ممارسة داخل الخط الأخضر. هذا منطق الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي بدا مؤخرا حازما...

تحييد طنطاوي.. ضربة لا صفقة

لعل أكثر الناس تفاؤلا لم يتوقع أن يستعجل الرئيس المصري خوض المعركة ضد العسكر -أحرى عن طردهم- من المشهد السياسي في غضون شهر من إمساكه بمقاليد الأمور. قرارات الرئيس إذن كذّبت نبوءات المراقبين بأن طنطاوي...

هل تكتب إيران نهاية الأسد؟

لم يعد وارداً الحديث عن بقاء الأسد سيداً على السوريين، فالوضع الميداني والسياسي هناك يؤكد أنه يلفظ نفسه الأخير.. يبلي الجيش الحر بلاء حسناً في حلب ويغزو دمشق المرة والمرتين في اليوم الواحد.. وفي دمشق...

ثورة الدجاج

يبدو أن الإيرانيين بصدد تفجير ثورة ثانية، بعد أن تأكد لملايين المهمشين والمحرومين أن الثورة الإسلامية لم تثمر سوى عن تعميق الفوارق الطبقية وسيطرة رجال الدين على السلطة والمال. تمتلك إيران ثالث أكبر احتياطي للنفط...

السلاح البيولوجي.. آخر أوراق الأسد

في أكتوبر من عام 2003 قصفت إسرائيل منطقة على بعد 15 كيلومترا من دمشق، وفي يونيو 2006 أخذت أربع طائرات إسرائيلية نزهة فوق قصر الرئيس الأسد في مدينة اللاذقية، كان ذلك في وضح النهار، وفي...