alsharq

ناصر جاسم المالكي

عدد المقالات 70

فطرة إنسانية

26 أكتوبر 2023 , 02:15ص

الحب فطرة إنسانية، وهو أمر حثنا عليه ديننا الحنيف، فهو محمود ومرغوب وفقًا لما ينظمه من ضوابط، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو للحب والرحمة والبعد عن البغضاء والشحناء، كما كان عليه الصلاة والسلام حريصًا على التصريح بحبه الصادق تجاه أصحابه وأزواجه ولا يرى في ذلك عيبًا أو نقصًا يفت من هيبته، ولا يخفى على أحد أن اكتمال إيمان المرء يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحبه لله ورسوله ولإخوانه، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلون الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا)) وقد أباح الإسلام الحب وحث عليه ما لم يكن ذميمًا يضر المحب والمحبوب والمجتمع بأسره، ومن هنا فالألفة والموافقة والمودة والمحبة لا غبار عليها، فهناك سر خفي يربط المحبين، والأرواح جنود مجندة كما قال صلى الله عليه وسلم. والشائع والمتعارف عليه أن المحب لا يرى عيوب محبوبه، وفي واقع الأمر فإنه قد يراها ببصره أو يبصرها ببصيرته، ولكنه يتغاضى عنها لشدة عشقه أو تعلقه بالمحبوب، ليس ذلك فحسب بل ويتقبلها منه دون سواه؛ فهي حميدة منه، وفي ذات الوقت ذميمة من غيره، وعلى النقيض وعندما تتفشى البغضاء وتتسع شرايين المقت في قلوب البعض تجاه الآخرين تراهم لا يرون منهم إلا كل عيب ونقص؛ فتعمى بصائرهم عن كل فضائلهم ومزاياهم، وكما أن الحب وفقًا لمعاييره الصحيحة يرتبط بالإيمان، فإن الشقاق والبغضاء تُقرب من الكفر.. ويتوجب الابتعاد عن الإفراط والتفريط في الحب والكراهية كليهما، بمعنى أن المغالاة في كلا العاطفتين لا شك البتَّة في عواقبه الوخيمة على الفرد ومن ثم المجتمع، فمن المقبول أن نغض الطرف أحيانًا عن بعض عيوب من نحبهم لكن دون أن يترتب على ذلك ضياعهم أو خسائر أليمة تلحق بنا وبهم، ومن الحكمة أن نتجنب مقت وكراهية الآخرين لا لشيء سوى عدم استساغتهم أو أن تعاملنا معهم يجتر ذكريات أليمة مكبوتة في اللاشعور من مكامنها، أو يستحضر صورًا وأحداثًا موجعة ومريرة مدفونة في اللاوعي، ودون جريرة أخرى منهم، فالله يغفر للجميع (إلا لمشرك أو مشاحن)، فالحقد والكراهية داء عضال قد يترتب عليه ظلمنا للآخرين وإهدارنا لحقوقهم، وما ذلك إلا ظلم لأنفسنا في حقيقة الأمر، وقد يصل الأمر بدفعك للانتقام من كل من (تظن) أنه عدو لك، ومن أمثلة ذلك امرأة تكره أي رجل يذكرها بزوجها الذي ظلمها، أو صاحب سلطة يكره موظفًا لديه لأن ملامحه تشبه شخصًا آخر سبب له غصة ذات يوم؛ فتراه يقسو عليه، ويتربص به، ويتصيد له الأخطاء، ومهما اجتهد هذا الموظف فهو ممقوت مغضوب عليه، ولا يليق بمسلم أن يبغض أخاه دون سبب لما يترتب على ذلك من ظلم وافتراء وإهدار للحقوق، فالتريث التريث في مشاعرنا، فالجنوح في العاطفة حبًا أو كراهية مدمر بلا شك. وخلاصة القول.. لا تجعل حبك يعمي ويصم، أي: يجعلك أعمى عن عيوب المحبوب أصم عن سماعها؛ فلا تبصر قبيح فعله، وترى القبيح منه حسنا، ولا تسمح لكراهيتك أحدهم أن تعمي بصرك وبصيرته عن مزاياه.. والله من وراء القصد.

إعمال الخواطر

بدأ الأعمال الخواطر.. والخيال هو دليل الواقع.. فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك..!! قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...

بين الواقعية والمثالية الزائفة

المثالية الزائدة المبالغ فيها (هي مثالية زائفة في الحقيقة) قد تضرك أكثر مما تنفعك.. لماذا وكيف؟!! - المثالية في واقع الأمر هي رغبة بعض الأفراد في معايشة نموذج حياة أو معاملات يتصوره في ذهنه، وقد...

بين الفهم والوهم

مبدأ الأعمال الخواطر، والخيال هو دليل الواقع، فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...

السعادة التي في خاطري

يظن الكثير أن السعادة في المال والمتاع والسيارات والقصور والنساء، ومظاهر الدنيا المتعددة، ويظنها البعض الآخر أنها في الجاه والسلطان والمنصب والوجاهة وغير ذلك، ويظنها آخرون أنها في الشهرة والصيت والجمال والإعجاب من الآخرين..، وهكذا...

ذكر الموت والآخرة

ذكر الموت والآخرة سمة العقلاء الأذكياء.. بل سمة الذين اصطفاهم الله.. لماذا..؟!! * أما أنه سمة العقلاء الأذكياء.. فهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يُكثر ذكر الموت والآخرة ويستعد لما بعد الموت.....

مفاتيح حل المشكلات

الواقع الذي يعيشه الناس ممتلئ بالمشكلات والأزمات المتنوعة والمتعددة في كل زمان ومكان ومجال.. وتلك هي سنة الحياة التي أرادها الله..، وذلك هو مَكْمَن الاختبار في هذه الحياة الدنيا الذي يتباين فيه الناس ويتفاوتون من...

الخلع.. والتفسخ الاجتماعي !!

انتشرت ظاهرة الخُلع بين الأزواج والزوجات حتى صارت تهدد استقرار الحياة الأسرية ومن ثم الحياة الاجتماعية برمتها...فما الأسباب وكيف المخرج؟!!! * كثيرة هي الأسباب ...لكن نذكر بعضها أو ما اشتهر منها...ومن تلك الأسباب: التخلي عن...

المسؤولية التضامنية ورعاية المشاعر...!!

حين تعيش الأسرة متباعدة المشاعر مُتخلِّية عن المسؤولية التضامنية فيما بينها... ويصبح كل واحد في وادٍ وحيدًا مع همومه ومسؤوليته... فسيؤدي هذا إلى ضعف روابط الحب والمواساة والتعاون والإحساس بالآخرين فيما بين أفراد الأسرة الواحدة.....

قيمة المرء

حكمة أطلقها سيدنا علي رضي الله عنه.. قال: ( قيمة كل امرئ ما يُحسن) اجعل أفعالك الحسنة تتحدث عنك... لا تتحدث أنت عن نفسك.. تلك من صفات الشخصية الواثقة المتزنة المتواضعة، فهي لا تحتاج أن...

مسؤولية تضامنية

نسمع أحيانًا من البعض لفظ (غير متربِّي)، بعضهم إذا رأى شخصًا سلوكه منحرف فتجدهم يطلقون عليه هذا اللفظ. وياللعجب!. لماذا اللوم فقط على الوالدين؟ أو لماذا نطلق الألفاظ جزافًا ونتهم أناسا بعدم التربية دون أن...

العاقل.. الحياة الحقيقية

العاقل الذكي الحكيم الموفق هو الذي يعرف الحكمة من وجوده في الدنيا.. ويعرف أين تكون الحياة الحقيقية، وكيف يعمل لها؟ العاقل هو الذي يدرك مراد الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الكَيِّسُ مَنْ...

أشد أنواع الكبر

العُجب بالنفس أشد أنواع الكِبْر.. والكِبْر أقوى أسباب الفساد في الأرض.. وأعظم مانع من الجنة بعد الكفر! الكِبْر الذي هو أصعب أنواع أمراض النفس وأخطرها.. إذ هو وراء معظم الأخلاق الفاسدة، والجرائم الإنسانية على الإطلاق.....