


عدد المقالات 133
تفخر كتب التاريخ العربي بأن العرب خرجوا من اليمن بعد انهيار سد مأرب وتوزعوا في آفاق الأرض، لكن –يبدو- أن العرب قد نسوا اليمن منذ خروجهم منه ولم يعودوا يشعرون بـ «الانتماء» إلى الوطن الأم، فالدلائل تشير إلى أن كثيرا من العرب لا يتذكرون اليمن إلا مع الأزمات، لكن تلك الأزمات لم تدفعهم لعمل شيء من أجل «وطنهم الأم»، فعدا الوضع الاقتصادي والتنموي الذي يعيشه اليمن والذي جعل منه واحدة من أكثر عشر دول فقرا في العالم، فإن اسم اليمن لا يرد في الأخبار إلا مقرونا بالصراعات القبلية وخطف السياح واقتناء السلاح، لكن بعيدا عن ذلك «النسيان» أثبت اليمنيون أنهم ليسوا أقل من غيرهم من الشعوب الطامحة للحرية والتقدم والتنمية، بل أثبت اليمنيون أن مقولة «الحكمة يمانية» لها أصل في هذا الشعب، فرغم مرور سبعة أشهر من الثورة والاعتصامات والمواجهات في ساحات اليمن وشوارعها ومدنها فإن اليمنيين لم ينزلقوا إلى حرب أهلية شاملة، كما كان الجميع يتوقع منهم، رغم محاولات النظام جرهم إلى هذه الحرب من خلال المصادمات مع القبائل أو محاولة وضع القبائل في مواجهة بعضها، وقد قدم اليمنيون العشرات من الضحايا خلال ثورتهم في غير تراجع أو تغيير لمواقفهم ليؤكدوا على سلمية ثورتهم، لكن لا أحد بالمقابل يجزم بأن اليمن لن يدخل في حرب أهلية إذا رغب النظام جر البلاد إليها للخروج من مأزقه، أما الثورة في اليمن فقد أعطت بسبعة أشهر من سلميتها ومئات الضحايا أنها ثورة سلمية «حتى النخاع»، وهم مصرون على المضي بهذه الثورة حتى النهاية لأن اليمنيين يعلمون أن هذه الثورة هي طريقهم للخروج من قعر التخلف، فمشكلة اليمن ليست مشكلة سياسية فقط، بل هي مشكلة تنمية، إذ يرى اليمنيون أنهم يملكون من الطاقات البشرية والمادية ما يمكنهم من تطوير بلدهم وتقدمه وهم لا يطمحون في منافسة دول العالم الأول لكنهم لا يرغبون أن تعيش أجيالهم القادمة وهي تحمل سمة العالم الثالث، كما أنهم يرون في نظامهم السياسي عائقا دون تحقيق هذا الطموح مع أنه أخذ فرصته في ثلاثة عقود من الزمن من أجل أن يعمل لتطوير هذا البلد وهي نفس الفترة التي حصل عليها «مهاتير محمد» في ماليزيا و «لي كوان يو» في سنغافورا فأين وصل كل طرف؟!! ومن هنا لا يمكن النظر إلى الثورة اليمنية من واجهتها السياسية فقط بل لا بد من الإحاطة بالجوانب الأخرى، في وقت يشعر فيه اليمنيون أن «الربيع العربي» قد حل وما لم يتنسموا روائحه ويقطفوا بعض أزهاره فإنه سيبقون في خريف دائم تتساقط آمالهم فيه، كما تتساقط أوراق الخريف، لكن غاب عن اليمنيين أنهم يعيشون في «الوطن المنسي»، فالعرب الذين تداعوا إلى جامعتهم العتيدة من أجل تجميد عضوية ليبيا عند بدء ثورتها وفتحوا للحلف الأطلسي نوافذ الفضاء الليبي لمواجهة الجرائم التي كان القذافي وكتائبه يرتكبونا في ليبيا –هؤلاء العرب- لا يرون لليمنيين من خروج سوى بوابة «المبادرة الخليجية» وهي البوابة التي دخلتها القوى السياسية اليمنية وتعنت النظام في الموافقة عليها تارة باختيار من يوقع عليها، ومرة أخرى في مكان التوقيع وثالثة في تغيير بعض الشروط، وهي لعبة أقرب إلى لعب الأطفال في ساحة الحارة أو الحي لا تليق بمصائر الشعوب، وما زال النظام «يماطل» من أجل مزيد من الوقت لأنه يعلم أن لديه بعض الأوراق التي يمكن أن يستخدمها في تمديد عمره الزمني، ولعل أول هذه الأوراق هو التخويف بـ «فزاعة القاعدة» فهذا التخوف كان وما زال مصدر «رزق» تنهال بسببه المساعدات والأموال التي -يقول خصوم النظام- إنها لم توظف في مواجهة هذا التنظيم وإنما وظفت في المصالح الخاصة ولمواجهة الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب، وبقيت لعبة القاعدة مصدرا للابتزاز السياسي، بل يذهب بعض المعارضين لاتهام النظام بأنه هو الذي مهد للقاعدة وتغافل عنها حتى يبقى اللاعب الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في مواجهة هذا التنظيم، ولذا فإن القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية تعتبره «الضمان الوحيد» الذي يمكن أن يقف في وجه القاعدة خاصة في حالة عدم تبلور بديل واضح وقادر على تلبية المتطلبات الأميركية في هذه المواجهة، ولم يقتصر الأمر على القوى الدولية فقط بل إن دول الإقليم ما زالت تعتقد بقدرة النظام على هذه المواجهة، ولذا فهي لا تستطيع أن تقفز إلى المجهول في حال التخلي عنه، ولذا قدمت دول الخليج مبادرتها سعيا منها لنقل سلمي للسلطة وللمحافظة على استقرار اليمن، وفي كل الأحوال غاب عن الجميع القوى الفاعلة على الساحة اليمنية، وهي القوى الشعبية الجديدة، فالحوار حول المبادرة الخليجية ما زال محصورا بين النظام والقوى المعارضة التقليدية، وهي القوى المشاركة في الثورة اليمنية لكنها لا تمثل هذه الثورة بصفة عامة، وهذا ما سيؤدي إلى انتقال الصراع إلى داخل مكونات الثورة في حال انفردت قوى المعارضة باتخاذ القرار بشأن المبادرة الخليجية، وهي المحاولة التي راهن عليها النظام عند عرض المبادرة الخليجية في مراحلها الأولى قبل محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس علي صالح، لكن الموقف قد تغير خلال الأشهر الثلاثة التي غابها الرئيس في العلاج، فسبعة أشهر لم تثنِ المرابطين في ساحات المدن عن هدفهم بل زادتهم إصرارا، كما أن الدم الذي سال خلال هذه الفترة دفع بالثائرين إلى رفع مطالبهم مما سيعقد من قضية التفاهم حول نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية، ويحتم إعادة رسم معالم لعبة «عض الأصابع» بين النظام والثورة وهذا يتطلب حضورا خليجيا وعربيا أوسع وربما كان من الأولى أن ينظر العرب، وفي مقدمتهم الخليجيون إلى الشعب اليمني أكثر من نظرتهم إلى أشخاص محددين، فلم يعد اليمن بعد الثورة بـ «الوطن المنسي»!!
هل تكون «داعش» أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، سبباً في حل المعضلة السورية؟ للإجابة على ذلك تذكروا اتفاق «دايتون» الذي أنهى الحرب في البوسنة والهرسك، فقد بدأ القتل في البوسنة في أبريل...
يبدو أن محرقة الصراعات الطائفية والمذهبية لن تدع أحدا في بلاد العرب والمسلمين، فهذه المحرقة التي تضم تشكيلة من الصراعات التي لم تشهد لها الأمة مثيلا إلا في عصور الانحطاط والتخلف عادت مرة أخرى تقذف...
تتوقف ثلاث شاحنات خالية، يتقدم أحدهم حاملا رشاشا بيده، يلتفت إلى الشاشة لتبدو هيئته المتجهمة التي يكاد الشرر يتطاير منها، وتلف وجهه لحية كثة كأنه أراد من هذه الالتفاتة أن يبرز هويته، ثم يتجه إلى...
تعودت أن أتصل به كلما احتجت لحجز تذكرة سفر، كان يبذل أقصى جهده من أجل الحصول على أفضل العروض بأقل الأسعار، وانقطع التواصل معه بعد دخول التكنولوجيا في حجز التذاكر، بل في كل إجراءات السفر،...
ما هو مستقبل العرب؟ سؤال يبدو مشروعا ونحن ندخل عاما جديدا، حيت تتمثل الإجابة في أن الواقع الحالي لا يمثل النموذج الذي يصبو له العرب ولا يتناسب مع معطيات الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فلا...
سيكون عام 2013م من أكثر الأعوام تأثيرا على الخليج العربي، فلأول مرة منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي، يشعر الخليجيون أن «خليجهم ليس واحدا»، فقد بدا واضحا حجم الخلافات بين دوله الأعضاء، فعلى الرغم من البيانات...
بعد أيام سندخل عاما جديدا وحالة العالم «لا تسر عدواً ولا صديقاً»، فقد ازداد فارق الفقر بين الدول، كما ازدادت مشكلاتها وحروبها، وتلويثها للبيئة، وقضائها على الطبيعة، وتقسم العالم إلى شرق وغرب وشمال وجنوب، بل...
«خلال حياتي نذرت نفسي لكفاح الشعب الإفريقي، لقد كافحت ضد سيطرة البيض وكافحت ضد سيطرة السود واعتززت دوماً بمثال لمجتمع ديمقراطي حر يعيش فيه كل الناس معاً في انسجام وفرص متساوية، إنه مثال آمل أن...
بدعوة كريمة من وزارة الإعلام بدولة الكويت الشقيقة، شاركت مع عدد من الزملاء في زيارة الكويت ولقاء بعض المسؤولين الكويتيين، حيث خرجت الكويت من قمة ناحجة هي القمة العربية الإفريقية، وهاهي تحتضن غدا القمة الخليجية...
أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلى أيام مجلس التعاون في السويد، ذلك البلد المجهول لكثير من سكان المنطقة رغم التواصل المبكر بين العرب والبلاد الإسكندنافية ومن بينها السويد التي وصلها الرحالة السفير ابن فضلان عام...
شهدت العاصمة السويدية –ستوكهولم- خلال الأسبوع الماضي حضورا خليجيا تمثل في أيام مجلس التعاون في السويد، حيث شارك مجموعة من الدبلوماسيين والباحثين والأكاديميين الخليجيين يرأسهم أمين عام مجلس التعاون الخليجي، في حوار مع نظرائهم السويديين،...
تستعد مدينة دبي بعد غد لتلقي نبأ مهما في مسيرة تطورها، إذ ستقرر اللجنة الخاصة بمعرض إكسبو الدولي، المدينة المؤهلة لاستضافة دورة المعرض المقررة عام 2020، حيث تتنافس أربع مدن على استضافة المعرض، وهي مدينة...