alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

القوة الجوية الخليجية المسيّرة

28 أغسطس 2019 , 01:45ص

قبل عقد من الزمن، لاحظ زائري المدني أن إحدى مباني الجيش قد كُتب عليها فرع البيولوجي والنووي والكيماوي، فقال: ما شاء الله، لدينا نووي. ولم يضع في نهاية جملته الخبيثة صوت تعجّب أو سؤال. فنهرته بنظرة مفادها: إن كنت تريد تجديد دفتر خدمتك الإجبارية فاسكت. فسكت. وبعد حين، تغيّر الاسم إلى فرع الدفاع ضد أسلحة الدمار الشامل، فخفّ وقع الاسم ولم يتغيّر الإيحاء. وفي زهو يتحدث محللون يمنيون عن القوة الجوية الحوثية المسيّرة، وكأنها بحجم الاسم الذي تحمله. وهنا نتوقف للقول إن الطائرات المسيّرة الحوثية واقع في سماء معركة اليمن لا يجب إنكاره؛ بل إن هذا الاستطراد قد يقود إلى توسّع لا يغلق قوسه؛ فمن الموضوعية القول إن الحرب اللامتناظرة هي سمة الصراعات في مطلع القرن الحادي والعشرين، ولولاها لما عاش شذّاذ الآفاق من «داعش» نصف عقد وهم يتصدرون أخبار العالم. ولولا الحرب اللامتناظرة، لما وثق حزب الله بنفسه ومهاراته لدرجة التدخل في حروب خارج لبنان في سوريا واليمن والعراق، ولولا الحرب اللامتناظرة لما استطاعت طهران ببرنامجها الصاروخي تعويض ما تعانيه من نقص في الطائرات، ولولا الحرب اللامتناظرة لما قلبت أنفاق الفلسطينيين العقيدة القتالية الصهيونية رأساً على عقب من السماء إلى باطن الأرض؛ فالحرب اللامتناظرة هي التي قادت أميركا ودول الغرب إلى تشكيل وحدات خاصة تقاتل مثل «داعش» بقواعد اشتباك متحللة من الأعراف التعبوية بل والأخلاقية أيضاً، والحرب اللامتناظرة هي ما دفع الحوثيين إلى الطائرات المسيّرة سلاحاً ضد دول التحالف العربي، ونجاح الطائرات المسيّرة هو ما دفع الولايات المتحدة والصهاينة إلى التوسع في هذا السلاح الجديد لمطاردة إرهابيي «القاعدة» و»طالبان» في اليمن وأفغانستان. أو كما فعل الصهاينة عندما أرسلوا طائرتين إلى الضاحية الجنوبية لتدكّ الطائرة الثانية المركز الإعلامي لحزب الله وتتلف الطائرة الأولى التي أرسلت ما صوّرته قبل سقوطها على الهدف. في مجال الطائرات بدون طيار، يقول هولاند مايكل Holland Michel مؤلف كتاب «Counter-Drone Systems» إن هناك سباقاً محموماً في صناعة الطائرات المسيّرة؛ لكن الصراع الأكبر هو على عمليات الاستحواذ على التكنولوجيا المضادة للطائرات بدون طيار وتطويرها؛ بل إن المضادات تستحوذ على أموال أكبر مما لصناعة الطائرات نفسها ضمن أحدث ميزانية لوزارة الدفاع الأميركية. والأسباب كثيرة، منها: - تصل تكلفة صاروخ «باتريوت» لإسقاط طائرة مسيّرة بـ 500 دولار، إلى حوالي مليون دولار للصاروخ الواحد. - تخطى عدد من الطائرات بدون طيار الأنظمة المضادة الثمانية التي تم نشرها في أولمبياد ريو عام 2016. ثم في عام 2017، أجرى «البنتاجون» مناورة للتدرب على التصدي للطائرات بدون طيار دامت 5 أيام، وفشل ما قدّمته الشركات المشاركة من الأنظمة الجوية المضادة في كثير من عمليات التصدي. - لا يمكن لإيران مثلاً أن تصنع طائرة تشبه الطائرات المقاتلة على ظهر الحاملة أبراهام لنكولن مثل «F-18»؛ فأجهزة التمييز في الحاملة تستطيع كشفها، بالإضافة إلى تكلفة صنع سرب منها لتتقرب به من الحاملة ثم تهاجمها؛ لكن الأمر مختلف مع الطائرات المسيّرة الصغيرة، حيث يمكن صنع كثير منها؛ بل ويتوقع الخبراء قصوراً في الأنظمة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار للتمييز بين الطائرة المسيّرة الحليفة والطائرة المسيّرة العدوة. بالعجمي الفصيح الاستدعاء الخاطئ -من جراء التلاعب بالمفاهيم لسَوْق المتلقي إلى قراءة ليست الوحيدة المحتملة للصورة- أمر مقبول في الأعمال العسكرية؛ لذا لا ضرر من أن ننشئ في أسلحة الجو الخليجية «فرع الطائرات المسيّرة»، ولو كان من باب التصدي لها وليس استخدامها، كما فعلنا مع النووي.

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...