


عدد المقالات 395
أستطيع أن أزعم دون تردد أن الصندوق الأسود لسجلّ كوارثنا يستمد مفردات محتواه من قاموس إيراني. فبحكم المنطق الداخلي للأحداث تكشّف حجم فشل محاولة صبية الاستخبارات الإيرانية عبر شبكاتهم امتطاء مهرة عربية جامحة لم يكونوا أهلا لركوبها في شوارع مملكة البحرين، أو شوارع الكويت. تلاها هجوم رئيس الأركان الإيراني فيروزبادي في مايو 2011م بالقول إن هذه المنطقة «كانت دائما ملكا لإيران» وإن «الخليج فارسي انتمى وينتمي وسينتمي دائماً لإيران». لقد انجلت الغمة من سماء البحرين بعد أن حققت قوة درع الجزيرة أهداف خطتها الأمنية البحتة، حيث لم يكن لها أهداف على الصعيد السياسي في الساحة البحرينية، كما روجت أطراف تشغل طهران حيزا كبيرا من أفقها. لهذا ستنعقد بعد أيام قليلة طاولة الحوار، بمشاركة قوى تمثل كل أطياف الشارع البحريني، بنسبة تأكيد مشاركة %94 من قبل الذين وجهت إليهم الدعوات من الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة، ولهذا جاء الإعلان عن انسحاب أو إعادة انتشار قوات الدرع. وسواء كان انسحاب قوات الدرع من مملكة البحرين الشقيقة ابتداءً من الاثنين المقبل 4 يوليو 2011م كليا أو جزئيا أو لإعادة توزيعها (REDEPLOYMENT) -والذي يعني عسكريا سحب القوة وإعادة نشرها بمهمات جديدة وفي أماكن مختلفة للحصول على نتائج أفضل مما سبق- فهو مؤشر على أن القوات البحرينية قادرة على تأمين الوضع وتدعيم الاطمئنان في نفوس المواطنين، وهو من جهة أخرى نجاح لدول مجلس التعاون في تطبيق مبدأ الأمن الجماعي، ومعاهدة الدفاع المشترك. ورغم ما شاب عملية الانفتاح في البحرين في البداية من شد وجذب غير مبرر على أصعدة تميزت بقصر النظر الاستراتيجي، فإن ما جرى في جانب منه قد أثلج صدر العسكري الخليجي حين حقق ما تدرب على تنفيذه في تمارين مشتركة منذ منتصف الثمانينيات. تغادر قوات الدرع البحرين كما يغادر الصقر وكره ليعود كما يشاء، باحتشاد البحرينيين لشكرهم فيما يشبه ما استقبلوا به حين قدومهم بالأعلام والزغاريد. فمنذ إعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة حالة السلامة الوطنية قبل ثلاثة أشهر، لم يقذف البحرينيون رجال الدرع بالقنابل الحارقة، ولم يسدد قناص خليجي طلقة لمتظاهر كما كان يحدث في بلفاست 1969م عاصمة أيرلندا الشمالية ضد قوات الاحتلال البريطانية، بل كان هناك تعاون كبير بين أهالي البحرين ورجال أمن الخليج العربي الذين جاؤوا لحماية ممتلكات البلد، وتأمين حياة مواطنيه، فانضوت القوات الخليجية تحت مظلة قوات حفظ النظام بإمرة قوة دفاع البحرين. فتحقق الأمن بسرعة أصابت الفتنة الخارجية في مقتل. زغاريد أهل البحرين في وداع بعض إخوانهم من منتسبي قوات درع الجزيرة التي قلبت موازين القوى في وجه صبية الاستخبارات الإيرانية كان لها صدى على الشاطئ الإيراني المقابل تمثل في إطلاق 14 صاروخ بالستي ضم «زلزال» و «قدر» و «شهاب 1» و «شهاب 2» و «فاتح 110»، والتي كان إطلاقها نهاية القسمِ الثاني من المرحلة الأولى من مناورات الوحدات الصاروخية في الحرس الثوري المسماة (الرسولِ الأعظم 6)، مما يعني أن عودة الأوضاع إلى طبيعتها في مملكة البحرين قد لا تعني بالضرورة زوال الخطر عن المنطقة، بل هي دافع لتركيب صندوق أسود جديد. www.gulfsecurity.blogspot.com
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...