التغيير ليس حلماً بل خطوات عملية

العالم بأكمله من حولنا في حركة مستمرة، فالحيوان والبحر والشجر وحتى الجبال تتحرك، وبما أننا جزء من هذا العالم المتحرك فلا بد لنا نحن أيضاً من أن نتحرك كي نحدث تغييراً إيجابياً لأنفسنا ولمن حولنا، فالتغيير حاصل لا محالة، وإن لم يغير الإنسان نفسه للأفضل فحتماً سوف يتغير للأسوأ. لكل منا سلبياته التي يود التخلص منها ولكل منا أيضاً أمنيات نود تحقيقها، فإن أردنا على سبيل المثال التخلص من الوزن الزائد لا بد من تغيير نظامنا الغذائي، وكي يصبح الإنسان متفوقاً دراسياً عليه تغيير أسلوبه في الدراسة، وبغض النظر عن الأمر الذي نهدف لتغييره، تظل منهجية التغيير واحدة وتتلخص في العديد من النقاط وأهمها ما يلي: أولاً: علينا وضع الهدف! وذلك يمثل اتخاذ القرار، قرار التغيير، قد يكون بعضنا أو معظمنا غير قادر على اتخاذ قرار التغيير بسهولة، ويعود ذلك إلى أسلوب تنشئتنا في الصغر وإلى النظام التعليمي، حيث كان الآخرون يقومون باتخاذ القرارات عوضاً عنا معظم الوقت في طفولتنا، ولكن يمكننا التغلب على ذلك، لأننا نمتلك الحرية الكافية والعقول التي تمكننا من اتخاذ القرار بيد أننا لا نعي ذلك، وقد يكون هذا السلوك «اتخاذ القرار» صعباً في البداية إن لم نكن متعودين عليه، ولكن مع الوقت وتكرار ذلك سوف يصبح طبعاً ملازماً لنا. ثانياً: علينا الاستعانة بالله والتوكل عليه والإكثار من الدعاء، فلا معين لنا سوى الله، أنما البشر أسباب لهم الشكر بعد الله. ثالثاً: العلم، عبر جمع المعلومات قدر المستطاع حول الهدف، فيمكننا أن نبحث في الإنترنت وقراءة الكتب والالتحاق بدورات تدريبية في هذا المجال، كما يمكننا استشارة العلماء وأهل الخبرة والتجربة للاستفادة من تجاربهم، سواء كانت ناجحة أم عكس ذلك، فهم يعلمون طريقة للنجاح نستطيع أن نستفيد منها، وطريقة للفشل يمكننا أن نتفاداها لاختصار الطريق. رابعاً: التغلب على المخاوف والعوائق، فعند كل تغيير وإقدام على عمل جديد، قد نستشعر بعض الخوف، وإن أنصتنا له سوف يتحول إلى تردد ثم تراجع ثم فشل، ولكن تجاهل هذا الشعور الذي يخالجنا قبيل كل نجاح مرتقب بحد ذاته يعتبر نجاحاً، ومع مرور الوقت سوف يطور الإنسان الحيل والخدع النفسية للتغلب على هذه المخاوف، مثل أن يقول لنفسه عندما يشعر بالخوف «نعم أستطيع» أو «إنه سهل»، وهنا لا حد للإبداع. خامساً: يجب تجاهل المعارضين والساخرين والمثبطين كي يسهل علينا النجاح، أولئك الذين ما زالوا كما هم منذ سنين، يخشون التغيير، ويخشون أن يروا إنساناً خالفهم وتغير ونجح، مثل هؤلاء لا ننافسهم ولا نجادلهم ولا نجالسهم كثيراً. سادساً: البيئة المحيطة التي تعتبر مهمة جداً للتغيير، وتتمثل في الصحبة التي تشجع الإنسان، كما يجب ممارسة الأنشطة المتعلقة بالهدف، مثل: قراءة الكتب، والمشاركة في الدورات ومشاهدة البرامج التلفزيونية في هذا الشأن، كذلك التحكم في وقت الفراغ أمر مهم، فوقت الفراغ دائماً ما يعود بنا إلى حيث كنا إن لم نسيطر عليه وننظمه، ومن الجوانب المهمة أيضاً في البيئة المحيطة هي القدوة الصالحة، فالقراءة كثيراً عن أشخاص لهم بصمة في هذا الموضوع والتعرف على تجاربهم ومجالستهم والتحدث معهم –إن أمكن- يضيف إلينا الكثير من المعلومات التي تثري تجربتنا. وختاماً: لا يجب أن ننسى الشكر، شكر الله أولاً، ثم شكر كل من ساعدنا، وكذلك شكر أنفسنا عبر المكافأة بأي شكل مباح، ولكن علينا أن نتذكر دوماً أن التغيير لا يقف هنا، فالتغيير الإيجابي يجب أن يستمر معنا ما دمنا نتنفس هواء هذه الأرض.