alsharq

د. سعيد حارب

عدد المقالات 133

استنزاف إيران في سوريا!!

27 مايو 2013 , 12:00ص

من الأخطاء القاتلة التي ارتكبها النظام العراقي أيام صدام حسين بعد حربه مع إيران، أن القوة أغرته بغزو الكويت، فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث تم تحطيم القوات العراقية التي خرجت منهكة ومحطمة وفقدت كثيرا من قدراتها، ولم يتوقف الأمر على ذلك فقد تم استنزاف العراق مرة أخرى بالحصار حتى تم تحطيم ما بقي لديه من قدرات اقتصادية وبنى تحتية، وجاءت الحرب لتكمل الدور، وها هو العراق اليوم يقف ممزق البنى السياسية والاجتماعية، فهل يتكرر السيناريو مرة أخرى مع إيران؟ ربما كان الوضع في إيران أكثر تعقيدا بحكم البنية السياسية الإيرانية والحجم الجغرافي والسكاني، وكذلك القدرات العسكرية، فقد استطاعت إيران بعد حربها مع العراق أن تبني قدراتها العسكرية خاصة الصاروخية منها والأرضية، إضافة إلى برنامجها النووي الذي يثير مخاوف العالم من امتلاكها قدرات نووية قد تفضي إلى الأسلحة النووية، كما استطاعت إيران أن تتمدد سياسيا في المحيط القريب منها، بل تتجاوز ذلك إلى أماكن كثيرة من العالم، ولذا فإن الوضع الإيراني يختلف عما كان عليه العراق بعد غزو الكويت، ورغم الحصار الاقتصادي المفروض على إيران فإن تأثيراته بعيدة المدى، كما أن محاولة عزل إيران سياسيا لم تفلح، إذ استطاعت أن تتواصل مع الدول التي تضع نفسها في مواجهة أميركا مثل كوريا الشمالية وبعض دول أميركا اللاتينية، لكن إيران ارتكبت خطأ قاتلا بوقوفها الكامل مع النظام السوري، فقد وضعها أمام عدة حقائق، أولها انكشاف الموقف السياسي الإيراني أمام العالم، خاصة أمام أولئك الذين كانوا يعتقدون أن الثورة الإيرانية قامت ضد الظلم والطغيان الذي كان الشاه السابق يمارسه ضد الشعب الإيراني، فإذ بهم يجدون إيران «الثورة والدولة» تقف بجانب نظام يقمع شعبه الذي يطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة، وهي الشعارات التي كان الإيرانيون يرفعونها أيام ثورتهم!! أما الحقيقة الثانية فهي أن إيران لم تعد مقبولة في المحيط الإسلامي بصفة عامة بسبب «الحالة الطائفية» التي أفرزها موقفها المساند للنظام السوري، فقد بدأت الثورة السورية بمطالب سليمة عامة متأثرة بالوضع الداخلي السوري وبالثورات العربية المجاورة، ولم تتضح الصورة «الطائفية» إلا بعد ارتفاع المساندة الإيرانية للنظام السوري ورفع شعارات طائفية تبرر هذه المساندة، مما استدعى من الطرف الآخر أن يقابل هذه الشعارات بمثلها، واتضحت الصورة بعد التدخل الواضح والمباشر لمقاتلي حزب الله في لبنان، وهو الحليف المباشر لإيران، والذي لا يمكن أن يتحرك دون أمر مباشر أو دفع من إيران، ولذا فإن سوريا تشكل اليوم الميدان الأوسع لاستنزاف إيران، فالمساندة الواضحة للنظام السوري دفعت إيران لإلقاء ثقلها السياسي والعسكري والاقتصادي إلى جانب النظام السوري، فإيران التي تواجه وضعا اقتصاديا صعبا لم تتردد عن دعم النظام السوري بـ10 مليارات دولار منذ اندلاع الثورة، رغم أن الريال الإيراني فقد %70 من قوته الشرائية، وارتفع التضخم بنسبة %20، هذا إلى جانب المشاريع التي أقامتها إيران في سوريا ودفعت فيها الملايين من الدولارات والتي تم تدميرها بسبب القتال الدائر في سوريا. أما الجانب العسكري فإن التدخل الإيراني في سوريا يستنزف طاقتها العسكرية، فالجسور الطائرة المحملة بالأسلحة الإيرانية والتي طلبت المنظمات الدولية من العراق إيقاف عبورها من الأجواء العراقية حتى يتم التأكد من خلوها من الأسلحة، لم تتوقف بسبب التماهي العراقي مع الموقفين الإيراني والسوري، كما أن تدفق المقاتلين من إيران والعراق لم يتوقف لذات السبب، ولم يكن تدخل حزب الله في القتال ضد الثورة السورية إلا صورة لاستنزاف القدرات الإيرانية في المنطقة، فهذا الحزب الذي سجلت له مواقف شعبية مساندة بعد تحرير جنوب لبنان ثم حرب يوليو ضد إسرائيل، فَقَدَ هذا الرصيد من التأييد والإسناد الشعبي العربي والإسلامي بسبب تدخله في سوريا، وتأكدت لدى الجمهور العربي الصورة التي كان يرسمها المعارضون للحزب بأنه حزب طائفي قام لتحقيق الأهداف الإيرانية في المنطقة، ولم تعد صورة الحزب هي صورة المقاوم للعدو الصهيوني بل أصبحت صورة المقاوم لحق الشعب السوري في الحرية والعدالة، ومع الخسائر التي مُني بها الحزب خاصة بعد أن دفع بالنخبة من قواته وهي التي كان يعتمد عليها في المواجهة مع إسرائيل، تكون إيران قد فقدت رصيدا من قدراتها العسكرية التي كانت تحتفظ بها في المنطقة وتستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية، وبعد موقف حركة حماس من الثورة السورية ومساندتها لها، فإن إيران تكون قد فقدت الحليف «السني» الذي كانت تستخدمه للدلالة على عدم «طائفيتها»!! ومن هنا يمكننا أن نتصور «اهتمام» إيران بحل المشكلة السورية وحرص روسيا على حضور إيران مؤتمر جنيف الذي سيُعقد من أجل البحث عن حل للأزمة السورية، فإيران التي استُنزفت في سوريا تبحث عن مخرج لوقف هذا النزيف، كما تبحث عن نصيبها في «كعكة» التسوية السياسية مقابل ما خسرته بوقوفها إلى جانب النظام السوري، وهذا ما لا يرغب السوريون والمجتمع الدولي في تمكينها منه. لقد خسرت إيران كثيرا بسبب موقفها من الثورة السورية، لكن خسارتها وخسارة حلفائها ستكون أكبر إذا استطاع السوريون تحقيق أهداف ثورتهم.

بين «داعش» ودايتون!!

هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...

وجاء دور الإباضية

يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...

محاكم التفتيش «الإسلامية»!!

تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...

عندما يصبح الإنسان رقماً!

تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...

خطوة إلى المستقبل.. أيها العرب

ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...

هل ما زال «خليجنا واحداً»؟!

سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...

عام مضى.. عام أتى.. ما الجديد؟!

بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...

رمح الأمة

«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...

قمة الكويت.. وتطلعات الخليجيين

بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...

البلد المجهول!

أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...

أيام التعاون في السويد

شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...

إكسبو

تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...