


عدد المقالات 395
انطلاقاً من وعي شكّلته ثقافة المواجهة لأربعة عقود؛ صار من الصعب طرح فكرة الحوار بين إيران ودول الخليج، يدعمه وجود من لا يحب فكرة الحوار، وكذلك وجود من لا يحب فكرة مجلس تعاون يحاور طهران موحّداً، رغم أنها وحدة لها في نفس الخليجيين حفاوة خاصة رغم الأزمات الراهنة. ما يسهّل طرح فكرة الحوار، أصوات سمعناها مؤخراً عن الانفتاح على الحوار من ضفتي الخليج، التي بيدو أنها «بلعت العافية» فيما يتجاوز الانحناءات والغزل الدبلوماسي؛ بل -وهو المفيد- أنها وعت بأن العالم يشهد جملة من التحولات الجذرية على مستوى الدول، والذي سينعكس بالتالي على المشهد الدولي، وهي تحولات في السياسات الداخلية للدول. ويستشهد رئيس مركز الإعلام والدراسات العربية - الروسية الدكتور ماجد التركي، في استشرافه المشهد البريطاني، الذي سيتسارع في التغيير بعد اكتمال الخروج من الاتحاد الأوربي، لتنطلق لندن وفق مشروع وطني جديد. ومثلها مشروع روسيا 2024؛ فالمرحلة الروسية القادمة وضع لبناتها الوطنيون أنفسهم الذين قدّموا بوتن للمشهد الروسي. ولا حاجة لنا بالتذكير بمشروع ترمب «أميركا أولاً»، فهو ليس انكفاءً، بل انطلاق بأنانية وطنية؛ حيث يمكننا القول إن دول الخليج قد وصل بعضها إلى هذه القناعة. كما أن مما يدفع الخليجيين إلى الحوار توجيهات الرئيس ترمب لزيادة تقاسم أعباء الشركاء «Concept of burden sharing» عبر تقاسم تكلفة عمليات نشر القوات، وهو في تقديرنا مخالف لمضمون الاتفاقيات الأمنية مع واشنطن، ومخالف للقيم الأميركية التي ترفع شعارات الحرب من أجل السلام الدولي والحريات والعدالة والديمقراطية. كما أن من ريش مروحة الجنوح للحوار المتعددة، فقدان المصداقية لدى البيت الأبيض و»البنتاجون»، ومن يجادل فليرجع إلى عنوان «واشنطن بوست» يوم 9 ديسمبر 2019 «البنتاجون والبيت الأبيض يزيّفان واقع الحرب (الأفغانية) لعقدين من الزمن»، حول مَن الرابح في عمليات أميركا وعدد الخسائر الأميركية. وما يهمنا في الخليج هو ما حدث في قاعدة «عين الأسد» يوم 8 يناير الحالي، وتبجّح ترمب بأن قواته لم تتعرّض لخسائر بشرية، وبعد اضطرار «البنتاجون» للاعتراف بإصابات؛ فترمب يساير السياق التاريخي وتقليد مركزي متّبع للمؤسسة العسكرية وامتداداتها الإعلامية لاعتبارات حساسية الرأي العام الأميركي، دون اعتبار للحلفاء مثلنا، والذين هم مَن سيتلقّى الضربات الانتقامية. وقد «بلعت إيران العافية» بعد عز صيف 2019، حين أسقطت مسيّرة أميركية ولم يرد ترمب، وهاجمت سفناً في الخليج وخطفت سفينة بريطانية، حينها عرض ظريف على الخليجيين «معاهدة عدم اعتداء»، ثم حدثت الانتكاسة الإيرانية بفقدانها الجنرال قاسم سليماني؛ مما جعل طهران تترنّح تحت مصائب عدة، آخرها الموقف الأوروبي الذي أخذ منحى التقرب من واشنطن بدعوى أن إيران لا تجد حرجاً في التهديد بخفض التزاماتها النووية؛ وبناء عليه أصبحت معرّضة لتبعات تفعيل آلية فضّ النزاعات في إطار الصفقة النووية، وخطورة عقوبات أممية حادة. بالعجمي الفصيح يقول محاور إيراني: «بالحوار حالياً، نحن من يلقي طوق النجاة لإخراج الخليجيين من الابتزاز الدولي»؛ فيما نرى أن على طهران التقاط طوق النجاة بالمفاوضات، فما نطالب به ككتلة خليجية -عابرة للخلافات- بسيط لا يتعدّى عدم التدخل في شؤوننا ووقف تصدير الأزمات إلينا.
حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...
منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...
بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...
استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...
بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...
في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...
نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...
لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...
لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...
كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...
حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...
إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...