حالة فصام شامل!

تعاني منه الحكومات والشعوب وكلاهما دخل على الآخر. الحكومة والشعب في «الشارع» معا ولكن ليسا «معا»! عليكم فك هذا «الطلسم» بمعرفتكم قرائي الأفاضل. فقط استعينوا بشبابيك منازلكم، افتحوها سترون بثا حيا للإجابة، معركة شعب يريد، وحكومات تحجب إرادته، والأوطان الساحة، وسلاح «الاثنين» مستورد من «جماعة البيانات إياهم»! ومثال على الفصام: البيانات الرسمية في ذيل كل اجتماع للحكومات، من يتتبعها يكتشف حقيقة إصابة الحكومات «بشد عقلي»! فهل يعلم صاغة البيانات أن الخطاب المكتوب مليء بالجهالة والصف بلا جدوى حتى البلاغي منها؟! هل أخبرهم أحد أننا ابتلعنا الخطاب الحكومي المرئي الشبيه بـ «مسرح العرائس» مع كثير من الماء لنمرره في حلاقيمنا ونحتاج قليلا من الاحترام في الخطاب المكتوب؟! أم مساكين لا يعلمون؟! لنحسن الظن. هم لا يدرون. فالبعير لا يرى «السنام» الذي يعيره به البعض بأنه نتوء يشوه جسده! كثير جدا والله على الشعوب تلك الجرعات المهيجة للآلام! نقرأ بياناتكم نعجب بها. ونعيش بأفعالكم نستنكر منها! إلى متى استخدام مصطلحات عامة. مطاطة. واسعة. متعددة المعاني. مضللة؟! هل هي كوميديا سوداء؟! إن كانت كذلك. فأظن الصائغ «كومبارس»! لأنه لم يصب كبد الهدف من «السخرية» من الشعوب بتلك البيانات. بل قلبها عليه فصدقتها ولم تضحك منها. غيروا «الصاغة» لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ويهدي لكم الشعوب ويرجعون عن أخذ بياناتكم بجدية ويعودون لرشدهم «كمواطنين» بالتعبير عن سخطهم في المسرح والمسلسلات. بل عليكم أن تسمحوا وتدعموا فنا جديدا يلهيهم عنكم. إنه فن «التنفيس السياسي» اتركوهم يقلدون الساسة ببرامج فكاهية ويضحكون منهم ويشبعونهم «إهانة» وافعلوا أنتم ما تشاؤون. ما رأيكم؟! إنه اقتراح «عميل» ضد الشعوب «موال» للحكومات! ما مناسبة المقال؟ بالأمس اطلعت على أحد «البيانات»، بالله عليكم ما معنى «تنمية شاملة في مختلف القطاعات الاقتصادية»؟! و «تكامل البنية الأساسية وتعزيز القدرات الإنتاجية بما يضمن إتاحة الفرص الوظيفية للمواطنين»؟! و «برامج عملية وفق جداول زمنية للانتقال إلى آفاق أرحب للتكامل والاندماج الاقتصادي بين دول المجلس»؟! و «حرصا من المجلس الأعلى على تحقيق تطلعات الشباب في دول المجلس والعناية بهم، واستثمار طاقاتهم، وتنمية مواهبهم، وجه المجلس بإجراء دراسة شاملة للتعرف على البرامج المنفذة في مختلف الأنشطة الشبابية في دول المجلس»؟! «حد يفهمنا يا اخوانا الكلام الكبير ده»! ارحمونا يا جماعة من التنظير. فقد كان وبات وأصبح وأضحى وصار مؤلما! لقد آن وقت التنفيذ. بل فات وعلينا الركض وقد نلحق به باستخدام «roller-skating» بعد أن قطع قطار الإنجازات مسافات يصعب معها بلوغه ونحن «نتبطح فوق البعير» مستمتعين بالرحلة تاركين له القيادة! ماذا نقول؟ تركتم القيادة للبعير فمتى تتوقعون الوصول؟! مع احترامي واعتذاري للبعير الذي له كرامة ونقدر عمله الذي خلق لأجله، وبالتأكيد ليس من ضمنها سباق القطارات ومعرفة وجهة الطريق! وأنا أقرأ الترهات في البيانات أصاب بحالة من الفصام. أضحك على ما هو مبكٍ، وأبكي على ما هو مضحك! نعم هكذا يحدث معي وأنا «مختصة» منغمسة في الشأن الصحافي، و «مغموسة» جبرا في وحل التناول السياسي والاقتصادي والاجتماعي و «بتاع كله» كتابة. فكيف بمن لا ناقة لهم ولا جمل؟! «ردينا على الجمل والناقة» فعذرا للبهائم زجهم ببشريتنا! أتريدون الحق؟ لا ألوم الحكومات ومصدري البيانات على حالة «الهزة العقلية» فحسب. الشعوب أيضا «مفصومة» معهم! لا تدري ماذا تريد من جملة «الشعب يريد»! أهي الديمقراطية؟ أم الحرية المطلقة؟ أم الثروة؟ أم التنمية؟ أم الفوضى؟ أم الاعتراض فقط؟ أم كل ما سبق وتجهل كيف فتصب جام سخطها على الحكومات التي تمتلك كل الإمكانات لتحقيق أحلامها ولكنها تجتمع وتصدر بيانات من «حبر وورق» فاعتبرتها الشعوب تآمرا عليها. وصارت تبطن في قلبها سرا. إن كلمة «التعاون» التي تستخدمها الحكومات بينها وبينه هي «تعاون» عليها؟! لا أدري.