


عدد المقالات 133
شاهدت منذ أيام فيلما جميلا هو «حصان الحرب War Horse» كنت قد شاهدته منذ فترة مضت، ولكن لجمال الفيلم ولمضمون الرسائل التي يحملها، فقد شدني ذلك لمشاهدته مرة أخرى، وأعتقد أن كثيرا من القراء شاهدوه كذلك، وتدور فكرة الفيلم حول حصان تم تربيته في إحدى القرى البريطانية في أثناء الحرب العالمية الأولى، وقام على تربيته شاب ارتبط به ارتباطا قويا، ثم اضطرت عائلته لبيع الحصان بسبب الفقر وظروف الحرب، وقد تجول الحصان في أماكن كثيرة حتى استقر به المقام ليصبح واحدا من الخيول التي استخدمت في الحرب، ونظرا لارتباط الشاب وتعلقه بحصانه فقد تطوع جنديا في الجيش البريطاني للبحث عن حصانه، ولا أريد أن أسرد قصة الفيلم فتلك متعة أتركها لمن يرغب بمشاهدته، لكن الفيلم يحمل رسائل ومضامين كثيرا ليس أولها ارتباط الإنسان بالبيئة حوله حتى ولو كان الارتباط مع حيوان وانتهاء بويلات الحروب وآثارها المدمرة على البشرية، لكن ما لفت انتباهي تلك الرابطة بين «الإنسان» و «حصان الحرب»، ففي مشاهد كثيرة كان يتم التخلص من الخيول التي تصاب في أثناء القتال أو تصبح عاجزة عن القيام بدورها، إذ سريعا ما يتم إطلاق الرصاص عليها في ما يسمونه «رصاصة الرحمة»! رغم أن هذه الخيول يمكن استخدامها لأغراض أخرى، لكن التصور لدى المستخدمين أنها عاجزة عن العمل فإنهم يفضلون الاستعجال في التخلص منها، كانت مشاهد «التخلص» قاسية على «حصان الحرب» وهو يرى «زملاءه» يتساقطون إما برصاص وسيوف الأعداء أو رصاص «الأصدقاء» الذين لم يقدروا جهد هذا «الحيوان» وما قدمه لهم من خدمات في أصعب المواقف، لكنه «هان» عليهم في آخر المطاف!! أربط بين هذه الصورة وما شكاه أحد الزملاء الذين تمت إحالته على «المعاش»، رغم أنه ما زال قادرا على العطاء والعمل، فجلس يتلفت حوله ماذا يفعل؟ لقد أطلقت عليه «رصاصة الرحمة»! لأنه لم يعد صالحا للمعركة التي خاضها سنوات طويلة، سألته: لا بد من سبب لإحالتك، قال: لا تذهب بعيدا بخيالك، فليس لدي مشكلة مع أحد، فأنا «أمشي جنب الحيط وأقول يا ساتر!»، ولكن قيل لي إن الجهة التي أعمل بها تريد أن تجدد الدماء، وتأتي بعناصر جديدة قادرة على أن تتواكب مع المرحلة القادمة وهذا حقهم، ورغم أن الجهة صرفت لي مكافأة جيدة كما أن لدي معاشا تقاعديا، إلا أن المشكلة ليست في المكافأة أو المعاش بل في العمل، فمن الصعب أن يجلس المرء في بيته «معطلا»، بينما يرى أبناءه يغدون ويروحون لأعمالهم، وهو جالس في البيت ليس لديه ما يؤديه سوى التفكير في نهاية حياته، قلت له: لكن بإمكانك أن تبدأ حياة جديدة إما بالبحث عن عمل جديد أو بعمل خاص تشغل به وقتك، قال: لقد فكرت في ذلك، لكن معظم المؤسسات تطلب عناصر شابة، وتستغني عن الخبرة بالتكنولوجيا، أما عن العمل الخاص، فقد بقيت طول حياتي «وفيا» لعملي الوظيفي، فلم أستغل منصبي للتربح منه، ولم أفتح شركات خاصة، أو أحصل على رخص تجارية أؤجرها للآخرين وأنتفع منها، فقد أعطيت جهدي ووقتي لعملي، كما أن مجال تخصصي لا يناسب العمل التجاري، لو كنت مهندسا لاستطعت أن أفتح مكتبا هندسيا استشاريا، وربما وجدت شركة وطنية أو أجنبية توظفني لتستفيد من خبرتي السابقة، ولو كنت طبيبا لفتحت عيادة خاصة، ولو كنت قاضيا أو قانونيا لفتحت مكتبا للمحاماة أو الاستشارات القانونية، ولو كنت أستاذا جامعيا لفتحت مكتبا للاستشارات أو التدريب في مجال تخصصي، لكن ماذا تريد من مدير مدرسة سابق أن يعمل؟، أومن يريد أن يوظفه، أو سيستفيد من خبرته، ثم سألني صاحبي، هل تقاعدت: قلت ليس بعد، قال: احمد الله أنك لم تشعر بمرارة التقاعد! إن حالة صاحبي ليست الوحيدة في منطقة الخليج العربي التي بدأت تواجه مشكلة المتقاعدين الذين يتم نسيانهم بعد تقاعدهم، فقليلا ما يحظون بالاهتمام أو الرعاية، رغم وجود عدد من الجمعيات والروابط الخاصة بالمتقاعدين، لكنها محدودة، كما أن بعضها مقتصر على فئة خاصة كالمتقاعدين من الجيش أو الشرطة، أما بقية الفئات فلا يحظون باهتمام كبير، والمتقاعدون يكونون أحيانا ضحايا لبعض القرارات، فمن الملاحظ أن معظم دول الخليج العربي حين تقوم بتعديل وزيادة الرواتب فإن تلك التعديلات لا تشمل –المتقاعدين- في الغالب، وكأن زيادة الأسعار وارتفاع مستوى المعيشة مقتصر على الموظفين والتجار وحدهم! بينما يعاني المتقاعدون «مصيبتين!» الأولى ضعف المعاش التقاعدي والأخرى انخفاض قيمته الشرائية بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، كما أن فلسفة التقاعد في المنطقة العربية تختلف عما عليه في المناطق الأخرى، حيث إن الإنسان حين يصل لسن التقاعد لديهم تكون أسرته قد تقلصت إلى المتقاعد وزوجته، بينما ما زالت الأسرة العربية أسرة ممتدة، أي إن المتقاعد يعول أسرته بمن فيها من أبناء لم يستقلوا بحياتهم المادية، ولذا فكثير من المتقاعدين ينخفض مستوى إنفاقه على عائلته عن المستوى الذي كان عليه في أثناء وظيفته مما يؤدي إلى مشكلات داخل الأسرة، كما أن «ثقافة» التقاعد غير معروفة كثيرا في منطقتنا، أي إن المتقاعد لا يخطط لحياته بعد تقاعد من خلال إنجاز بعض المشروعات الشخصية كالسفر والمشاركات الثقافية والاجتماعية، مما يجعل المتقاعد يقضي وقته وهو ينتظر «رصاصة الرحمة»!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...