عدد المقالات 6
مثلما قلبت نسخة كأس العالم ٢٠٢٢ في قطر موازين القوى الكبرى في كرة القدم، كذلك فعلت مع موازين القوى الثقافية في العالم، فدائمًا ما نقول إن الكرة ليست مجرد لعبة، ولكنها درس كبير للحياة، وما زالت تلك اللعبة تثبت لنا يومًا بعد الآخر تلك الحقيقة الجلية. اليوم ثقافة الشرق بات لها صوت مسموع فيما يخص هويتها وقناعاتها، ولم تعد ترضخ لتوجهات الغرب وعاداته، اليوم بات لنا صوت نعبر به عن مبادئنا بكل حزم، وشتان ما بين احترامنا لمبدأ حرية التعبير، ووقوفنا ضد ازدواجية المعايير التي تلعبها ثقافة الغرب. …ألمانيا لم تترك مساحة إلا وهاجمت فيها قطر بسبب موقفها من عدم دعمها للمثليين، وكأنها مصدومة من كون دولة عربية ترفض رغباتها، وتقول لها كلمة «لا»، فالعالم الغربي اعتاد أننا ننفذ له طلباته دائمًا، ولكن الآن قطر تكتب قصيدة ثقافية أخرى وتخوض ملحمة إثبات الهوية العربية، عنوانها شبيه بعناوين أمل دنقل التي نقول فيها جميعًا «لا» في وجه من قالوا «نعم». وهنا لابد أن نقف كلنا وقفة حازمة نتأمل موقف قطر الصارم من محاولة بعض الدول والمنتخبات الكبرى من فرض توجه دعم المثليين على ثقافتنا العربية والشرقية. قطر كدولة عربية إسلامية، تسجل في تلك الأيام انتصارات متتالية ليست على مستوى الرياضة فقط بل على مستوى التواجد الثقافي والهوياتي في العالم. الشاهد في الموضوع أن وجه الغرب أضحى مكشوفًا بشكل قبيح، فمعيار «احترام ثقافات الشعوب» الذي دائمًا ما يدعيه، ويرفع شعاره، اكتشفنا أنه يلقي به في أول سلة قمامة تقابله، بمجرد شعوره بوجود ثقافة أخرى يتبعها العالم الآخر قناعات لا تتبع ثقافة الرجل الأبيض، وتطوف في محرابها، كفيل بأن يقلب علينا الدنيا ولا يقعدها. …قال ابن خلدون إن المغلوب مولع دائمًا بتقليد الغالب، واليوم نرى أن قطر دولة غالبة، ليست مولعة بتقليد أحد، بل إنها فخورة بهويتها الثقافية، تعلن عن نفسها بكل جرأة أمام العالم، ولا تخجل من ثقافتها وعمقها الحضاري الإسلامي، إننا لسنا بحاجة لتقليد أحد، وخصوصًا الحضارة الغربية التي كشفت عن زيف كبير وخواء نكاد نسمع فيه صوت الصمت. **كلمة أخيرة نؤكد من خلالها أن كرة القدم كحركة التاريخ، ليس فيها مغلوب مستمر، ولا لعنة دائمة كأسطورة سيزيف.. ليس هناك ما يسمى بديمومة الانهزام، دول ومنتخبات تدفع الصخرة إلى أعلى الجبل ولا تصل، بل إن كرة القدم تمنح من امتطى صهوة العمل والجرأة في ميادين التنافس، وتعطي من أعطاها. وكلمتنا خصوصًا لمنتخب قطر إن ثقتنا فيك كبيرة، وليس مطلوبًا أكثر من القتال على أرضية الملعب.
في البداية نهنئ قطر أميرًا وحكومة وشعبًا باليوم الوطني الذي شاءت الأقدار أن يحتفل به العالم ايضًا، وانطلقت شعلة هذه الاحتفالات الكونية من استاد لوسيل الذي احتضن داخل سفينته بالأمس أجمل ختام لأعظم مونديال. اليوم...
درس كبير تعلمناه من مونديال قطر وهو «الحلم» فالحياة من دون احلام تصبح كابوسًا كبيرًا وذلك الدرس قد تعلمناه من الرسائل التي بعثتها للعالم، حيث حملت هذه البطولة من ضمن رسائلها الأساسية، عنوان «الحالمون» نعم...
بصراحة لم أكن راضياً عن بداية المنتخب المغربي أمام إسبانيا، وكانت الشكوك قد بدأت تتسلل إلى نفسي، فهممت مباشرة بعد نهاية الشوط الأول لأسأل أستاذنا الإعلامي الكبير سعد الرميحي عن هذا المستوى الذي يقدمه المغرب...
لم یكن في تاریخنا المعاصر رمز أكثر قوة وأشد وضوحا لالتقاء الشرق والغرب أكثر من انهیار جدار برلین في نوفمبر ١٩٨٩. وفي أیامنا هذه، وفي حضرة كأس العالم في قطر، ترتسم محطة تاریخیة جدیدة لربط...
ما زال كأس العالم العالم في قطر يقلب موازين اللعبة ومفاهيم كرة القدم، فبالأمس تحقق انتصار عربي جديد بفوز المغرب على المنتخب البلجيكي وهو من ضمن الفرق القوية المرشحة للوصول للأدوار النهائية، ولكن الأسد الأطلسي...
