


عدد المقالات 26
يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»! خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم الغني والفقير، والهدف ليس الاستعلاء أو الطبقية، بل ليكمل بعضهم الآخر، فالغني مبتلى بماله وإخلاصه، والفقير مبتلى بجوعه وصبره، وعلى هذا الميزان يقع الحساب. قال الحكماء: «الفقر رأس كل بلاء»، فهو السبب الكامن خلف الكثير من الجرائم والسرقات، فكيف يستيقظ ضمير في حالة الاحتضار؟! إلا من رحم الله تعالى، وقدر على الصبر ضد هذا العدو القاتل، لينال أجراً عظيماً بما صبر في الآخرة. قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّة مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَالْمُهَاجِرُونَ الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ، وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلائِكَتِهِ: ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِي هَؤُلاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا، وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ، وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ لا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً، قَالَ: فَتَأْتِيهِمُ الْمَلائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ «سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ». كثير هم من يتساءلون ماذا لو دفع كل غني زكاته صحيحة وكاملة، أيبقى فقير واحد في الأمة الإسلامية؟! في حال تحقق هذا الأمر، تُصان الأمة من السرقة والقتل والبلاء، فكما يقول المثل «الجوع كافر»، والكفر لا يحسب حساب الضمير والإله. قد يستكثرها البعض ويرى أن هذا المال هو جهده الشخصي وعرق جبينه، فكيف يضيعه على من لم يتعب لأجله.. إذاً فلنذهب معاً في جولة جزيلة العطاء. نستلم مال جهدنا العسير، فنضع نصفه أو أكثر في التوفير من أجل مشروع يدير علينا أموالاً طائلة نعمر بها بيتاً أو قصراً، وكثير منا يسهو عن عمارة قصر ثانٍ في مكان آخر! قصر الأبدية الخالدة في الآخرة! أليس القصر الأخير أبدى بالعناية والاهتمام بتجميله وتكبيره لأنه الأبقى؟! فنحن لا نخسر فلساً واحداً عندما نتصدق على الفقراء والمحتاجين، بل الفائدة تعود علينا أضعافاً مضاعفة، فمنها أرضينا الله تعالى، ورسمنا الابتسامة على وجوه المستضعفين، ومنها نحن في استمرار تعمير وتوسيع قصرنا، وربما مدينتنا في جنة الخلد. من عدل الله تعالى أنه خلق الغني والفقير، لا ليسعد هذا ويحزن ذاك، بل ليسد كل منهما حاجة الآخر، وليخلق الألفة والمحبة والمودة بين الجميع، ولنعمر هذه الدنيا يداً بيد، فنمشي وننطلق ونشيّد معاً. أما الخير فما زال يزقزق في قلوبٍ كثيرة استوعبته وأخلصت له، فهم يتسابقون إلى الصدقة ويتنافسون في زيادة رصيد توفير الآخرة، وكأنهم في سباق سيعلن فائزه في آخر حلقة من الدنيا، فهؤلاء سبّاقون إلى الخير.. فزاعون إلى النداء.. منّاعون للشر.. إنهم من يطمئنهم الله تعالى في قرآنه الكريم: «لا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. وكيف لا وقد خصهم الله تعالى عن باقي الأنام بالخير.. ليغرقهم في بحر رحمته.. ويصلح أحوالهم المعوجة. نداء خاص: ليس الفقر بعيب، ولا رتق وجب إخفاؤه، فالفقير ليس فقير المال، وإنما فقير الأخلاق والدين، فلتصبر على بلائك، واحتسبها عند الله تنل الأجر، وامتهن أي مهنة بالحلال مهما كانت بسيطة ولا تستصغرها، حتى إن لم تدر عليك المال الوفير، يرزقك الرزاق من جوده. رجاء خاص: ليس الغنى غنى المال، وإنما غنى الأخلاق والدين، اجعل نبيك قدوتك، والتزم بالزكاة المفروضة تستلم خير الدنيا من الشكور وتتقي شرورها، وتكون من الفائزين في الآخرة. فلنعمر قصر الجنة معاً.. ونرتع في ربوعها.. فلا حزن ولا ألم بعد ذلك يتلوها.
أصعب المواقف في هذه الحياة هي أن تذل نفس بعد العز والهناء، فكم من البشر عاشوا ملوكاً وأمراء، وفي لحظة واحدة أصبحوا بلا لقب ولا جاه.. كم هي صعبة هذه المشاعر أن «تتنغنغ» بين ريش...
كلما أرى أطفالي حولي أضمهم إليّ بقوة، وأهمس لهم بأنهم هدية الله لي، وأنهم من الأشياء الجميلة جداً التي أنعم الله تعالى بها عليّ. الصغار هم هبة الله تعالى، ولا يستحقون سوى الضم والقبل والاهتمام...
مستشفيات قطر بحاجة إلى ممرضات قطريات، وقد تم إجراء استبيان في 12 مدرسة، وتبين أن الكثير من الفتيات القطريات يرغبن في العمل كممرضات، ولكن الأهالي وقفوا لهن بالمرصاد، لأنها مهنة في نظرهم «لا تليق بهن»!...
فكرة بسيطة، ولكنها ذات عائد معنوي ومادي نافع، ينفع كلاً من الموظفات والمؤسسات، ألا وهي إنشاء حضانة في كل مقر عمل يستقبل الأطفال الرضع، ليكونوا بالقرب من أمهاتهم، حيث تتمكن الأم من رؤية طفلها في...
يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»! خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم...
رمضان شهر الخير والعطاء، عاد من جديد ليضمنا إلى أحضانه بشدة، ويأخذ بيدنا إلى الخير، ويغرق أرواحنا في النور، ويشرح صدورنا ويثلجها بالعبادات. رمضان ليس فقط اسماً وموسماً للاحتفال بالأكل والشرب وجمعة الأهل.. رمضان هدية...
تحملنا حكايات «ألف ليلة وليلة» إلى عالم سحري، حيث لا يوجد «للمستحيل» مستقر، وتعيش في صفحاته وبين سطوره أساطير الشرق، وتراثه الغني بالمعاني الإنسانية والمشاعر الصادقة. فكانت حكاياته كالترياق في مجالس المتسامرين، تسافر بهم على...
تسافر بنا آلة الزمن إلى الماضي البعيد، لعصر من العصور الغابرة، إلى «عصر الجاهلية». تبسط لنا السماء سحابها لنجلس ونطل على أهل ذاك العصر المظلم، حيث الأسياد يشترون العبيد بأبخس الأثمان، تُوَكل إليهم أصعب المهام...
«لا يجب دائماً قلب الصفحة، أحياناً ينبغي تمزيقها». مالك حداد من منا لم يسلم من ألم وخيبة أمل؟.. تعددت الآلام والحزن واحد.. من منا لم يمر في فصول حياته بحرِّ الابتلاء وخريف الكآبة وبرد الوحدة...
يقول عمر بن الخطاب: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته!» خلق الله تعالى سيدنا آدم من طين، ومن ظهره انحدر نسله، فكل إنسان موجود على ظهر الأرض هو ابن آدم.. إلا أن الله تعالى جعل منهم...
«بابا، بابا» ينادي الصغير والده، يحاول جذب انتباهه بصراخه العالي وبكائه... ولكنه لا يتلقى سوى جملة يومية أصبحت كالحلقة في أذنه «أنا مشغول، لا وقت لدي»... لا يراه إلا هارباً منه أو متحفزاً يفكر في...
تحدثوا كثيراً، وكتبوا أكثر، ودونوا عن حقوق الإنسان، وكيف أن الجميع يتساوون ولا يتميزون عن بعضهم بعضاً، ونسوا -أو بالأحرى تناسوا- أن ما ينادون به، نادى به الإسلام منذ قرون، وأمر به الله تعالى في...