alsharq

إيمان إبراهيم

عدد المقالات 26

متى استعبدتم الأحرار؟

25 أبريل 2017 , 02:26ص

تسافر بنا آلة الزمن إلى الماضي البعيد، لعصر من العصور الغابرة، إلى «عصر الجاهلية». تبسط لنا السماء سحابها لنجلس ونطل على أهل ذاك العصر المظلم، حيث الأسياد يشترون العبيد بأبخس الأثمان، تُوَكل إليهم أصعب المهام التي لا تحتملها طاقة بشر دون مقابل ولا أجر أو كلمة طيبة تواسي كللهم. لم تجد هذه الفئة المستضعفة غير الإذعان للإهانة والتهديد بصمت مطبق، فلا دستور يكفل حقوقهم ولا سيف ضمير يقطع رؤوس الظلم، فيُشترون ويُباعون ويُفرقون عن عائلاتهم على هوى أسيادهم. ولكن من قوانين الكون أن يقشع نور النهار ظلام الليل، ويفرد أجنحته في كل مكان ليسد ثغور الظلم، ويزرع الأمل في قلوب ظنت أن الألم سرمدي، والعذاب أبدي، فتسافر بنا آلة الزمن إلى عصر الإسلام الذي بدد كل مظاهر العنصرية، وحقق العدل والمساواة، فأصبح الناس كأسنان المشط، لا فرق بين عربي وعجمي ولا بين أسود وأبيض إلا «بالتقوى». وتسطع عدالة الإسلام في مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «سيدنا أبو بكر أعتق سيدنا بلال»، فهذا هو خليفة المسلمين لم يستح من قول «سيدنا بلال»، لأن سيدنا بلال قد سبقه في الإسلام الذي لا يفرق بين أبيض وأسود. تتوالى السنون تترا، وبعد تحرير الإسلام للعنصرية بقرون، ما زالت أميركا وغيرها من الدول الأوروبية تستعبد الرقيق وتعاملهم كما الجاهلية الأولى، يسودها التخلف وقسوة الضمير. إلا أن الرحمة لمست قلوباً كثيرة، ومنها قلب الكاتبة «هارييت ستاو» التي شنت حرباً ضروساً في عام 1861م لتحرير الزنوج في الولايات الأميركية المتحدة من مهانة الرق والعبودية، ودافعت عن حق الإنسانية المهدور. لم تلق جهودها العملاقة ترحيباً في الولايات الجنوبية بادئ الأمر عكس الولايات الشمالية التي تلقتها بالترحيب وسعة الصدر. تدفقت الرسائل على الكاتبة، منها المؤيد والمتعاطف مع هذه الفئة المستضعفة من البشر، ومنها معارض يرافق رفضه أبشع ضروب الإهانة والتهديد، وقد تضمنت إحدى الرسائل أذن رجل زنجي وورقة كتب عليها ما مفاده أن هذه إحدى النتائج المحتومة لكل حملة تشن من أجل الدفاع عن «الزنوج».. وأنوه هنا إلى أن الكاتبة البطلة فازت بالمعركة، ولم تكد تدخل على الرئيس أبراهام لنكولن حتى هرع إلى استقبالها وقال: «مسز ستاو، إني سعيد بأن أرحب بكِ بوصفك مؤلفة تلك القصة التي أحدثت هذه الحرب العظيمة!». ترسو بنا آلة الزمن في محطة القرن الحالي، لنشهد أن أهل الديانة الإسلامية التي تعتبر أول من قضى على العنصرية، عادوا إليها بصورة مقَنَّعَة. فنرى مثلاً في بعض المسرحيات التي يجب أن تكون رسالتها قدوة لغيرها في الفكر الراقي والفن الهادف، تسخر من ذوي البشرة السمراء، وتلقي في أجوافهم أبشع وأفظع كلمات السخرية والمهانة ليضحك جمهورها ويرتفع قدرها «المادي»! ترى كيف ينام ناجح ملء عينيه وسبب نجاحه تسلق الأكتاف؟ وأخيراً ألمح إلى الألفاظ الجارحة التي تخرج من فم بعض العنصريين عندما يختلفون مع ذوي البشرة السمراء في بعض الأمور، فينعتونهم بـ «العبد» وبصفات أخرى لا تمت إلى أخلاق المسلم بصلة!! ألم يسمع هؤلاء بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟»

ارحموا عزيزاً ذل

أصعب المواقف في هذه الحياة هي أن تذل نفس بعد العز والهناء، فكم من البشر عاشوا ملوكاً وأمراء، وفي لحظة واحدة أصبحوا بلا لقب ولا جاه.. كم هي صعبة هذه المشاعر أن «تتنغنغ» بين ريش...

هدية الله

كلما أرى أطفالي حولي أضمهم إليّ بقوة، وأهمس لهم بأنهم هدية الله لي، وأنهم من الأشياء الجميلة جداً التي أنعم الله تعالى بها عليّ. الصغار هم هبة الله تعالى، ولا يستحقون سوى الضم والقبل والاهتمام...

لا تحطم أحلامهم

مستشفيات قطر بحاجة إلى ممرضات قطريات، وقد تم إجراء استبيان في 12 مدرسة، وتبين أن الكثير من الفتيات القطريات يرغبن في العمل كممرضات، ولكن الأهالي وقفوا لهن بالمرصاد، لأنها مهنة في نظرهم «لا تليق بهن»!...

الأم والحضانة

فكرة بسيطة، ولكنها ذات عائد معنوي ومادي نافع، ينفع كلاً من الموظفات والمؤسسات، ألا وهي إنشاء حضانة في كل مقر عمل يستقبل الأطفال الرضع، ليكونوا بالقرب من أمهاتهم، حيث تتمكن الأم من رؤية طفلها في...

قصر في الجنة

يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»! خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم...

أهلاً رمضان

رمضان شهر الخير والعطاء، عاد من جديد ليضمنا إلى أحضانه بشدة، ويأخذ بيدنا إلى الخير، ويغرق أرواحنا في النور، ويشرح صدورنا ويثلجها بالعبادات. رمضان ليس فقط اسماً وموسماً للاحتفال بالأكل والشرب وجمعة الأهل.. رمضان هدية...

قصر في الجنة

يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»! خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم...

حِكمة شهرزاد

تحملنا حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى عالم سحري، حيث لا يوجد «للمستحيل» مستقر، وتعيش في صفحاته وبين سطوره أساطير الشرق، وتراثه الغني بالمعاني الإنسانية والمشاعر الصادقة. فكانت حكاياته كالترياق في مجالس المتسامرين، تسافر بهم على...

أوصيكم بالنسيان خيراً.. وبألم الذكريات شراً

«لا يجب دائماً قلب الصفحة، أحياناً ينبغي تمزيقها». مالك حداد من منا لم يسلم من ألم وخيبة أمل؟.. تعددت الآلام والحزن واحد.. من منا لم يمر في فصول حياته بحرِّ الابتلاء وخريف الكآبة وبرد الوحدة...

قصر في الجنة

يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته!» خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم...

بابا.. أين أنت؟

«بابا، بابا» ينادي الصغير والده، يحاول جذب انتباهه بصراخه العالي وبكائه... ولكنه لا يتلقى سوى جملة يومية أصبحت كالحلقة في أذنه «أنا مشغول، لا وقت لدي»... لا يراه إلا هارباً منه أو متحفزاً يفكر في...

أفلا يتفكرون؟

تحدثوا كثيراً، وكتبوا أكثر، ودونوا عن حقوق الإنسان، وكيف أن الجميع يتساوون ولا يتميزون عن بعضهم بعضاً، ونسوا -أو بالأحرى تناسوا- أن ما ينادون به، نادى به الإسلام منذ قرون، وأمر به الله تعالى في...