عدد المقالات 170
ولسنا نبالغ إن قلنا: إن الدمار والقتل والدماء حدث ظاهرهُ البشاعة وباطنهُ التمكين. الأراضي السورية تتخضب بالأحمر، إنه لون إثبات الشرف لعروس سيحمل رحمها المولود الجديد، وهو العصر الذي سينهض بالأمة الإسلامية. لقد اصطفى الله الشام لتكون محكاً لثقة القلوب بمن رفع راية الجهاد حتى قيام الساعة، بأنه لن يخذلها وسينصرها ما دامت تنصره، ومنهج «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» هو الحق الذي لا حياد عنه عند المسلمين كافة. أما من يقاتل من أي ملة أخرى فهو يقاتل دون وطنه وأرضه وعرضه وحقه في الحياة، والله ينصر العدل والحق وإن كان طالبه مظلوماً مستضعفاً كافراً، ذلك لأنه مالك الملك لا مانح سواه، والفرق بين المسلم من غيره في التمكين أن الكافر له تمكين إلى حين في الدنيا إن عدل، والمسلم يمكن في الدنيا والآخرة إن عدل، ربنا لا يبخس أحداً عمله ويوفيه أجره كاملاً. ونظرة تحليل للمشهد السوري بعد أكثر من عامين على خروج الحق بوجه الباطل، فإننا نرى أن المنطق والحسابات كلها ضد النصر، ولكن الفوز للإيمان دائما ولو بعد كبوات. ومن الوقائع اللامنطقية للنصر، أولاً: الإرجاف الخليجي، ووضعته أولاً لأن الخليج يملك المال الذي يرجح كفة الوقت لمن للمعارضة أم للسلطة؟ والمال ينجح الحراك السياسي ويسند المفاوِض في المحافل الدولية، والمال أيضاً يمثل سببا في العدد الفارق في الجثث. ثانياً: التكالب الدولي، وإن برزت أصوات أوروبية داعمة للمعارضة وقفزت من سفينة أميركا وهيمنتها على قرار مجلس الأمن من جهة، ومن جهة أخرى محاولات روسيا اليائسة الاسترجال على أجساد أطفال سوريا، ومحاولة الاندساس بثوب اللاعب الدولي الذي لم تعد تملك لياقة تناسبه، وتتشبث بدور المؤثر رغم أنها تنازع، كفكرة دولة شيوعية، منذ انهيار الاتحاد بعد أن قضت عليهم أميركا بالحرب الباردة، وجمدت أصابعهم من التوقيع على أي معاهدة إلا برضاها غير المعلن، فروسيا الآن ليست إلا مسخ يشبه حكم الدول العربية الفاسد، ولكن بتاريخ لا يغير واقعها المتشرذم. ثالثاً: النخر من الداخل، وهو ما تفعله السلطة الفاسدة أخلاقياً، وقد شهد العالم الشريف والخائن منه، كيف فعل نظام الحكم في سوريا في شعب أعزل طالب بإصلاحات لتحقيق حقوق معيشية، كيف استهدف النساء والأطفال والشيوخ؟! حتى الجاهليون الكفار كانوا ينأون بشرفهم عن قتال المستضعفين ويعتبرون قتل غير المحارب عارا يلحق بفاعله إلى القبر وتأباه شيمهم حتى لا يعيرهم العرب به. رابعاً: التهديد بشحذ فتنة التنوع العرقي، وكلنا نعرف أن «مشروع دولة الطوائف» إذا تم تعبئة قلق طائفة على وجودها عبر تخوين طائفة أخرى، ذلك يؤدي حتماً للاحتماء في الجماعة التي تتشابه في الأهداف والدين، وتصبح حاضنة لبذرة التقوقع ضمن الفئة، وأيضاً هذا هو أول إسفين في نعش دولة التعددية العرقية والطائفية، وهو الأقوى من أي مؤثرات ومؤامرات خارجية. خامساً: حالة الهلع العام، العوز العام، الاستباحة العامة للإنسان والحيوان والنبات وكل شيء حيّ، وانعدام الدولة، وضع ليس من السهل على أي شعب عادي مجرد العيش بوجوده، فكيف يقاتل أيضاً؟! وهنا تكمن القوة التي منّ الله بها على الشعب السوري، وهنا أيضاً يبرز المشهد الخلاب. المشهد السوري الخلاب الذي أعنيه، والذي أراه كل يوم ماثلاً نصب عيني، كيف تُنبت بذور الدم أمة، كيف يتحول الرمل من باحة لعب لطفل إلى ساحة قتال، كيف ينهض الميت ليتشهد وينصب أصبعه باتجاه السماء، كيف تكتحل الزوجة بغبار أقدام زوجها المجاهد عندما يعود بلا موعد معروف فقط ليقول لها: إن النصر آت ثم يرحل من جديد. يتجلى المشهد السوري الخلاب، عندما تُدفن كل مظاهر الحياة في أرض الشام إيذاناً ببزوغ أخرى أبدية، أصلها في السماء وفرعها في الأرض، إنه النصر الإلهي ولا ريب فيه.
اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، وإن أحببتُ تسميتها وسائل التقاطع أدق وصفاً، بمقابلة الشيخ صالح المغامسي التلفزيونية، التي قال فيها أكثر من جملة مثيرة للجدل، ولا أحبذ إطلاق كلمة «فتوى» على كلامه، لأنه ليس كذلك. إن...
جانب من نهضة الفكر الغربي تعود للتوصل لاتفاق حول معاني المفاهيم للمصطلحات التي يستخدمونها، وأحد أوسع أزمات الفكر العربي أنه لا اتفاق على مرامي المصطلحات ولا تعريف متفق عليه.. عليها. والمصطلحات بين الساسة أزمة بحد...
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك لا يستطيع أن يبقى صامتاً إزاء قول عمدة لندن السابق بوريس جونسون بأن الاتحاد يسير على خطى هتلر؛ لأنه «وصف تعدي النقد السياسي»! دماء أطفال العالم العربي والإسلامي ونسائه وشيبته...
عرض في رمضان الماضي، أي هو إنتاج ما بعد ثورة 25 يناير, معلومة توفر الكثير من التفسير والتحليل لعدائية الخطاب ضد الإخوان المسلمين، وتقربه وحماسه لليهود وعدم الاقتراب إلى فكرة الصهيونية بتاتاً! حارة اليهود، جعل...
سألته أمه: كيف كان تقديمك في الاختبار؟ فأجاب: أنا أجدت الإجابة، لكن لا أعلم رأي الأستاذ! الإجابة تعكس فقدان أصل العلاقة بين المعلم والطالب، الثقة بعدالة الأول في تقييم فهم الثاني للمادة العلمية، لكن هل...
في سابقة هي الأولى من نوعها أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان بألفاظ صريحة ضرورة تضمن دستور تركيا الجديد قيم الإسلام لا القيم العلمانية. والبطل، وهي الترجمة العربية لكلمة كهرمان، يستحق أن نرفع له «العقال»...
تعتبر الكويت من أوائل الدول في الخليج التي تتميز بوجود «العقد الاجتماعي» أو كما يسمى «الدستور». وأول دستور في الكويت كان في العام 1921 والثاني العام 1938 والثالث 1961 والرابع وهو الحالي صدر في الحادي...
لماذا تتطلع الشعوب المسلمة إلى زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك المملكة العربية السعودية، إلى أخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا؟ ثم لماذا تتابع وسائل الإعلام تفاصيل جدول أعمال الزيارة على صدر أولوياتها رغم...
قرأتُ بالأمس خبراً ظريفاً مفاده أن مجموعة من شباب قرية «أوزوملو» في ولاية «مرسين» التركية تظاهروا في قراهم رافعين لافتات تضم مطالباتهم وهي واحدة لا غير: الرغبة في الزواج من الفتيات التركيات. ويرجع ذلك لهجرة...
غريب أمر دونالد ترامب، هل هو فعلاً يعني ما يتبناه في حملاته الانتخابية؟! وهل الحزب الجمهوري موافق على تلك الحملة اللاأخلاقية؟! وما الخلفية داخل مؤسسة الحزب الجمهوري تجاه صعوده المرافق لاستهتاره بعراقة الحزب وتبني خطاباً...
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تصوير منزلي لا يتعدى العشرين ثانية لأب كبل يدي وقدمي ابنه الذي لم يتعد الخامسة من عمره، ودأب يجلده بسوط ويعذبه وكأنه ليس ابنه بل حبسه وجوّعه! الحقيقة لم أعتد...
يسبق كل إعلان في وسائل الإعلام عن تفجير في ولاية من ولايات تركيا إعلان نية توجه رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أو رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إلى دول صديقة وجارة في زيارات رسمية بغرض...