عدد المقالات 122
تزايدت في الآونة الأخيرة الأحاديث المتعلقة بالوضع الاقتصادي في المنطقة، لا سيما أن أسعار النفط لا يبدو لها أمل في النهوض إلى سابق عهدها عما قريب، ولقد تواترت الأحاديث أيضاً عن إقرار بعض الإجراءات للحد من الأعباء المالية العامة المتعلقة بمثل هذه المتغيرات الاقتصادية، منها: رفع الدعم عن الوقود، واقتراح الضريبة المضافة، وضرائب محتملة أخرى. ومما لا شك فيه فإن للتعامل مع المتغيرات الاقتصادية وجهين، وجه سياسي يتمثل في إقرار التشريعات اللازمة كالضرائب، ووجه اقتصادي معني بالبحث عن سبل توسيع الرقعة المالية للدولة، بعيداً عن النفط والغاز، فقد يكون البعض قد أخطأ الظن بأن النفط باق لعقود، ولم يتوقع أن يستغني العالم عن النفط قبل نفاده في زمن تقنيات نفط وغاز «الشيل»، وهذا كما ذكرت في تغريدة سابقة لي ما يعرف «بفشل الخيال» Failure of imagination. الحكومات أولاً أما عن الوجه الأول السياسي، فلقد ذكرت فكرة الضرائب كالضريبة المضافة كمصدر للدخل الحكومي، ولكن مع إقرار مثل هذه الضرائب هناك أعباء أخرى قانونية، فهل ستكون الضرائب نقطة في بحر الاقتصاد الوطني فقط؟ في هذه الحالة ما الفائدة من تكبيد المواطن أعباء الضريبة؟ فنظرية «المبلغ الرمزي» قد تنطلي على قطاعات عدة إلا قطاع الضرائب العامة، والتي -كما في الدول الأخرى- يجب الربط بينها وبين النفع العام بشكل كبير، فإما أن تترك تلك الضرائب أثراً إيجابياً في إسناد الدولة كمصدر للدخل، أو فلا داعي للعبث، فكما قلت فإن إقرار الضرائب قد يأتي بأعباء قانونية كالمبدأ الدستوري «لا ضريبة دون تمثيل» والتي تؤكد على إيجاد برلمان يمثل الشعب في مراقبة مصروفات الدولة، والتي بدورها قد تتحول من الدولة التي «تصرف» على الشعب إلى الدولة التي «يصرف» عليها الشعب من خلال الضرائب. فيجب على الحكومات في المنطقة دراسة الأثر المترتب على الضرائب أولاً قبل إقرارها، فإن كان لتلك الضرائب الأثر الإيجابي فلا بد أن يقوم كل مواطن في المنطقة بدوره في المساهمة في بناء وطنه، وهنا يأتي الدور الثاني من العمل الحكومي فيجب التحكم في السلع التجارية بشكل أفضل ومن مبدأ حماية المستهلك، فمع زيادة أسعار السلع الجنونية ستزيد نسبة الضريبة على تلك السلع، وقد يكون لهذا أثر إيجابي مؤقت على الحكومات، إلا أنه سيترك الأثر السلبي الأكبر في نسيج المجتمعات الخليجية، فيجب الحذر من هذا الشيء، وأخيراً إن أردنا أن نحد من النزيف الاقتصادي، في ظل أسعار النفط الحالية والحد النسبي من التضخم، فيجب التفكير في الحد من الإنفاق العام بشكل أو بآخر، والابتعاد شيئاً فشيئاً عن نظرية «الدولة الراعية». الاستثمار الاستثمار هنا وبعد التفكير الجاد، بل وقرب تطبيق النظام الضريبي في المنطقة، يجب إعادة الهيكلة الفكرية للاستثمار الوطني في الخارج، فيجب إعادة صياغة الاستثمار بشكل مركزي أكثر مما كان في السابق، ويجب النظر في ضم هيئة المعاشات أو صندوقها الاستثماري إلى الهيكلة الجديدة المركزية للاستثمار في الخارج، وهنا يجب النظر إلى الهدف من الاستثمارات الخارجية، فهل هي اقتصادية بحتة؟ أم أنها تساند التوجه السياسي؟ أم هو توجه يمزج بين التوجهين «وهو الأصعب»؟ فإذا أخذنا النموذج النرويجي مثلاً فهو توجه بعيد كل البعد عن العاطفة والسياسة والهدف منه هو الهدف الاقتصادي البحت، فلا أرى أن الحل هو في الاتجاه نحو كل ما هو «لامع»، بل على العكس فبعض الأسواق الإفريقية كجنوب إفريقيا، وبعض الأسواق في أميركا اللاتينية كتشيلي، وفي قطاعات معينة، قد تكون أفضل «استثمارياً» من الأسماء المتكررة «بريطانيا، فرنسا،.. إلخ»، وقد نستثني من ذلك الولايات المتحدة الأميركية لحجم «رأسملة السوق» على نطاق عالمي قد يساعد على الاستثمارات النوعية، على غرار ما تقوم به شركة بيركشاير هاثاوي. الرأي الأخير... لا توجد صورة حالياً للتوجه الاقتصادي العالمي، ولا يمكن أن نستغرب تسارع الوتيرة الخليجية في التعامل من المتغيرات الاقتصادية، فلقد تفاجؤوا كما تفاجأنا نحن بما يحدث، ولكن الفرق بين وزراء المالية في الخليج والمواطنين هو أن الوزراء يجب أن لا يتفاجؤوا، وكان يجب وضع الخطط منذ عقود لا منذ شهور، للتعامل مع هذه المتغيرات الاقتصادية، كما في باقي العالم، ولكن ما يدعو إلى التفاؤل هو التغير الواضح هنا في قطر، على سبيل المثال، لتصحيح السياسات المالية والاستثمارية، مما قد يؤدي بنا إلى وضع مالي أكثر استقراراً من دول أخرى في المنطقة. إلى اللقاء في رأي آخر... «لا وجود لاقتصاد دون كفاءة»
استكمالاً لمقالات سابقة كتبتها عبر السنوات الماضية عن «شوارع DC» و»شوارع باريس»، وأسرار تلك المدن التي زرعت فيها من خلال مصممي تلك المدن، اليوم أستكمل تلك السلسلة بمقالي عن «شوارع اسطنبول». اختار الإمبراطور قسطنطين عاصمته...
بدأت مع أداء الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب اليمين الدستورية، وتسلمه سدة الرئاسة في تمام الساعة 12 وخمس دقائق بتاريخ 20 يناير، وحتى كتابة هذا المقال، حالة من اليأس والفوضى تعمان مدناً كثيرة داخل الولايات...
في عالم العمليات العسكرية الحديثة لا يمكن لنا أن نتجاهل أهمية العمل المشترك لتحقيق الأهداف المرجوة، والتي تعتمد على المركزية في القرار، واللامركزية في صلاحيات التنفيذ وأدواته، أو بالمصطلح العسكري «قدرات التنفيذ»، ومن ضمن أسس...
لقد اعتدنا في تاريخ القتال عبر العصور على وجود ٣ ساحات للقتال فإما على الأرض أو في البحر أو في السماء، ما أوجد الأسلحة المقاتلة المعروفة لدينا بالقوات البرية والبحرية والجوية، ولقد تطورت الأمور في...
إن السباق الانتخابي الجاري حالياً في الولايات المتحدة الأميركية بين المرشح الجمهوري اليميني المتطرف دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ستبدأ مراحله الأخيرة هذه الأيام، ولربما تكون أبرز علامات هذه المرحلة والتي تستمر لشهرين حتى يوم...
كانت صور الطفل عمران، كسابقاتها من صور القتل والدمار من حلب وشقيقاتها التي انتهك إنسانيتها النظام السوري المجرم، قد وضعت علامة جديدة على درب حرب الإبادة في بلاد الشام، علامة يظنها البعض فارقة وبخاصة بعد...
لقد قامت مؤسسات بحثية عالمية وجامعات مؤخراً بالنظر إلى مكافحة خطر داعش من خلال منظور تهديد دولة الخلافة على حد تعبيرهم، وأن وجود دولة «إرهابية» مسيطرة على مصادر دخل مثل النفط والضرائب، وباسطة «سيادتها» على...
في مقال لي منذ عدة سنوات وفي زمن «الريس مبارك» كتبت بأن الجامعة العربية أصبحت عبئاً على ذهن وضمير المواطن العربي السويّ وإن إصلاح الجامعة العربية هو السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المنظمة وإلا ستستمر هذه...
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مستندات يدعي ناشرها أنها مستندات رسمية لدى جهات التحقيق بالدولة، وللأسف فلقد قام آخرون بإعادة النشر دون اهتمام أو مراعاة للقانون أو سمعة الوطن، نعم للأسف يوجد منا من هم...
لقد صدم العالم مؤخراً بالقرار الجريء الذي اتخذه شعب المملكة المتحدة من خلال أكبر استفتاء في تاريخ بريطانيا العظمى بالخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي بشكل كامل وإلى الأبد في طلاق كاثوليكي لم تشهد بريطانيا طلاقاً...
في عالم السياسة الأميركية يوصف الرئيس الأميركي في شهوره الأخيرة بـ «البطة العرجاء» lame duck كناية عن عجزه عن التأثير في السياسات الهامة الأميركية والمبنية على المصالح المتبادلة لكونه في طريقه نحو بوابات البيت الأبيض...
استحوذ انتشار مقطع فيديو مصور لضباط أميركيين يتصرفون بشكل غير لائق أمام علم دولة قطر في معسكرهم، على اهتمام العالم في الأيام الماضية، وبالمقابل فإن ردة الفعل الوطنية كما أشار الأخ رئيس تحرير العرب في...