عدد المقالات 170
عندما أرادت أميركا أو لنقل «النظام العالمي» التخلص من القاعدة، وذلك بعد أن قضت الأخيرة على العدو الاستراتيجي الأول لأميركا وهو الاتحاد السوفيتي بسحق نفوذه في أفغانستان، دبرت فيلم الحادي عشر من سبتمبر، ولا شك لدي أنها كانت شريكاً في التخطيط والتنفيذ ليس بالضرورة بشكل مباشر ولكن عبر أدواتها المتبعثرة في الكرة الأرضية. فعلت أميركا كل ذلك بدم بارد حتى يتسنى لها فرش الأرضية الخصبة لطرح قانون الإرهاب للتصويت في الكونجرس وحتى يجد قبولاً بتفاصيله المخزية. وأول تفصيل مخزٍ إعلان بوش الابن في كلمته عن ضرورة إقرار قانون الإرهاب أنها «حرب مقدسة» ولكنه تراجع وقال «فهمتم كلامي خطأ» والجماهير أتباع للرئيس! وثاني تفصيل مخزٍ أنه لم يُتفق على تعريف للإرهاب ولم نهتم نحن المسلمون المعنيون بالقانون بالوقوف عند هذا التفصيل الذي يعتبر أصلا في تطبيق القانون، كيف نطبق قانوناً بمسمى لم يتم الاتفاق على تعريفه؟! وبعدهما تأتي الأخرى وأهمها ملاحقة الناس في غرف نومهم تحت ادعاء حماية الأمن القومي، وقد استيقظت مؤسسات المجتمع المدني من سكرة «الحاجة للأمن» على انتهاك صارخ للخصوصيات صار معه الشعار المهم للمرحلة «الحاجة للحرية» ولكن كان الأوان قد فات. المواقف الآن من حولنا لا تختلف في «التدبير اللوجستي» عما حدث في الحادي عشر من سبتمبر أو غيره من الكوارث المدبرة لأغراض سياسية وكانت مطحنة للجماهير لاستخدام الجماهير ذاتها في فرض قوانين تخدم الساسة. في مثل تلك الأحداث تتشابك الأمور وتختلط الحقائق بالدجل، والمتهم والبريء يعاملان ضمن مسطرة واحدة.. مسطرة «القوة» السياسية، ويصعب عند شدة اللغلط على المتابع العادي تفكيك وفهم القضية. إن الجماهير هي «المتابع العادي» والتي بأصواتها تتلاعب «دول الصناديق الانتخابية» وبدمائها أيضاً، مستغلين عاميتهم واستحالة قدراتهم على ملاحقة كل حدث وتحليله وتركيبه مرة أخرى لفهم ما وراءه، الجماهير حطب الساسة بكل الحالات. لكن المحلل المختص له قدرة ونظرة وإمكانات تختلف؛ لذلك الصحافي والمثقف والإعلامي عموماً مستهدف في كل أزمة للسيطرة على رأيه، وسأضرب لكم مثلاً: عندما غُزيت الكويت انكشف أن الملحق الإعلامي في السفارة العراقية ضابط ارتباط استخبارات، ولك أن تتخيل ماذا كان دور «غاسلو السيارات» عند الصحف؟! خلية تجسس على الصحافيين وخصوصياتهم وعناوينهم المسجلة في دفتر السيارة التي يأخذ مفتاحها لتنظيفها من الداخل، فكان أول المهددين الصحافيين الكويتيين لأنهم لوحقوا من الغزاة وبإرشاد الملحق الإعلامي العميل الذي يدير من السفارة خلايا التجسس على الإعلاميين، والدولة بحسن نية تدعوه على مآدب الأمراء والوزراء وتهديه ما لذ وثقل وزنه من الهدايا! بحثوا عن كل صحافي في عنوانه لإجباره العمل في الصحيفة التي كان يعمل بها ولكن بإدارة عراقية وبمبالغ مغرية جداً، عمل معهم بعض الوافدين ممن صنفوا متعاونين، ولكن لم يفعل الكويتيون، بل اضطررنا للتخفي في بيوت الأصدقاء غير المرتبطين بالصحافة أو الإعلام، والبعض غادر الكويت، وتفاصيل تحرق القلوب على الغفلة التي بسببها ضاع بالأسر والموت والاختفاء القسري حتى اليوم شباب البلد. كانت الكويت آنذاك تمر بأزمة سياسية بين الحكومة والمعارضة بسبب حل مجلس الأمة والعنوان الذي تعارف عليه عن تجمعات المعارضة «دواوين الاثنين» وكانت معلنة غير سرية، وبعد الغزو كان قادة تلك الدواوين وكبار المعارضين هم أول من أعلن الولاء في مؤتمر جدة للقيادة السياسية وجدد العهد وتمسك بالشرعية لحكم آل الصباح. ما سبق مختصر لمثل أنا شاهدة عليه للغبن الذي يمارس ضد الجماهير تجاه قضية بعد أن يقنعها السياسيون أنهم سيتخذون اللازم تجاهها وكل ما يتطلبه الأمر دعمهم «أي الجمهور» وتأييدهم، وتستعمل الأيدي العاملة المستوردة بلعبة قذرة في تغليب كفة على أخرى خاصة أن المرتزِق لا مصالح له إلا مع نفسه. الغزو العراقي على الكويت قصة يجب أن تدرَّس دهاليزها في المحافل السياسية. ما ذكرتُ من «تكتيك» بالطبع لا يمرّ على المحلل، بينما العامة لا تتوقف عنده لأنها منشغلة أو أُشغلت في: العمل والطعام والمنام والأمان وكثر الكلام الفارغ والاهتمام بالمظاهر والشراء حتى صرنا في الخليج الأعلى إنفاقاً على الاستهلاكيات، ولتحقق السلطة نظرية «الجمهرة لصالحها أو اللوبي» كل ما يتوجب عليها أن تلعب على وتر الأولويات وتقدم «الأمن» على ما عداه؛ فيتحول المواطن إلى نعجة في حظيرة كل همه بطنه وتناسله ومساحته في السكن ولا بأس أن ينام ويقضي حاجته في المربع ذاته إن كان هذا ثمن الحفاظ على الأمن. الأمن استبدل بالحرية، وهذا الآن ما يفعله النظام العالمي بعد أن شب بأرضنا الحروب والأرض المحروقة، أن يقنعنا بالعيش ضمن الأمن والأخذ من الحرية المتاح «في حدود تحقيق الأمن». فما رأيكم أيها الجماهير؟ •  @kholoudalkhames
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...