alsharq

ماجد محمد الأنصاري

عدد المقالات 269

إدارة أزمات العلاقات العامة.. الفن المفقود

26 يونيو 2012 , 12:00ص

قبل سنوات حضرت برنامجاً تدريبياً مخصصاً للمسؤولين الذين يتعاملون مع وسائل الإعلام -علماً بأنني لم أكن مسؤولاً إلا عن نفسي- بحيث يعد هذا البرنامج المشارك للتجاوب الإيجابي مع وسائل الإعلام خاصة عندما تعاني المؤسسة من أزمة علاقات عامة. البرنامج ركز على طبيعة البيان الصحافي الملائم لكل مرحلة وكيفية إدارة أسئلة الصحافيين وما إلى ذلك. ومع الأسف ما نشاهده من تعامل بعض المؤسسات الكبرى محلياً مع أزمات العلاقات العامة يدل على أن مسؤولي هذه المؤسسات لم يمر عليهم أي تدريب من هذا النوع. أزمة العلاقات العامة قد تطيح بمؤسسات كاملة فروبرت مردوخ حوت الإعلام تعرض لأزمة علاقات عامة قاسية خلال السنة الماضية اضطرته للاعتذار أكثر من مرة للشعب البريطاني وتعويض مختلف الأشخاص بل وإغلاق الصحيفة المتهمة بالتنصت على مسؤولين حكوميين ومشاهير بغية الوصول إلى سبق صحافي. راحت الصحيفة ضحية في محاولة لاحتواء الأزمة، وها هي الأزمة الآن توشك على الأفول بعد إدارة حذرة جداً للملف من قبل مردوخ نفسه ومؤسساته. أما على مستوى مؤسساتنا المحلية فهناك نمطان في التعامل مع أزمات العلاقات العامة، النمط الأول هو دفن الرؤوس في التراب والاختباء خلف المكاتب والدعاء الحثيث بأن تنتهي الأزمة دون ضحايا وأن يمر الإعصار من دون خسائر. هذا الأسلوب الذي تمرست بعض المؤسسات في استخدامه يقضي بحجب المعلومات أياً كانت وإيقاف التواصل مع وسائل الإعلام وعدم إصدار أي بيان لشرح الموقف، وقد كان هذا النهج هو المثالي في زمان الإعلام التقليدي، بحيث أنك إذا أخفيت المعلومة يموت الموضوع وانتهينا ويا دار ما دخلك شر، أما الآن مع تويتر وغيره من أدوات الإعلام الجديد لم يعد هذا متاحاً، فالمعلومة التي تبخل بها حضرتك تجد أن آلافاً غيرك يتبرعون بها بكل سخاء ولا تدري من أين يبدأ خط المعلومة، ولا تستطيع سد كل ثقوب الجربة لمنع التسريب. وإن منيت بالقدرة على حجب المعلومة فتأكد أنك قد فتحت على نفسك أبواب جهنم، حيث ستنطلق الشائعات تنهش في جسد موضوعك حتى تصل إلى مرحلة لا يمكن إنكارها حتى لو تقدمت بالبيانات السليمة متأخراً. النمط الثاني الذي تتعامل به مؤسساتنا مع أزمات العلاقات العامة يقضي بأن تكشر المؤسسة عن أنيابها وتناطح كل من حولها من الناقدين والخصوم بل ووسائل الإعلام بحيث لا تبقي ولا تذر من باب «اغلبهم بالصوت» بحيث لا يبقى أحد واقفاً بعد انتهاء المؤسسة من حملة تكسير العظام. وهذا كذلك كان يجدي نفعاً في يوم من الأيام عندما كانت الغيلان المؤسسية هي الوحيدة التي تمتلك الأسنان الحادة والقرون الصلبة أما اليوم فإن تغريدة على تويتر قد تلاقي رواجاً أكثر من صفحة كاملة على الجريدة وأي تصرف من تهديد أو ضرر تقوم به المؤسسة تجاه أي طرف يجد طريقه إلى ساحات التواصل الاجتماعي فوراً وبدون تأخير، مما يفاقم المشكلة ويتسبب في فضيحة أكبر للمؤسسة. التعامل مع أزمات العلاقات العامة يحتاج إلى ثلاثة عناصر: الشفافية والمرونة والجرأة، بداية لا بد من إيضاح كل صغيرة وكبيرة ووضع كافة الأوراق على الطاولة لقطع الطريق أمام من قد يقوم بتشويه المعلومة أو بثها بروح سلبية، فمن يكشف المعلومة هو من يتحكم في طريقة عرضها. بعد ذلك لا بد من مرونة مع الحدث فإذا كان هناك من طرف المؤسسة قرار خاطئ فلا بد من تصحيحه فوراً أو تعديله فالمكابرة هنا لن تأتي إلا بالمزيد من المتاعب وتعديل المواقف إيجابياً أسهل من محاولة إنقاذ المؤسسة بعد فوات الأوان. وأخيراً لا بد من الجرأة في التعامل مع هذه الأزمات. إذا كان هناك موقف واضح لدى المؤسسة لا بد من تبيانه وتحمل تبعاته والدفاع عنه باستماتة فالاختباء لا يزيد إلا الشكوك في موقف المؤسسة فلا بد أن تقف المؤسسة بشخوصها صلبة قوية وعلى المسؤولين تحمل الأزمة وما تأتي به من نقد شخصي أو للمؤسسة وبدون الدخول في مهاترات مشخصنة مع التركيز على رسالة إعلامية موحدة بين كافة الذين يتعاملون مع الإعلام والمجتمع من المؤسسة. سمعة المؤسسة في المجتمع تبنى بصعوبة بالغة ولكن هدمها لا يحتاج إلا إلى تصريح واحد غير مهني أو تصرف واحد غير مدروس ليهوي بسمعة المؤسسة والعاملين فيها إلى أسفل سافلين. المسؤول الرئيس في المؤسسة هو وجهها في المجتمع فهو في كل حركة وسكنة يعكس رؤية المؤسسة ومواقفها لذلك لا بد أن يكون شفافاً مرناً وجريئاً وأن يتذكر دائماً أن سيف تويتر يغرد على رأسه.

تجربة التحليل السياسي

منذ عام 2006 بدأت في مجال التحليل السياسي، من خلال صفحات الجرائد المحلية المختلفة، ومنذ ذلك الحين التزمت بمقال أسبوعي يركز غالباً على التعليق على الأحداث الراهنة، أو مناقشة موضوع سياسي عام، مرت هذه التجربة...

تركيا.. الخطوة القادمة

بنجاح أكبر من الذي توقعته استطلاعات الرأي، عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، ليقطع الطريق على من أراد أن يشكك في استمرار شعبيته في بلاده. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة والتلاعب...

في القدس.. مَن في القدس؟

مذ عرّفني أحد الأصدقاء على قصيدة تميم البرغوثي عن القدس، دأبت على الاستماع إليها بين الفينة والأخرى، لا شك لجمالها أولاً، ولكن كذلك لأنها تنقلني إلى حالة شعورية مختلفة حول المدينة القديمة، أشعر وكأنني أمشي...

أطفال بألعاب

في الإنجليزية، إذا أردت أن تصف أشخاصاً يتقاتلون بطريقة صبيانية، فبإمكانك استخدام مصطلح «أطفال بألعاب»، في إشارة إلى أن أولئك الذين تتحدث عنهم يتصرفون كأطفال يتنازعون ألعاباً لا كأشخاص ناضجين.. العالم اليوم يكثر فيه من...

بين الخامس من يونيو والثامن عشر من ديسمبر

ستة أشهر كانت كفيلة ببث روح جديدة في الجسد القطري بعثها التحدي الأكبر الذي واجه البلاد في تاريخها، في هذه الأشهر الستة انطلقت قطر نحو المستقبل بخطى ثابتة والتحم الشعبي مع الرسمي لرسم لوحة مشرقة...

سيناريوهات واشنطن

آلة السياسة في واشنطن شديدة التعقيد، من حيث التركيب والأنظمة، فنظام التوازن والرقابة الذي يعطي كل سلطة صلاحية رقابية على الأخرى، ويجعل الصلاحيات متوازنة بينها، أورث نظاماً معقداً، ولكنه يعمل بكفاءة عالية، هذا النظام تعرّض...

حمقى بأسلحة نووية

أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل...

مبادرات الرحمة

الأنشطة الثقافية للمؤسسات الخيرية هنا في قطر كانت وما زالت أكثر قدرة على جذب الجماهير من مثيلاتها الرسمية، ويعود ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الطبيعة التطوعية لهذه الأنشطة، وما يحققه ذلك من إبداع ومرونة وحماس،...

ثالوث ترمب المقدس

حطت طائرة الرئيس الأميركي على أرض فلسطين ليكون أول مؤتمر صحافي له بجوار طائرته مناسبة جديدة يذكر فيها بالتزامه التام بأمن الكيان الصهيوني، بعد أن أمضى الأيام الماضية في التأكيد على رؤيته حيال «الإرهاب الإسلامي»...

الطريق والحزام والطموح الصيني

الثورة الاقتصادية الصينية التي دفعت بالصين من دولة مقسمة محتلة إلى أحد أقوى اقتصادات العالم استفادت بشكل كبير من المبدأ الذي وضعه باني نهضة الصين الاقتصادية الحديثة شياوبنج وهو رئيس الصين الثاني بعد ماو تسي...

مهب الرياح الغربية

احتفل قطاع كبير من الفرنسيين، ومعهم المعتدلون في أوروبا، والعالم الغربي بخسارة لوبين، وفوز ماكرون خلال الأيام الماضية، متجاوزين تهديداً آخر من اليمين المتطرف الأوروبي، وبذلك تتبدد أحلام اليمين المتطرف في القارة العجوز في أن...

المنطقة بين تركيا وإيران

خلال الشهور القليلة الماضية تغيرت الأوضاع في قطبين من أهم الأقطاب السياسية في المنطقة بشكل كامل، خلال الأعوام الماضية بدا أن النظام الإيراني يحكم قبضته على محيطه الداخلي والخارجي، وفي مقابل ذلك بدا أن الإدارة...