alsharq

د. ظافر محمد العجمي

عدد المقالات 395

ترمب وخامنئي بين البوكر والشطرنج

26 يونيو 2019 , 02:20ص

تعلمت الشطرنج، لكنني لست لاعباً دائماً، ربما -كما قال غاندي- لأني لا أحب أن يفنى جيشي بأكمله من أجل ملك واحد؛ كما لم أحب لعبة البوكر حيث تمتزج أفكار لاعبها بوجدانه فيغضب ويفرح كالمجنون بوتيرة غير طبيعية بين لحظات سحب ورقة وإلقاء أخرى. وهذه الأيام، لا يمكن أن يتجاوز المراقب حقيقة أن ما يجري بين طهران وواشنطن هو صراع إرادات بين كهلين من الرجال، هما الرئيس ترمب والمرشد خامنئي. دع عنك القيم الديمقراطية أو نظام الشورى الذي يقول إن قرار الحرب عند الطرفين جماعي وليس فردياً. فما يجري هو صراع بين ثقافتين متناقضتين؛ فثقافة خامنئي عقائدية متمسك بها لكونها قديمة ومجربة لقرون، ولا خيار فيها غير الإيمان المطلق بثوابت المعتقد. أما ترمب، فمن ثقافة برجماتية حديثة، يتصدر أدواتها المنهج التجريبي فيملك حق إطلاق عنان المقاتلات ثم إرجاعها إلى قواعدها بعد عشر دقائق، وتلك رفاهية ذهنية لا يملكها خامنئي. فالرئيس ترمب يديرها وكأنه يلعب البوكر، فتلك طبيعته وشخصيته. لكن من قوانين البوكر وضع الرهان إن كنت تثق أن لديك الأوراق الأقوى. لكن ترمب متردد ولم يراهن على الكل، وهو الهجوم الشامل؛ بل وضع حاملة الطائرات خارج هرمز. كما أن لاعب البوكر إذا كان غير واثق مما في يده فلا يغامر بالرهان وينسحب من الجولة. ولعل هذا ما فعله ترمب حين سقوط الطائرة المسيّرة، حيث هدّد وأزبد ثم تحول إلى البحث عن الأعذار للإيرانيين. وربما هي حيلة بوكر، فإذا كانت أوراقك ضعيفة لكنك تريد المواصلة؛ فعليك بالمراوغة. وحتى إذا تحوّل ما يجري إلى لعبة بوكر، فاللعب ليس في صالح واشنطن؛ فالأوراق التي في يد ترمب ضعيفة؛ لأنها مكشوفة تُظهر أن واشنطن تتبنى فكرة الردع. لكن ما جدوى الردع إذا كان القائد العام يكشف السر بقوله لن نحارب؟ وثاني أسباب الخسارة أن لا مسدسات مع «الكاوبوي» الجالس على الطاولة، فهو يريد الحرب دون تكلفة. أما ثالث الأسباب، فهو أن إيران تعرف حدود ترمب. لذا، لم تتردد في إسقاط الطائرة المسيّرة بعد اعتراض خمس ناقلات حتى الآن. أما خامنئي، فيدرك صحة القول إذا أردت أن تقتل رجلاً فعلّمه الشطرنج، فهو يلاعب الأميركان كأنه يدير لعبة الشطرنج الاستراتيجية التي يلعبها لاعبان فقط. فهو مركّز على لعبة معقّدة بيادقها في سوريا والعراق واليمن ولبنان ويحرك فيلاً في الدول الأوروبية وقلعة في الصين أو روسيا، ليبقى الملك -وهو نظام الملالي- دون موت أو أسر. لكن دقة التركيز على منع سقوط (النظام/ الملك) أفقدته التركيز على الطبقات الإيرانية قرب الرصيف، فأهمل القطع وصار جل اهتمامه ليس الأزمة الاقتصادية؛ بل جعل ترمب في حالة دفاع فقط عن الناقلات والطائرات المسيّرة. بالعجمي الفصيح من مصائب الرئيس ترمب، أن لعبة البوكر الأكثر شيوعاً المسماة «تكساس هولديم» (Texas Hold’em) التي بدأت في 1900 ثم شملت العالم، يعود أصلها للعبة «ناس» الإيرانية التي وصلت أوروبا في الحروب الصليبية وسُمّيت «pochen» في ألمانيا. فكيف سيغلبهم في ما اخترعوه؟ حيث لا يبقى له إلا تغيير قوانين اللعبة.

وكالة الفضاء الخليجية

حتى وقت قريب، كنت أعتقد أن تقويم و»مرصد العجيري» هما أكبر طموح لنا في الكويت مع الفضاء الخارجي، حتى وإن لم تتعدّى نتائجه تحديد الصيام والعيد في خلط بين علم الفلك وعلوم الفضاء، ثم اطّلعت...

الخليج بين الضمّ أو قيام إمارات عربية فلسطينية

منذ أن أعلن نتنياهو نيته البدء يوم الأربعاء الأول من يوليو 2020، تنفيذ مخططاته التوسعية من خلال ضمّ الضفة، والأسئلة في العواصم الخليجية تتوالى أكثر من التحركات، بينما نرى أن التصدي الخليجي لقرار الضمّ أقرب...

الخليج في النميمة السياسية لبولتون

بعد استنفاذها القيم الديمقراطية والحرية والعدل، أخذت أميركا تلقي في وجه العالم الكتل القبيحة الفائضة من حضارتها، فبعد تكشيرة قاتل جورج فلويد، وهو يتكئ على عنق الرجل المسكين بركبته، ظهرت ثقافة النميمة السياسية المدفوعة بالجشع...

قانون قيصر بين الخليج وسوريا

استخدمت عواصم خليجية عدة في فترات قريبة كلمة «الحكومة» بدلاً من «النظام»، لوصف قادة سوريا، ولم يكن الأمر بحاجة لإعادة طرح سؤال نزق إن كنا خليجيين أولاً أم تجاراً أولاً؟! والآن نعيد طرحه مع توسيع...

القتال في ليبيا أوصى به طبيب

بعكس كل دول العالم هذه الأيام، تقتل الحرب في ليبيا الشقيقة أكثر مما يقتل كورونا (كوفيد -19)؛ فإجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا وصل إلى 256 حالة فقط، حتى الأسبوع الأول من يونيو 2020. فيما...

ما بعد «تويتر»

في أواخر الثمانينيات تعرّفت على الكمبيوتر عبر جهاز «صخر»، وكان عبارة عن لوحة مفاتيح تشبكها بشاشة التلفزيون العادي. وفي 1993 اشتريت أول كمبيوتر «ديسك توب»، ولم أتصوّر أنا ولا حتى بيل غيتس أن هناك ما...

الكاظمي الخليجي

نجح مصطفى الكاظمي في نيل ثقة البرلمان، وأصبح رسمياً رئيس وزراء العراق؛ ولأن الخليج يعتبر الكاظمي أقرب إليه من أي مرشح آخر فقد تم الترحيب بتنصيبه من أعلى المستويات السياسية الخليجية علانية ولأسباب كثيرة منها:...

حان دور الوطن لحماية العسكر من «كورونا»

لم يعرف المواطن الخليجي الوقوف في صفوف إلا في الصلاة، ومن نعم الله أن المواطن الخليجي لم يعتد الوقوف في الطوابير، وقد طوّعتنا جائحة «كورونا» لتفهّم ثقافة الطوابير، رغم أن طوابيرنا لا تُقارن بطوابير البؤس...

هل العالم جاهز للهجوم على «كورونا»؟!

لقد قتلت العالم وهو يواجه فيروس كورونا «19-COVID» تناقضاته، فهو لا يعرف ما يريد، هل يقاوم أم يستسلم أم يهاجم؟ فقد كنا في موقف الدفاع أمام الجائحة، متخندقين بالحجر المنزلي، وأسلحتنا متوافرة وسهلة لا تتعدّى...

صراعات ما بعد «كورونا»

كان ولا يزال لـ «كورونا» القدرة على خلق مناخات استراتيجية قابلة للاشتعال، فالنزعة الفوضوية التي طبعت تعامل العالم معها ستفضي بدول العالم إلى تبني نزعة عدوانية تنافسية فيما بينها للتعويض عن خسائرها، ويرى المفكر الأميركي...

الخليج والأمن الغذائي

حين اكتشفت أن بداوتي تهمة لجهلي رعي الإبل والغنم؛ عيّرت الرفاق بأن تحضّرهم تهمة بقدر تهمتي؛ لكن ذلك لم يكفِ. وكان لا بدّ أن أقفز قفزة حضارية؛ ولأن الزراعة هي خطوة تتلو الرعي، تقاعدت من...

الانسحابات الأميركية.. استراتيجية أم تكتيكية؟

إذا كانت التحركات الاستراتيجية هي الخطة الشاملة للوصول إلى الهدف النهائي، فإن التكتيك هو خطة جزئية لتحقيق هدف جزئي؛ فإن التراجع الأميركي في العراق أقل من الاستراتيجي وأعلى بكثير من التكتيكي أو ما يعرف بتكييف...