عدد المقالات 133
من تابع المؤتمر الصحافي للقادة السياسيين الإسرائيليين نتنياهو وباراك وليبرمان بعد سريان اتفاق الهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لا شك أنه لاحظ آثار الموقف على وجوه الثلاثة، فرغم كلمات «الانتصار والقضاء على الإرهابيين وضرب مصادر الأسلحة للمنظمات الفلسطينية» فإن الوجوه كانت تعبر عن غير ذلك؛ فقد بقي نتنياهو معظم الوقت محنيا رأسه إلى الطاولة، أما ليبرمان فقد كان شارد الذهن بينما كانت نظرات إيهود باراك تجاه الجدار حتى لا تلتقي عينه بعيون الصحافيين، ويبدو أن العدوان على غزة لم يأت بالنتائج التي أرادها الإسرائيليون منه، بل كشف العدوان عن متغيرات جديدة في منطقة الشرق الأوسط لم تكن في حسبان القادة الإسرائيليين، أو أنهم كانوا يريدون اختبارها فجاءت النتائج لغير صالحهم، وليس تبدل موازيين القوى هو المتغير الوحيد في هذا العدوان، فرغم أن القوة الإسرائيلية المدججة بكل أنواع الأسلحة والتكنولوجيا قادرة على «مسح» قطاع غزة من الوجود كما يقول الساسة الإسرائيليون، فإن رد المقاومة الفلسطينية تطور عما كان عليه في عدوان عام 2008 فقد استطاع الفلسطينيون أن يصلوا إلى مناطق لم يكونوا قادرين على الوصول إليها في تلك الحرب، فسقوط صواريخهم في تل أبيب والقدس وعلى بعد 80 كيلومترا كشف للإسرائيليين أن السنوات الأربع لم تمر على الفلسطينيين بلا نتائج بل عملوا على تطوير قدرتهم العسكرية التي مكنتهم من الوصول إلى مدن رئيسة داخل فلسطين المحتلة، ورغم محدودية تأثير الصواريخ الفلسطينية حاليا، فإن ذلك يعني قدرتهم على تطوير هذه الأسلحة خلال الفترات القادمة وتهديد أمن المدن والقرى المحتلة بصورة أكبر مما كانت عليه في هذه المواجهة، وهو ما لم يكن في حسبان المخطط الإسرائيلي، أما المتغير الثاني فهو تراجع دور السلطة الفلسطينية، فخلال العدوان على غزة لم تقدم السلطة أي موقف متميز بل كررت بياناتها القديمة برفضها العدوان على غزة شأنها شأن أي نظام أو حكومة أخرى، ورغم توجه بعض السياسيين الدوليين كالأمين العام للأمم المتحدة ووزيرة الخارجية الأميركية إلى رام الله ولقاء المسؤولين الفلسطينيين، فإنهم كانوا يعلمون أن السلطة لا تملك أي دور فيما يدور في غزة وهذا ما بدا واضحا من تحول الوزيرة الأميركية إلى القاهرة؛ حيث يوجد قادة الفصائل الفلسطينية لإتمام عملية الاتفاق على التهدئة ووقف العمليات العسكرية، وإذا كانت الحرب على غزة قد أضعفت من دور السلطة الفلسطينية فإنها عززت من دور الفصائل حيث وجد فيها الفلسطينيون «حاميا» لهم من العدوان الذي تشنه عليهم إسرائيل بين فترة وأخرى بينما تكتفي السلطة بترديد شعارات السلام والمفاوضات والذهاب للأمم المتحدة للاعتراف المنقوص بدولة فلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة. إن هذا التحول سيلقي بظلاله على المرحلة القادمة من العلاقة بين السلطة والمنظمات الفلسطينية والمقاومة خاصة في ظل إسناد رسمي من بعض الدول العربية والذي جاء نتيجة التحولات والثورات التي شهدتها بعض هذه الدول، أما المتغير الثالث فهو عودة الملف الفلسطيني إلى الطاولة الدولية، فخلال الفترة الأولى من حكم الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يعط الشأن الفلسطيني أي اهتمام يُذكر فقد انشغل بالهمّ بالاقتصادي الداخلي وبالمواجهة مع خصومه الجمهوريين لتمرير بعض مشروعاته التي وعد بها الأميركيين خلال حملته الانتخابية الأولى؛ ولذا بقي الشأن الدولي ثانويا في أجندة الرئيس أوباما إلا فيما يتعلق بأميركا مباشرة كسحب القوات الأميركية من العراق والوعد بسحبها من أفغانستان والاستمرار فيما يسمى بـ «الحرب على الإرهاب»، ومتابعة الملف النووي الإيراني، وبدا الغياب الأميركي عن الشرق الأوسط في قضايا مثل الثورة في ليبيا رغم الدور المحدود لأميركا ضمن حلف الأطلسي وكذلك غيابها السياسي عن أماكن مهمة مثل سوريا ولبنان واليمن وبعض الدول الإفريقية خاصة مع توجيه بوصلتها إلى الشرق الأقصى بعيدا عن الشرق الأوسط، أما القضية الفلسطينية فقد كانت غائبة عن الأجندة الأميركية، ما فتح الباب على مصراعيه أمام الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل لتنفيذ مشروعاتها خاصة الاستيطان في الضفة الغربية والتعنت في مسار عملية السلام، ولذا فإن العدوان على غزة أعاد الملف مرة أخرى وهذا ما بدا واضحا من الدعم الأميركي لإسرائيل، ثم تصريح «سوزان رايس» المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة إلى أن الرئيس أوباما سيرسل مندوبا خاصا إلى الشرق الأوسط لبحث القضية الفلسطينية، أما المتغير الأخير فهو إعادة ترتيب الأدوار بين بعض الدول العربية ففي الوقت الذي تراجع أو غاب فيه الدور السوري بسبب الخلاف مع حركة «حماس» فإن القاهرة أصبحت هي البديل عن دمشق بعد أن كانت القاهرة في عهد النظام السابق تشكل قوة ضغط على الفلسطينيين خاصة فيما يتعلق بالمواجهة مع إسرائيل، وهذا ما عبر عنه قادة الفصائل الفلسطينية حين امتدحوا دور مصر المتوازن في عملية الوصول إلى اتفاق للتهدئة، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه الدول الغربية، ولا شك أن الفلسطينيين كانوا يبحثون عن قوة عربية مساندة أو محايدة وهو ما وجدوه في بعض الدول العربية، ما دفع بقوى كحماس إلى التخلي عن تحالفها مع النظام السوري وهو الذي كان يستغل المنظمات الفلسطينية للترويج لموقفه الذي يصفه بـ «المقاوم»، وهذا التحول سيمكن الفلسطينيين بما فيهم السلطة من مرونة التحرك بعد أن كانوا مرتهنين لهذا النظام أو ذاك، لقد تغيرت المعادلات في الشرق الأوسط، وهذا ما لم يُدركه الساسة الإسرائيليون!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...