جمهور (الدوحة) و(ساحل العاج)!!

الجمهور عنوان الجمال في كل الرياضات لتحقيق أعلى درجات النجاح، وبما أن الحديث يتصل بكرة القدم فإن العاشق لها قد يتكبد المشاق والمعوقات مرة أو مرتين، لكنه سيتحفز للحضور والمؤازرة في المدرجات كلما كانت الإمكانات وسبل الراحة متوفرة، وهذا هو البارز وبقوة في بيئة ملاعب قطر. وقد شدني كثيرا البهجة التي اكتست الشيخ حمد بن خليفة (رئيس اللجنة المنظمة لكأس آسيا 2023)، وهو يتحدث لوسائل الإعلام بعد جولتين من مباريات المجموعات، مبينا أن الحضور فاق التوقعات بأكثر من 600 ألف وأن تذاكر بعض المنتخبات نفدت. وبالتأكيد سيكون أكثر بهجة وسعادة قبل بداية الأدوار الإقصائية، بحضور أكثر من 900 ألف مع نهاية دور المجموعات، مترقبين إقبالا أكثر يوازي تأهل 8 منتخبات عربية (نصف العدد) إلى دور الـ 16. النجاح المبهر (عالميا) لمونديال قطر 2022 جماهيريا وفنيا بعمل تنظيمي فاخر، زاد في قيمة أي بطولة في الدوحة، وهذا ما حدث فعليا في البطولة القارية الحالية (مونديال آسيا)، حيث سهولة الوصول للدوحة بمختلف الوسائل، وما يتوفر في ملاعبها بأعلى درجات الجودة وسلاسة التنقل بين الملاعب، وكذلك الفعاليات المصاحبة التي تجمع مختلف الشعوب ويتم نقلها عبر مختلف القنوات لمختلف الدول، وهذا ساهم في جذب السياح والاستمتاع بالبطولة. وطبقا لحديث الشيخ حمد، تم الاعتماد على الكوادر التي عملت في المونديال وبعمل كربوني لكأس العالم بمزيد من الحرص على تحقيق أفضل النجاحات. وبمزيد من البهجة والفخر، يستحق الجمهور السعودي الجائزة الكبرى بكثافته وقوة حضوره وتفاعله، بل زاد بتنظيف المدرجات بعد المباريات، وهي ميزة تم اكتسابها من الجمهور الياباني في بطولات سابقة، ولها أبعاد ثقافية تعمق الوعي والاقتداء بكل ما هو جميل. بالتوفيق لمنتخباتنا العربية، وأن تكون الكأس لنا في دوحة الانتصارات وكل ما هو جديد. في المقابل، كانت الانتقادات قوية وبارزة بحق ملاعب (ساحل العاج) التي تنظم كأس أمم أفريقيا تزامنا، وشاهدنا بعض المباريات مدرجاتها شبه خالية!! وقبل ذلك كان التذمر منذ مباراة الافتتاح رغم مشاركة منتخب البلد المضيف، بحضور نصف سعة المدرجات، وهذا مخيب للآمال. نأمل حضورا أفضل بما يرفع مستوى الأدوار الإقصائية آسيويًّا وأفريقيًّا.