الي معاه قرش يساوي قرش

المال هو سلعة يمكن استخدامها للتجارة وهو على شكل ورق أو معدن وقيمة المال تكتسب من قدرته الشرائية والتي تنخفض عادةً على مر السنوات... وكما سمعنا كثيرا بالعامية يسمى عصب الحياة.. وذلك لأهميته البالغة في تلبية الحاجات وتحقيق المنافع... وهو ما يساهم في تطوير الحياة بمنافعها وبنيانها اقتصادياً واجتماعياً من حكومة إلى فرد.. المال يستر كل عيب في الفتى والمال يرفع كل وغد ساقط فعليك بالأموال فاقصد جمعها واضرب بكتب العلم بطن الحائط نعم المال أساس كل شيء حميد ومرغوب.. وأيضاً هو من يعز ومن يذل... كلما حافظ الفرد على مصروفاته وأحسن التدبر فيها نجح في أن يعز نفسه عن الحاجة ومد يد العوز... كذلك يحدث في الدول ويثقل كاهل الحكومات عندما يهتز اقتصادها أثر حاجة مثل ما حدث في اقتصاد العالم خلال جائحة كورونا والحروب.. فيتداركون صحة اقتصادهم بكل السبل فيحدثون الضرائب وترتفع أسعار السلع وطرق كثيرة.. دائماً يجب أن يكون هناك مخطط للتشافي من هذه الأحداث التي تكون خارجةً عن الإرادة.. لذا يجب زرع الحفاظ على المال منذ الصغر وتعويد الأبناء على الادخار وحسن طريقة الصرف لبناء مستقبل مرفه لهم ولأسرهم.. وهذه الثقافة قديمة منذ الأزل ومن المعروف أن أصحاب الحضارات القديمة لا يملكون مكاناً عاماً لحفظ النقود كالبنوك مثلاً، وعليه فإن طرق دفن أموالهم وكنوزهم وإخفائها شائع ومعروف للجميع، حيث تختلف طرق دفن الكنوز بين مجموعة وأخرى.. وتُدفن أموالهم بطريقة بسيطة بجوار منازلهم أو داخلها في غرفة حيث لا توضع لها إشارة إلا نادراً... كذلك إذا كانت الأموال كثيرة تدفن في مزارعهم وأراضيهم أو خارج قراهم... أمّا إذا كان الفرد في قافلة أو مسافراً وخاف فإنه يدفن أمواله بوضع إشارة ليرجع إليها.. قال عن ذلك العالم الأمريكي «تي تي مونجر»: عادة الادخار أداة للتعليم في حد ذاتها، لأنها تعزز كل الفضائل، وتعلم إنكار الذات، وتنمي الشعور بالنظام، وتدرب على امتلاك بعد النظر، وتوسيع مدارك العقل.. نعم فعادة الادخار مهذبة ومعلمة للفرد في جميع تفاصيل أخلاقه وتعاملاته مع الغير وفي جميع مؤسسات المجتمع لضمانات حياة ناجحة له.. لهذا نرجو من الآباء زرع هذه الفكرة كحالة ثقافية توسع مدارك الطفل في مواجهة الحياة وكيفية التعايش الكريم فيها.. لأن الكثير من المجتمعات الخليجية تعاني هذه الفترة مع تدهور الاقتصاد وزيادة حالة الغلاء إلى نزولهم لحد الفقر وذلك لعدم تعويدهم على حسن الصرف وقيمة المال للمستقبل وصناعته لهم.. وهنا يشرح ستيف جونز عن قيمة المال مع قيمة العقل والجهد كيف أنها تجعل الأهداف تنجح وكما قال عن ذلك؛ الابتكار ليس له علاقة بكم الأموال التي لديك للبحث والتطوير، فعندما أنتجت شركة أبل جهاز ماك، كانت شركة «آي بي إم» تنفق أكثر 100 مرة على البحث والتطوير، فالأمر لا يتعلق بالأموال، لكنه يتعلق بالأشخاص الذين يعملون في الشركة، وكيفية قيادتهم. الفكر التجاري في هدف الكسب لا الإنفاق.. لهذا فالتنمية المالية والإدراكية معاً مهمة لتزرع في الطفل لضمان نجاح مستقبله ولنهضة بلده.. ودمتم.